أعمدة

هاجر سليمان تكتب: خطبوها قامت غيرت شريحتها

هذا المثل الشعبي يطلق على من يتبنى أفكارا ومبادئ محددة وبمجرد أن ينال ما يريد يتخلى عن مبادئه وأفكاره، وهذا المثل ينطبق تماماً على رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا محمد الأمين ترك الذي صرح قبل يومين لإحدى الصحف قائلاً ان تتريس الشوارع وقفلها يعتبر (مهدداً أمنياً) .
حينما أغلق ترك وأتباعه طريق الشرق وعزلوا الميناء عن الخرطوم وترسوا الطريق القومي حتى تسبب تتريسهم في رفع أسعار الخبز والأدوية والوقود وقتها وقفنا معه واعتبرنا أنه مكره على فعل ذلك لأجل حفظ حق أهل الشرق حتى أن أهل الشمال وقتها ساندوه وقرروا المسير معه، لكن حينما سار على نهجه أهل الشمال اليوم وترسوا الطرقات خرج عليهم مستنكراً فعلتهم وواصفاً أياها بالمهدد الأمني، فيا ترى حينما أغلق (ترك) طريق الشرق  هل يا ترى أقفله من أجل الصلاة؟! أم من أجل الصيانة ؟! .
بالله يا ترك لاتنهي عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم، فلا ينبغي عليك أن تعتبر فعلة أهل الشمال مهدداً أمنياً وتنسى فعلتك، يجب أن لا تنسى أنك قبل اليوم هددت الأرواح وتسببت في مجاعة بالخرطوم وكنت السبب في رفع أسعار الدقيق والخبز الارتفاع الذي استمر حتى يومنا هذا، ومع ذلك لم يلمك أحد بل ساندك الجميع ولكنك اليوم تخليت عن أهل الشمال بتصريحك ذلك علماً بأنهم أصحاب قضية وحتى إن لم يكونوا أصحاب قضية فتتريسهم هذا من أجل حفظ موارد البلاد وصيانة حق الشعب  وكرامته.
توقعت أن يكون ترك من أوائل الذين يسارعون لمساندة أهل الشمال والانضمام إليهم والتتريس معهم وتوقعت أن يكون تصريح ترك على شاكلة (لن تسيروا وحدكم يا شمالنا الحبيب فنحن سننضم إليكم) ولكن خابت توقعاتي وهاهو ملك التروس يستنكر التتريس ويصفه بالمهدد الأمنى فهل بعد هذا التصريح سيلجأ ترك للمتاريس مرةً أخرى ككرت ضغط على الحكومة السودانية لنيل مطالبه .
أهل الشمال كفاهم تتريس في ظل هذا البرد القارس ولكنهم أصروا على أن ترى الحكومة مدى صبرهم وجلدهم وقدرتهم على التتريس وتعطيل المصالح ولكن أعتقد أنه من المفترض أن تكون الرسالة قد وصلت ويجب أن تعاد تعرفة الكهرباء إلى ما كانت عليه و(كفى الله المؤمنين القتال) .
المصيبة أن البرهان حتى الآن لم يع الدرس ولا يعرف ماذا يريد الشعب، فالسواد الأعظم الآن همه الغذاء والكساء والشرب ومصالحه وهذه الفئة هي الأكبر من بين الجماهير الشعب الآن لا يهمه من يتولى السلطة يهمه فقط أن من يتولى السلطة يجب أن يكون قادراً على بسط الأمن الغذائي والأمن والسلم المجتمعي، الشعب يريد أن يعود للخرطوم أمانها وأن تحقن الدماء وأن يكون الفقير قادرا على شراء الخبز، البرهان وأتباعه يجهلون تماماً أن الشعب لم يتبق له سوى رفع الراية والاستسلام للموت جوعاً ومرضاً وفقراً والقادة مشغولون بجمع المال والتمسك بالسلطة وكيفية تسليمها أو إنجاح الانتخابات .
أقترح عليك يابرهان أن تذهب للبشير في سجن كوبر وتقدم له اعتذاراً رسمياً وتقول ليه معليش يا البشير كنا عايزين نعمل معاك كاميرا خفية لكننا كترنا المحلبية.

الانتباهة

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى