مقالات

صلاح الكامل يكتب ..الذكري ال(٤٠) .. سلام علي إبراهيم في الخالدين

ونحن نفتقد د.إبراهيم يوسف هباني بين ظهرانينا، وقد سبقنا الي الباقية، كجواد يتشنف (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى) الاية، ترانا نسابق الريح ونكد ونجتهد ان نسجل للتاريخ والاجيال التالية واللاحقه مواقفه الناصعه ومواقعه الرائعه، محطاته النيره ومظانه الحسنه، ارثه التليد ومهيعه الرشيد.. فدكتور إبراهيم عندنا يعد حاله لا يمكن تكرارها بسهوله او إتيانها دائما، في حين يمكن استنساخ ( بعض) من صفاته و(تثتيبها) في (عدد) من الاشخاص :

*مشرع كلّ مسكين البيملا الراوية*
*مُقْنِع كشفتِن يوم العجاجة اللاوية*
*راح البِسْنِد العَتْرة ويسدّ الهاوية*
*خلّى الناس تقول أعجاز نخلٍ خاوية*

● ورد في ماثورنا الشعبي ان ( الليد تدِّي الدّفع والعين تبكي النّفع)، واغلب من يبكي د.ابراهيم الذين يجدونه عند قساوة الحاجة ومدلهم الخطوب، فقد كان -يرحمه الله- عند اهله وفي نجدتهم خفيف عند الفزع ثقيل عند الطمع :

*يا أيها القمر الباكي له القمر*
*قف ساعة يتملي حسنك النظر*
*بوجهك الطلق تدنو كل نازحة*
*للمدلجين ويحلو الانس والسمر*
*من للأرامل والأيتام بعد يا*
*ابا الأرامل والأيتام إن قهروا*
*تبكي المساجد والخلوات كافلها*
*حسري وتنتحب الآيات والسور*

● عندما نعى الناعي بالأسى العميق والحزن المقيم عبر مجالس عزاء ومراسم تأبين في داخل بلادنا وخارجها وعبر الصحف السيارة، وعبر الشبكة العنكبوتية المرحوم الراحل/ د.ابراهيم يوسف هباني، الذي انتقل إلى دار الخلود بدلهي الهندية عند صلاة الجمعة في يوم مطير يوافق ٢٠٢١/١٢/٣١م، وقد سطروا في مناقبه كل فيما يعرف من جوانبه، في الود والحميمة، في سماحة العشرة، في حسن الخلق، في نقاء السريرة، في توطئة الاكناف وفي إدامة الألفة، في تعدد المعارف، في تنوع المواهب، في نقاء الأريحية وخفة الروح، في الصبر على البلاء والتواضع عند الرخاء
.. تلح نفسي علي أن أشهد بما يليني مما رأيت عيانا وعلمت يقينا ورسخ في خلدي من صفات وشمائل أخرى عظيمة للراحل د.إبراهيم هباني وقد لا يعلمها إلا ذووه أو من كان لصيقا به من الأصدقاء والصحاب وقد كنت قريبا من الراحل في الفترة الاخيرة، فاشهد بانه كان ذا بر عميق ومشهود لذويه الأقربين يجري منه ذلك مجرى الدم في العروق و يملأ عليه جنانه ونفسه، امره ووقته كما كان ذا دفع موصول وجهد مشهود بأهله عامه وعشيرته خاصة وكل من تربطه به وشيجة دم أو صلة رحم، وكان د.إبراهيم رغم ارتباطاته المتعددة ومشاغله (المزعجة) يقف مشغولا بتدبير شؤون أهله وامور أقاربه, في قضاء حوائجهم في شتى مناحي الحياة وكافة نواحيها، وكأني بالشاعر يعنيه :

*الراى السديد السابقو جود وكرم*
*هيلك يا سليل (يوسف) يمين حرم*
*هيلك تدفع أبعرضين وتعفا الدم*
*وهيلك فوتة الوابل السحابو رزم*

● الفقيد د.ابراهيم هباني الذي ننعيه ونأبنه سد خلج الدهر بعطاء موفور وسخاء مبذول وقضي حوائج الناس بنفس بارد وهمة عاليه وشكل حضورا افتقط الزمان، الجغرافية والتاريخ ووضع نصب عينه وفي حذا باله استحقاق البيت والاسم والسمعه وهنا اجد مندوحه لاحدي اخواته تصفه بأنه (شابه اباه وزاد عليه) زاد بتسخير وسائل العصر لخدمة اهل المصر ووضع الثروة في خدمة الحاجة، بكفي ندي وبذل سخي وقد وضع د.إبراهيم من يخلفه في إمتحان عسير :

*على بيتك حرام المرقة لى قدام*
*صبح منظر بيوتك مشنقة إعدام*
*حوض لين الخضار الشالك الهدام*
*عليك حزنى الشديد طول العمر مادام*

● في العشرين من هذا الشهر الجاري، يسعي القوم لإقامة تأبين للراحل د.إبراهيم يوسف هباني وقد كد سعيهم وجد سيرهم في منظومة الوفاء لاهل العطاء ومحاولة الإتيان بصورة قريبه له تعين الجيل القادم علي تلقي الاسوة واخذ القدوة ممن عمر الحياة بجمائل الافعال وجليل الاقوال وطيبها بحسن الاخلاق وقيم المسير ونحن اذ نعطي جهد المقل وانا لنا ان نختزل المسير الطيب الطويل في ليلة؟! والجهد الجليل القويم في مساحة؟! إلا ان نحاول وضع البحر المحيط في كوب ماء ونستعد لمقابلة هذه الدنيا الفانية ومعايشتها بدون إبراهيم ! :

*‏نَفَسي على زَفراتِها محبوسةٌ*
*‏ياليتَها خَرجت مع الزفراتِ*
*‏لا خَير بعدكِ في الحياةِ*
*‏وإنَّما أبكي مخافة أن تطول حياتي*

* *منشور في صحيفة الانتباهة الصادره اليوم الجمعه٢٠٢٢/١/٤م صفحة١٠*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى