أعمدة

هاجر سليمان تكتب: فن (التكتيك) في البيان (الركيك) 

تعجبت كثيراً لمكتب عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول شمس الدين الكباشي وهو يصدر بياناً ينفي فيه تصريح أطلقته إحدى الصحف نفت فيه على لسان الكباشي وجود أية خلافات بينه ونائب رئيس المجلس السيادي الفريق أول محمد حمدان دقلو .
السرعة التي أصدر بها مكتب الكباشي البيان الركيك أو ما يعرف بالتصويب كما يحلو للبعض تسميته يشير بصورة واضحة إلى خلافات مستفحلة بين الرجلين فحسب اللغة العربية لغير الناطقين بها فأن نفي النفي إثبات، ونفي مكتب كباشي التصريح الذي حمل فحواه نفياً لوجود خلافات هو إثبات بأن هنالك خلافات، قصد مكتب الكباشي إبرازها إلى السطح لتكون قضية رأي عام وغير مسكوت عنها، وللأسف جاء تصويب المكتب ركيكاً وفطيراً وغير مسبوك ينم عن جهالة مطلقه بفنيات وإبجديات العمل الصحفي والإعلامي، حيث كان بالإمكان نفي الخبر جملةً وتفصيلاً دون إيصال مفهوم وجود الخلاف وإلا فأعتقد أن مكتب كباشي قصد من  إطلاق ذلك التعميم الإعلامي إيصال المعلومة للرأي العام بأن هنالك خلافات بين كباشي وحميدتي بمعنى أن التصحيح قصد منه تنوير الرأي العام بوجود خلافات، وهذا الأمر أو التنوير الذي تم بطريقة غير مباشرة ينم عن خفايا تترتب على هذا التصريح ستظهر في السطح الأيام القادمة، فيا ترى هل سيغادر كباشي المجلس السيادي مغاضباً ويخلي كرسيه؟ أم سيتم إجراء صلح بين الرجلين؟، أم سيطلق البرهان الأمر على عواهنه ويتجاهل القصة ويهمش كباشي كما حدث في الفترة الماضية التي شهدت غياباً كاملاً للرجل عن مسرح الأحداث .
أعتقد أن كباشي رجل حاد الذكاء متشرب بأسرار عسكرية كثيرة خاصةً أنه قضى ما يقارب ثلاثين عاماً في المؤسسة العسكرية الأمر الذي جعله قادر على وضع (سيناريوهات) متعددة والأخذ في الإعتبار أسوأ الفروض المتوقعة من تلك (السيناريوهات)، الرجل معروف بإتزانه في إطلاق التصريحات ولكن ترى ماذا حدث بينه وبين دقلو حتى تطور الخلاف إلى هذا الحد لكن نرجع ونقول (أبو القدح بيعرف وين بعضي أخيو) .
على البرهان أن يحتوي أي بوادر خلافات قد تعصف بالمجلس السيادي وتعرضه للإنشقاقات خاصةً أننا لاحظنا عدم التناغم بين مكونات المجلس السيادي والتصرفات السياسية غير المقبولة لبعضهم التي تجعلك تشعر بأن كل واحد فيهم يلعب لصالح ورقه، ومن المفترض أن تكون المواقف محددة والأهداف واضحة والجميع على قلب رجل واحد لأن أي بوادر خلاف قد تهدد أمن الجميع وعندها ستصعب مهمة البرهان في الحفاظ على ما أطلقه من وعود بحماية الإنتقال إلى أن يتم تسليم السلطة لحكومة منتخبة .
الغريب في الأمر أن الغياب لأعضاء السيادي من المشهد السياسي الفترة الأخيرة لم يقتصر على كباشي فقط بل حتى الفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر لم يعد لديهما وجود ظاهر مما يعني أن هنالك مخططاً إقصائياً واضحاً لعناصر المجلس السيادي من العسكريين فيا ترى هل ذلك يعني أن العسكر إنقسموا لفرق فيما بينهم؟ وهل ستضرب الخلافات العسكر فيما بينهم أم ماذا سيحدث؟! الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى