أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بعْدٌ .. و .. مسَافَة) .. الأسلحة الفتاكة لهدم المجتمعات .

ليس أخطر على مجتمعنا في الوقت الحالي ، من العمل على تفيككه وهدمه بأقذر وأخطر الأسلحة الفتّاكة في هذا العصر ؛ وهي أسلحة الشائعات ، والأخبار المصنوعة ، على الرغم من أن عوامل وحدة شعبنا متوفرة من خلال التاريخ المشترك ، واللغة التي تربط بين أبناء السّودان من أقصاه إلى أقصاه ، إضافة إلى الدين الذي شكّل وجدان شعبنا العظيم ، ووحّد وجدانه ، ليصبح أهم مكوّن للثقافة ، وهذا ليس بالضرورة أن يكون كُلّ أفراد الشّعب متديّنين أو لا دينيّين ، لكن الدين يصبح هوية جامعة لكل الشّعب .
لغتنا التي نتحدثها لا تعتبر رابطاً محلياً يربط بيننا فقط داخل السّودان ، لكنها لغة تربطنا بآخرين ، أي أن لها بعدها القومي العربي ، مثلما لها بعدها العالمي على إعتبار أنها لغة القرآن الكريم .
وغير هذا وذاك فإن سلاح الشائعات قد يستخدمه أعداء الوطن ، أو الخصوم الجهلاء _ دون وعي منهم _ في تدمير البلاد ، والتفريق بين أبناء الوطن الواحد ، وفقاً للتقسيمات الجهوية ، أو خارطة الوجود القبلي على الأرض ؛ أو التشدّد والتطرّف والإنتماء الحزبي الغبي الذي لايقبل الآخر .
سبق لي أن إتفقت وأخي وصديقي العزيز ، الزميل الأستاذ عادل سنادة ، أن نتبنّى من خلال المنتدى السوداني للإعلام والتنمية ، الذي نتشرّف بقيادته ، ورشة عمل لزملائنا من شباب الصّحافة والإعلام ، حول دور هذه المهنة الرّسالية في حماية مشروع الديمقراطية والتنمية ، حتى نصنع التغيير الحقيقي ، رغم التحدّيات التي تواجه المهنة ، وتواجه وصول الرسالة إلى الآخرين والتأثير عليهم ، وقد بدأنا بحمد الله في الإعداد لتلك الورشة ، والتي نأمل أن تكون منتصف مارس المقبل إن شاء الله تعالى .
سألنا أحد زملائنا الشّباب عندما طرحنا الفكرة ، عن الدوافع لإختيار الشائعة موضوعاً لتلك الورشة ، فذكرنا له ، إن الإشاعة هي الخبر المزيف أو الأخبار الزائفة ، التي تنتشر بشكل سريع في المجتمعات ، ويتم تداولها بين العامة ظناً منهم بصحتها ، خاصةً إذا ما كانت تلك الأخبار قد جاءت مُتْقنة ، وشيقة ومثيرة لفضول عامة الناس ، وإذا كانت متّصلة بقضايا عامة مثل قضايا الحكم وتكاليف المعيشة ، أو كل ما يهم عدداً كبيراً من النّاس .
الآن وخلال وجودي في مصر ، ظللت وأخي وزميلي العزيز الأستاذ عادل سنادة ، نتابع ترتيبات الإعداد لتلك الورشة ، من خلال التواصل الهاتفي اليومي ، وقد إتفقنا على أن بلادنا الآن في أمس الحاجة إلى مثل هذه الأنشطة ، لإنتشار الشائعات في مجتمعنا ، وتعرف النُخب أنها بعيدة كُلّ البعد عن الحقيقة ، لكنها تخدم أغراض مروِّجيها ، وصانعيها ومُطْلقيها ، للتأثير على الرأي العام ، واتفقنا أن يكون موضوع الورشة متّصلاً في ذات الوقت ، بصناعة الرأي العام .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى