مقالات

الاتصالات واستراتيجية المعلومات بقلم المهندس اسماعيل بابكر

المعلومات هي سمة العصر الذي نعيشه حتى إن بعضهم أطلق عليه عصر المعلومات وتكتسب المعلومات أهميتها من انتشارها ومن تبادلها بين البشر وما كان لهذا العصر أن يكون عصرا للمعلومات لولا وجود شبكات المعلومات التي كانت الخلايا العصبية التي تولت نقل المعلومات عبر الدول وبخروج المعلومات التي كانت على الدوام مخزنة في أجهزة الحواسيب إلى الشبكات وإلى الفضاء وبانتقالها من قارة إلى أخرى حملت معها آفاقاً جديدة رائعة للبشرية والإنسانية وبقدر ما حملت معها من آمال وأحلام وتوقعات واعدة، فإنها حملت معها من المخاوف الأمنية وخلقت من المخاطر والمشكلات قدراً مماثلاً .
ثورة الاتصالات
بازدياد حجم المعلومات وكثافتها ازدادت الحاجة إلى تبادلها وانتقالها من مكان إلى آخر إما داخل المؤسسة الواحدة أو من مؤسسة إلى أخرى أو حتى بين الدول وهكذا ظهر ما يطلق عليه ثورة الاتصالات وأخذ هذا الفرع من فروع الهندسة ينمو ويزدهر مواكباً التطور في علوم الحاسوب حتى ظهر مجال جديد هو الاتصالات الرقمية وأخذ التطور في هذا المجال يزداد كل يوم وانتشرت شبكات المعلومات ووجدنا أنها انتشرت في كل مكان وامتدت خطوطها التي تنقل كميات هائلة من المعلومات عبر الكرة الأرضية وانطلقت الأقمار الاصطناعية التي تحيط بالأرض من كل جانب لتسهيل انتقال المعلومات من دون الحاجة إلى مرورها في الكاوابل وأخيراً ظهرت الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لتضع المعلومات على اختلاف أنواعها وكمياتها وأهدافها في متناول أيدي الجميع
هذا التطور في الاتصالات وتقنيات الحاسوب فتح آفاقاً جديدة لدى العلماء والساسة والمفكرين حتى التجار إذ انصب الاهتمام على استخدام هذه التقنيات الرقمية في إيصال المعلومات على اختلاف أنواعها إلى أكبر عدد ممكن من الناس ولم يعد ذلك خافياً على مجتمعاتنا العربية فقد وجدنا في العقد الأخير من القرن العشرين كيف انتشر تدريس الحاسوب في المدارس حتى إنها أصبحت الآن من أساسيات التدريس والتأهيل في الجامعات والكليات بلا استثناء.
دور القطاعات المختلفة في بناء مجتمع المعلومات
الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني هي القطاعات التي تشكل المجتمع وهي مجتمعة، تؤثر في تطور المجتمع اقتصاديا وعلميا، ولكل قطاع دور رئيس يكمل أدوار القطاعات الأخرى.
أ- دور الحكومة:
تتحمل الحكومات المسؤولية الأعظم في تنمية مجتمع المعلومات الإقليمي وملء الفراغات التي ظهرت وسببت الفجوة الرقمية وذلك من خلال آليات صنع السياسات الخاصة بها وتتفاوت هذه الفجوات على أساس التعليم ومستوى الدخل والتنوع الاجتماعي وعدم التوازن بين الريف والحضر وغيرها.
ب- دور القطاع الخاص
إن القطاع الخاص له دور فاعل في قلب مجتمع المعلومات على المدى الطويل، فالشركات الخاصة قادرة على الارتقاء بالأنشطة والتأثير عليها بصورة أكثر مما تستطيعه الحكومات أو الجهات المانحة منفردة لذلك يجب دعم الشراكة البينية التحتية القائمة
جـ- دور المجتمع المدني يجب التعامل مع المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على أنها عناصر محوريه في تكوين مجتمع المعلومات ومن المتوقع أن تؤدي هذه المؤسسات دوراً مؤثراً في عملية التغيير، فهي الأقرب لقلب المجتمع حيث بإمكان المنظمات غير الحكومية أن تزيد من تأثير التغيير المطلوب في المجتمع بفاعليه.
إن ما يميز هذا العصر في العقد الأخير من القرن الماضي حتى الآن هو تزايد المعلومات من حولنا وازدياد استخداماتها ومستخدميها واعتمادنا عليها في حياتنا اليومية، ويتمثل ذلك في
أ- نمو شبكة الإنترنت: التزايد الذي نلحظه في استخدام الشبكة يفوق كل تصور
ب- نمو البريد الإلكتروني كان البريد الإلكتروني من أقدم استخدامات الشبكة وأهمها، ويرجع استخدام البريد الإلكتروني إلى العام 1980م عندما بدأت الشركات التجارية الكبرى إعداد قوائم البريد الإلكتروني للاتصال بعملائها وسرعان ما تبين لهذه الشركات إن هناك مجالا واسعاً لتوفير النفقات وتحسين الخدمة وامتد ذلك حتى أصبح يستخدم في مناحي الحياة اليومية جميعها.
جـ- الحياة الرقمية
بدأ الإنسان ينتقل إلى الحياة الرقمية بعد أن دخلت التقنيات الرقمية مجالات الحياة كلها سواء في وسائل الاتصال مع الآخرين أم بالاتصال مع الاجهزة المختلفة ومن خلال انتشارها وكان لابد من وجود امن المعلومات
أمن المعلومات هو العلم الذي يبحث في نظريات وإستراتيجيات توفير الحماية للمعلومات من المخاطر التي تهددها ومن أنشطة الاعتداء عليها، ومن زاوية تقنية أمن المعلومات هي الوسائل والأدوات والإجراءات اللازم توفيرها لضمان حماية المعلومات من الأخطار الداخلية والخارجية ومن زاوية قانونية هي محل دراسة وتدبير حماية سرية وسلامة محتوى المعلومات، ومكافحة أنشطة الاعتداء عليها.
إن ضمان عناصر أمن المعلومات كلها أو بعضها يعتمد على المعلومات محل الحماية واستخداماتها وعلى الخدمات المتصلة بها، فليس كل المعلومات تتطلب السرية وضمان عدم الإفشاء، وليس كل المعلومات في منشأة واحدة بذات الأهمية من حيث الوصول إليها أو ضمان عدم العبث بها والاستقرار.
وتوصف تكنولوجيا المعلومات بأنها أعظم ظاهرة أحدثت تأثيراً في العالم بعد الثورة الصناعية، وقد أسهمت تكنولوجيا المعلومات في تحقيق النجاح في عالم يسير بخطى سريعة نحو العالمية وتبادل المعلومات.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى