مقالات

محمد أمين ابوالعواتك يكتب .. كشفه الرئيس بايدن ..اعلان امريكا صور نجوم سديم كارينا ..لماذا الان؟

(١)
كشفت الولايات المتحدة الامريكية النقاب عن سديم كارينا من اعلي مستوي حيث يعرض الرئيس بايدن صور لسديم كارينا الذي بحسب ماصدر من وكالة الفضاء الامريكية هو أحد أكبر السدم وأكثرها سطوعا في السماء ، ويقع على بعد حوالي 7600 سنة ضوئية في كوكبة كارينا الجنوبية. السدم عبارة عن حضانات نجمية تتشكل فيها النجوم. وبحسب الخبر ان سديم كارينا هو موطن لكثير من النجوم الضخمة ، ويزعمون بانه أكبر بعدة مرات من الشمس كما جاء في التقديم.
كنت قد كتبت خلال الاعوام القليلة الماضية سلسلة ( المعرفة من يجرؤ) من خمس حلقات علي صفحات صحيفة (الوطن) والموقع العربي (ثقافات) حول المعرفة وحفرياتها وقد تنقلت مابين روادها ومفهومها كسلطة ومعاركها في مختلف مناهج العلوم واستحقاقاتها اليوم التي تطرق الأبواب بعنف بطريقة لم تترك لترتيباتها التي أمضتها تحكما في العلوم والمعلومات ان تظل كما خططت لها أطرا حاكمة للمعارف البشرية ومرجعيات للعلم والمعرفة.. فمطلوبات (حفريات المعرفة) تصاعدت أهميتها مع الثورة العالمية الحاليه الكبري في تكنولوجيا الاتصال حيث زادت سرعة تبادل المعلومات والبحوث وتطور البرمجيات من أهمية هذه المطلوبات والرفع من سقفها في كل مرة كاستحقاق عاجل أدي الي ان يقفز التسأول بصورة يومية لماذا وكيف او حتي ماذا بعد؟

(٢)

لم تعد اطر الخلاصات القديمة للعلوم والمعارف الانسانيه لاسيما غير المحسومة او تلك التي تقوم علي احتمالية فرضيات منظرييها مقنعه في كثير من المناهج، ولم تفلح قبضة (سلطة المعرفة ) في المحافظة علي مقرراتها بهذه الفرضيات (المحنطة او غير المتفق عليها) مع الحركة المتصاعدة للحفريات التي لاتمل في البحث عن (الحقيقة المجردة) فنجدها اختطت طرق ووسائل ومنابر جديدة مكنتها من ان تسمع صوتها رقم محاولات (الإحاطة والتشكيك) في خلاصاتها التي هي بالطبع ستكون مخالفة للسائد وماهو معروف ومسلم به!!
يمر العالم اليوم بحالة مخاض كونيه متزامنة مع صراع دولي علي وراثة زعامة النظام السلطاني البشري العالمي وهو ليس خافي علي احد ونري اثاره في كل مكان حتي في جغرافيتنا الصغيرة واسلوب حياتنا واستقرارنا اقتصاديا وامنيا ، باصطفاف القوي الاخري لنزع الزعامة من الامبراطورية الامريكية والتي توثق من تحالفها يوما بعد يوم لاسباب متعددة اقتصادية او ثقافية وغيرها او حتي باقدار الله النافذة التي لها المشيئة فلقد حدثنا القران في احسن القصص عن احوال الامم السابقة واللاحقة في كتاب ما فرط الله فيه من شئ … إن احسن الانسان التدبر ترتيلا للوصول الي معاني التفسير الالهي الموجود اصلا في القران وليس التفسير البشري الذي ادخل الامة في جحر ضب.
كنت قد كتبت قراءاتي في سلسلة عن ماورد في فصل الارهاب الفكري باسم العلم في “كتاب جوهر” الحياة الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عن الشيخ النيل عبد القادر ابوقرون والتبيين الواضح لمطلب الخالق جل وعلا في تكرار طلب التدبر والتفكر في القران الكريم حيث تحدث هذا الفصل عن امثلة لهذا (الارهاب الفكري باسم العلم) مثل : النقاش المتواصل والخلاف المتأجج حتي يومنا هذا عن حقيقة صعود الانسان الي القمر، فالمصدق استند علي خبر حادثة يري كثيرون انه لم يقم عليها دليل قاطع وصارت مجال للتشكيك حتي من علماء انداد اخرين لاكثر من نصف قرن من الزمان، وبالتالي سوف يقبل منهم كل ما يقولون لانهم قد صاروا في نظره واعتقاده اصحاب العلم والتصريف في الكون وهذا هو الارهاب الفكري باسم العلم الذي يجعل الانسان منحازا لما يقولون وينبري للدفاع الاعمي عن مايدعون دون تدبر وذلك ليس بعيد عن قوله تعالي: (… سحروا اعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم) ووفقا له بان هذه الاية لاتنحصر فقط في سحرة فرعون والا لصار القران غير صالح لكل زمان..ومن صدقهم في ذلك سيصدقهم بان الشمس ثابتة، وهنا عليه ان ينتبه الي انه بهذه الحالة سيكذب الله تعالي في قوله (والشمس تجري)!! حتي لو فرضنا صحتها فما هي الفائدة المرجوة منها لهذه الارض لخلق مجتمع الحب والسلام وليس في ادعاء الامر الا اظهار القوة للاستعلاء علي الامم، ويتسأل عن الفائدة التي جنتها الانسانية من القنبلة الذرية مثلا و مصلحة الانسان البسيط في كل ذلك وفي رفعة مستوي الحياة من الفقر الذي يسود اكثر الامم.. ويؤكد ان الامر ماهو الا القفز من جانبهم الي استحقاقات هذا الارهاب العلمي بان الكون شاسع يزدجم بالمجرات والكواكب وان الارض لاتكاد تري والايحاء بان لاقيمة لها وان الهدي الالهي فكر بشري بائس وناقص و لامكان له في عالم اليوم.. بينما الارض هي الاهم في الوجود..(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخري) وفيها اهم ما خلق الله وهو الانسان الذي كرمه وفضله ونفخ فيه من روحه وجعله خليفة فيها فهي دار القرار في النشأة الاخري (..خالدين فيها ما دامت السماوات والارض).. والجنة في الارض وليس في السماء ولكن في بعد اخر فوق البعد الثلاثي ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده و اورثنا الارض نتبوأ من الجنة حيث نشاء.. ) وذلك (يوم تبدل الارض غير الارض) كما ان ( ..ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا).. لايهام الناس بالسكن علي كواكب اخري وغير ذلك، فليس في قصدهم اخر الامر انشاء المجتمع الفاضل ولا الحياة التي يتمناها الانسان من السعادة علي هذه الارض بل قصد السيطرة الفكرية علي عقول الناس ومن ثم إنكار الهدي الالهي والرسالات وماجاءت به الرسل ثم انكار الخالق وهو امر لايفيد بشئ كما ان الاصرار علي مقولات معينة في العلم علي اساس صحتها المطلقة يعد ايضا من انواع الارهاب الفكري وللانسان كامل الحرية للقبول او الرفض او النقاش حولها دون اجبار .
ويعزز الكتاب من الامثلة التي توضح الارهاب باسم العلم كالجدال العالمي المتزايد يوما بعد يوم.. حول (الارض المسطحه) والذي هو عنوان لحركة المناهضة العالمية المتناميه علي ما تؤكده وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) التي تقول بانها (كروية) ويدعم ذلك كل ارث العلوم والمناهج ومؤسساتها!! وعليه ان عدم الخوض في المسكوت عنه بسبب الارهاب العلمي والخضوع لسطوة كل مايسمي علما امر يجعل الانسان مقلدا مثل ببغاء مرددا مايرغبون لايجرؤ علي مخالفة الذين عمدوه بالشهادات العلمية ، ولايشك للحظة ان التزوير قد يطال العلوم واهلها !! فاذا كان الله سبحانه وتعالي يقول ان الارض مسطحه (والي الارض كيف سطحت ) ولها اطراف (اولم يروا انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها) وهم يقولون بانها كرة وقال تعالي ( والارض فرشناها) وايضا ( والارض مددناها).

(٣)
وفي عالم التقنية والحواسب الالكترونية العملاقة اليوم مع تطور برامج الصور المعدلة مصحوبا بعدم الشفافية في هذا المجال تقدم الولايات المتحدة صورا ايضا بين يدي هذا الاعلان !!….كما إن للتوقيت ايضا دلالته مع الاصطفاف العالمي الموجود اليوم وتجاوز الاوضاع لمسالة الحرب الباردة وانتقالها الي الحرب الفعلية التي ابتدات باوكرانيا ، فلايزال الامر المتعلق لما يدعون حول اسطورة الفضاء هي مسالة متعلقة بتقديراتهم وغير متاحة معلوماتها وتفاصيلها عند من يقول بانه حامل راية الحرية في اكبر مفارقة وفقط تظهر عند اوقات الصراع المفصلي بين القوي العالمية . من المهم القول الاشادة بالجوانب المضيئة للحضارة العالمية و الامريكية علي وجه الخصوص تطورا لخير البشرية والتي احسنت شعوبها الاستخلاف في الارض وساعدوا الامم الاخري في كثير من جوانب حياتهم ولاتمنع هذه الاشادة من قول الحق في انهم اخطأوا كذلك الحسابات والفعل في مرات كثيرة فلا يوجد ماهو اهم واصح وافضل عند المؤمن من قدسية ايمانه بالله والرسل جميعهم الذين حملوا لواء دعوة الاخلاق في مختلف الامم وان كل الرسالات وصولا للرسالة الخاتمة جاءت لرفعة الانسان وخلق المجتمع الفاضل فهي مؤيدة ومبينة لماسبق من الرسالات وكذلك التقدم العلمي والاكتشافات التي تؤدي الي تطور الحياة الدنيا وتسهيل المهام فيها،وتوجب ايضا وهو المهم هنا احترام اصحاب التقدم العلمي والاهتمام بالتطور والاختراع المادي الذي يفيد الحياة البشرية علي الا يكون ذلك علي حساب (الثوابت من الاخلاق) والسمو الروحي والا يقصد به (الطعن) في ما جاء به الرسل عليهم السلام من عند الله. فالاكتشافات العلمية والتطور المادي مرتبط بتحسين هذه الحياة الدنيا،فلا حاجه للناس ان يجنح به اصحابه لحرب المعتقدات والايمان لانه في هذه الحالة يبرز بوضوح الارهاب الفكري باسم العلم وتبين خطورة الخضوع الكامل اليوم لسطوة كل مايسمي علما وما وصل اليه العلم الحديث رغم التأكيد من احترام جهود البحث العلمي الصادقة غير المتجاوزة للاخلاق والتي هي (لخير البشرية) لان المقصود بالعلم النافع ماهو الا الدعوة لخلق المجتمع الفاضل الذي تسود فيه مكارم الاخلاق ومعرفة الخالق ومعرفة النفس لان من عرف نفسه عرف ربه، ومحال ان يكون هناك علم يقصد به سعادة الانسان وخلق مجتمع الحب والسلام وصاحب هذا العلم يبدا الانسانية باكبر كذبة كونية لايستحي من افشائها!!! ومن ثم الخلاصة المهمة.. ليس في ادعاء هذا الامر الا اظهار القوة للاستعلاء علي بقية الامم .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى