مقالات

بصمة العين في الهواتف .. اسرار غائبة عنك .. بقلم مهندس اسماعيل بابكر

مستوى الأمان عادة ما يتوقف على جودة العتاد المستخدم لأخذ بصمة العين من جهة، وجودة البرمجيات المسؤولة عن مطابقة الصورتين معاً كذلك. لكن في الحالة العامة عادة ما تكون بصمة العين أكثر دقة من الاعتماد على بصمات الاصبع، كما أنها أكثر أماناً بمراحل من بصمة الوجه. في الواقع فحتى تقنيات بصمة الوجه الحديثة مثل تلك المستخدمة في بعض الهواتف لا تزال أقل دقة من بصمات العين.
على العموم فواحدة من الأشياء التي قد تشكل مصدر قلق للبعض عند استخدام بصمة العين هو قابلية شخص آخر للحصول على شكل قزحية المستخدم ومن ثم عرض صورة لها لتجاوز الأمان. هذا الخوف مبرر في التقنيات القديمة لكن مع كون حساسات بصمة العين الحديثة تأخذ صورة ثلاثية الأبعاد للعين فالأمر ليس ممكناً في الواقع وحتى الحصول على صورة واضحة للقزحية أو الشبكية أمر شبه مستحيل دون علم المستخدم وموافقته.
في الواقع هناك ناحية إيجابية إضافية لاعتماد بصمة العين عموماً حيث أن كلاً من شكل القزحية وشكل الشبكية يبقى ثابتاً تماماً طوال حياة الشخص كما أنه لا يتأثر بالنظارات الطبية أو العدسات اللاصقة وحتى مع التقدم بالعمر لا يتغير شكلهما مما يتيح التعرف على الأشخاص على المدى البعيد حتى دون خشية كما أن الإصابات التي تصيب العين نادرة جداً هذا الأمر يسمح لتقنيات بصمة العين بأن تمتلك معدل تسامح منخفضاً جداً للتغييرات مما يعني أنها أكثر أماناً من التقنيات التي تمتلك معدل تسامح مرتفع مثل بصمة الوجه.
بصمة العين الجديدة يعتبر أمر عملي حقاً
بالنسبة للشكل القديم من بصمة العين (التعرف على الشبكية) فالأمر بالطبع ليس عملياً أبداً. حيث أن المطابقة وفحص لشبكية عادة ما يحتاج لعدة ثوانٍ ويتطلب كون العين قريبة جداً من جهاز التعرف على الشبكية. وبالطبع فالاستخدام المتكرر ليس أمراً منصوحاً به نظراً لكون الضوء الساطع الموجه نحو الشبكية هكذا من الممكن أن يتسبب بأذية كبيرة لكن بالنسبة لتقنيات بصمة العين الحالية (التعرف على القزحية) فالأمر أبسط بكثير.
في الاستخدامات الحالية من الممكن التعرف على القزحية من مسافات تصل حتى قرابة متر من العين في الواقع والأمر يتم بسرعة كبيرة وفي أقل من ثانية عادة كما أنه لا يتطلب تقريب أي شيء من العين أو تسليط ضوء شديد باتجاهها بالطبع هذا الأمر يجعل بصمة العين تقنية عملية للغاية وهذا ما أدى إلى انتشار استخدامها في بعض البلدان ضمن القطاع الصحي للتعرف على المرضى وحتى تقديمها كميزة أمان في بعض الهواتف الذكية.
على العموم وعلى الرغم من أن تقنية بصمة العين مثيرة للإعجاب تماماً وتمتلك العديد من الإيجابيات، فهي لا تزال ببساطة البصمة في الواقع. حيث أنها تمتلك معدل إعطاء نتيجة عدم تطابق أكبر كما أنها قد تحتاج لأكثر من ثانية للتعرف على العين في بعض الحالات بينما معظم حساسات البصمة الحالية تتم العملية في أقل من ربع ثانية

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى