وقيع الله حمودة شطة يكتب في (دلالة المصطلح) .. حول ورشة حقوق الإنسان وفض النزاع (1)

شهد مبني إتحاد المنظمات الوطنية (أسكوفا) بالخرطوم (2)، الذي بدأ يستعيد حيويته بعد أن دنسته أيادي لجنة إزالة التمكين المجمدة، حيث منعت النشاط فيه، وأغلقت مسجده أمام المصلين! بدأت أسكوفا تستأنف أنشطتها، في دعم برامج منظمات المجتمع المدني، وهي منبر مدني مستقل، حيث شهدت قيام ورشة تدريبية وتفاكيرية لعدد كبير من قيادات ولاية جنوب كردفان، شمل قيادات أهلية ومجتمعية، وإعلاميين، وساسة، وبرلمانيين، وشباب، ومرأة، حول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و كيفية بناء السلام وصناعته وحفظه، تحت عنوان ( فض النزاعات وتعزيز ثقافة السلام والتعايش السلمى في إطار حقوق الإنسان).
جاءت فكرة الورشة بشراكة ذكية بين منظمة مندي الخيرية القومية بقيادة الأستاذان جبر الدار التوم وعمر رحمة، ومنظمة برنامج الصحة الإنمائي(HDp) التي مثلتها الأستاذة ريهام التوم، استمرت الورشة ليومين متتاليين بتاريخ 26- 27 فبراير 2022م قدم فيها الخبير في مجال حقوق الإنسان، الدكتور كمال الدين الدندراوي، والخبير في مجال دراسات السلام وفض النزاعات البروفيسور أبو القاسم قور حامد عددا من المحاضرات وأوراق العمل،بإحترافية ومهنية عالية، نالت إعجاب و إستحسان المشاركين في الورشة من الجنسين، أعقبتها حلقات نقاش وتفاكر، وعصف ذهنية تفاعلية بين المشاركين، والمحاضرين بهدف تشخيص وإيجاد مداخل ورؤية علمية وواقعية لوضع حلول وتوصيات تساهم فى التوعية بمفاهيم حقوق الإنسان، وفلسفة بناء السلام المجتمعي وتعزيزه وحفظه.
وقد وجدت الورشة إهتماماً كبيراً من قيادات أبناء الولاية بالمركز، وحكومة ولاية جنوب كردفان،حيث شرف ختامها المهندس مبارك عبد الرحمن أحمد الشهير (بمبارك أردول) المدير العام للشركة السودانية لتنمية الموارد المعدنية، والدكتور عبد القادر أبو رئيس المجلس القومي للأمومة والطفولة، والسيد نائب والي جنوب كردفان مولانا الرشيد عطية جبلين سلاطين أندو. تناولت الورشة علي مدار يومين مفهوم تأصيل البعد المفاهيمي والتاريخي لحقوق الإنسان في الفلسفات والحضارات الإنسانية، وتحديد المصطلحات أكاديمياً، وقضايا حقوق الإنسان مقارنة بين أصول ومبادئ حقوق الإنسان في الإسلام، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جاء في ثلاثين مادة – سنعود إليها في مقال آخر إن شاء الله – والذي وقع بين دول العالم عقب الحرب العالمية الثانية بما عرف بميثاق الأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948م، ومفاهيم مصطلحات السلام وبنائه، وصناعته، وحفظه، ومفاهيم النزاع، ومراحله، ومستوياته، وأطرافه، وأهدافه، وسلوكه، ونظم التفكير الأصيل لحل النزاع (الست) – والتي سنعود إليها إن شاء الله في مقال آت – وأهم ما جاء في توصيات هذه الورشة للمجموعة الأولي من قيادات جنوب كردفان، والتي تليها مجموعات أخر، حسب إفادة منظمتي مندي الخيرية القومية، وبرنامج الصحة الإنمائي- 1- نقل فعاليات هذه الورشة إلي الولاية بدعم من حكومة ولاية جنوب كردفان، لترسيخ مبادئ الوعي بمفهوم حقوق الإنسان، وفلسفة فض النزاع وبناء السلام.
2- توفير دعم حكومي مباشر للمنظمتين لنقل هذه التجربة إلي الولاية ومحلياتها المختلفة، لمخاطبة جذور هذه القضايا وسط مجتمعات الولاية.
3- تفعيل دور الإدارة الأهلية في الولاية وتنظيم هياكلها، بإستيعاب الشباب والمرأة في هيكلها التنظيمي،ليضطلعوا بدورهم فيما يليهم من قضايا.
4- تحرك عاجل لحكومة جنوب كردفان بالتنسيق مع الإدارة الأهلية، والمنظمات الوطنية، ومبادرة هذه الورشة نحو قضية المنطقة الشرقية في مجالي التنمية والسلام.
5- قدم كاتب هذا المقال(دلالة المصطلح) مبادرة بعنوان ( جنوب كردفان تنادينا)، سنعود إلي تفاصيل أهدافها ومحاورها وآلياتها في مقال قادم.
ممثلو منظمتي مندي الخيرية وبرنامج الصحة الإنمائي أكدوا أن الهدف من الورشة هو، البحث عن حلول لأزمات المجتمع، وإيجاد حكماء للحل، وأن هذه الورشة ذات طابع تخصصي تستهدف الإعلاميين، وقيادات منظمات المجتمع المدني، والإدارة الأهلية، والعمل علي بناء قدرات منظمات المجتمع المدني، وإدارة المنظمات، والتنمية المستدامة، والصحة العامة.
المهندس مبارك أردول الذي خاطب ختام الورشة قدم خطابا مؤثرا أكد إلمامه العميق بقضايا الولاية، ومشاكل المجتمع والتنمية، المتمثلة فى الفقر والحرمان، وأهمية التخلص من مظاهر التفكير التقليدي، وتحسر علي واقع التعليم في الولاية، وضياع الموارد الكثيرة، نتيجة غياب الرؤية العلمية والتخطيط. وتساءل أردول رابطا بين مفهوم الورشة، وواقع الولاية قائلاً: أين نحن وموقعنا من العالم من حيث، الإنتاج والتصنيع والتنمية والسياحة، وقال تقع علي عاتقنا جميعاً المسؤولية نحو الولاية، وقال علينا أن نعالج قضية الفقر علاجا جذرياً بالخروج من عمليات الإنتاج التقليدي في مجال الزراعة والرعي والتعدين، والتخلص من ثقافة التفكير التقليدي، وقال من مشاكل التعليم في الولاية أن أكثر من ثلثي الطلاب والتلاميذ يتحولون إلي مشروع نزاع وحرب بمغادرة المدارس، وقال هناك مشكلة إصرار علي التعدين التقليدي في الولاية، وأنه لا يمكن دعم التعدين التقليدي علي حساب التعدين المقنن (إمتياز – شركات)، وتحسر أن يكون في جنوب كردفان أعلي (ريد) نسبة للإنتاج دون الإفادة منه، نتيجة نظرة اجتماعية حول إستخلاص الذهب، مقارنة بولايات نهر النيل، والشمالية، والبحر الأحمر، وجنوب دارفور، والنيل الأزرق، حيث حدث تقدم كبير عبر الإستفادة من موارد التعدين في مجال التنمية، حيث هناك حوالي 68 شركة تعمل في مجال مخلفات التعدين، وقال نهر النيل وحدها فيها 27 شركة، و15 شركة في الولاية الشمالية، وقال هناك 16 قرية في مدينة أبو حمد دخلتها الكهرباء حملنا لهم أدواتها في قطار كامل، وأن ناس البحر الأحمر حصلوا علي 60 منحة دراسية (كفالة – رسوم) من الشركة في مجال التعليم، وقال نحن مستعدون كشركة تقديم مساعدة للشركات المقننة، ومسؤولون عن المحافظة علي سلامة البيئة، وقال صفرنا الحوادث في شركة التعدين بعد مجئنا، وفي إتجاه ٱخر قال حصل تقدم كبير في النيل الأزرق، إلا أن النزاع عندنا في الولاية لم ينته بعد، نتيجة بقاء الحركة الشعبية جناح الحلو خارج معادلة السلام حتي الآن، وأكد أهمية دعم مخرجات الورشة، وقال نأمل أن نلتقي في كادقلي والدلنج، و أبوكرشولا التي وصفها بالجميلة، والعباسية وغيرها.
السيد نائب الوالي جبلين سلاطين، أكد من خلال مخاطبته للورشة سعادته بلقاء مجموعة متنوعة ومتمازجة من أبناء الولاية، وقال نحن مشينا الغابة لأسباب والآن توصلنا لقناعة أن البقاء في الغابة يمكن ينبه أطراف الصراع، لكنه خصماً علي أشياء كثيرة، منها تدمير الجغرافية والأرض، ولذلك دخلنا عملية السلام من أجل بناء مناطقنا، وقال في إطار الكيان ( الولاية) ليس لدينا عداوة مع أحد، نتجة توجهه السياسي، وأي زول مستعد لخدمة الولاية نضع يدنا علي يده، وقال نحن فترنا من المشاكل والحرب، وناس عبد العزيز كذلك فتروا، لكن عندهم تحفظات وعلي المجتمع أن يتحرك لإقناعهم بالوحدة وترتيب الصف بعيداً عن الأجندة السياسية، وأكد دعم الولاية للورش التثقيفية بدون قطع وعود، وقال لدينا مشكلة اجتماعية في الولاية.