أعمدة

جمال عنقرة يكتب في (تأملات) .. أحمد عثمان حمزة .. تجربة أم بدة وحدها تكفي

رغم تقديري الكبير للأخ الكريم الطيب الشيخ والي الخرطوم المكلف السابق، الرجل الهادئ الرزين، لكنني سعدت كثيرا بعودة أخي العزيز أحمد عثمان حمزة واليا مكلفا لولاية الخرطوم، وليس ذلك تفضيلا لأحد علي أحد، ولكن مثلما كان الطيب خيارا مناسبا لولاية كسلا بعد أزمة واليها مثار الخلاف السيد صالح عمار، فإن أحمد عثمان يعتبر الخيار المناسب، بل الخيار الأنسب لولاية الخرطوم في هذه المرحلة، وشهادتي في أحمد عثمان ليست مجروحة، فمعرفتي له لصيقة وعميقة، وطويلة، ولقد عرفته في ميدان عمله التنفيذي، لا سيما في محلية أم بدة التي قضي فيها عشرة أعوام مديرا تنفيذيا بعد أن استلم من الضابط الإداري المخضرم إبراهيم النجيب، وعاصر خلالها أكثر من محافظ ومعتمد، وكان هو ضابط الإيقاع، وقائد الميدان التنفيذي الأول، ولعل الفترة الأطول، والتي كنت ألصق فيها بالمحلية، وبناسها الفترة التي كان المعتمد فيها أخي الحبيب عبداللطيف فضيلي، وكان أحمد عثمان مديرا تنفيذيا للمحلية.
وأحمد عثمان مثله مثل كل الولاة المكلفين في هذه المرحلة، كلهم ينطبق عليهم الشرط الأهم في من يتولون المسؤولية التنفيذية في الحكم المحلي في فترة الإنتقال هذه، فجميعهم من الإداريين المخضرمين أصحاب الخبرات التراكمية الثرة، وهذا ما ظللنا ننادي به طوال المرحلة السابقة، إذ تقتضي ظروف الإنتقال أن يكون المسؤولون من الكفاءات المهنية غير السياسية، وغير الحزبية، ولعل أكثر ما يميز أحمد، ويجعله الأنسب لولاية الخرطوم أنه خبر العمل فيها، وفي أهم وأكبر محلياتها، وفضلا عن ما نشهد به، وأشهد به شخصيا، وكتبته قبل ذلك في أكثر من مقال في أزمان متفرقة، فإن محلية أم بدة في عهد ولايتهم عليها – لا سيما في الفترة التي كان فيها مع فضيلي- قد تفوقت علي محليات الولاية كلها في أكثر من مجال، لا سيما النظافة والطرق والشوارع، والإضاءة والصحة، والتعليم، والزراعة، والإعلام. والرياضة، والشباب.
وما يميز أحمد عثمان أنه لم يخلع ثوبه الإداري التنفيذي قط، وكان أول من يأتي إلى المحلية، وآخر من يخرج منها، وعلي عكس كثيرين من المديرين التنفيذيين فكان أحمد عثمان يحرص علي الدوام علي ارتداء الميري، وبرغم أن امكانات محلية أم بدة كانت تتيح له ركوب سيارة دفع رباعي مثل التي كان يركبها كثيرون من الضباط التنفيذيين، لكنه ظل يستخدم سيارة بوكس دبل كاب عادية، وظل بابه مفتوحا لاستقبال كل أصحاب الحاجات والمنافع والخدمات في المحلية، صغيرهم قبل كبيرهم، وفقيرهم قبل غنيهم، وكنت علي ذلك من الشاهدين، وكان العاملون في أم بدة يعملون كلهم بإيقاع واحد، منسجم ومتناسق، وممن اذكرهم من أركان حرب وسلم أم بدة، من الضباط الإداريين المرحوم عامر موسي، وفيصل حسن حسين وعبد الله أبكر، وسنهوري وحماد فضل الله ابو نايب، ود. عصام هارون، ود. سيف مختار، وابو سليم، وعبد الرحمن مهدي، والمرحومة حنان عوض، ومي نميري، وولاء الهادي، وزليخة، وعبد العظيم علي آدم، وهاجر، وحسين الصافي،، وسعد ادم، وزكريا عبد الستار، ومجتبي، وعبد الرحمن الشايب، وكمال يحي في الإعلام، ومصعب نعيم في المتابعة، وجمال قاسم في السكرتارية، ومن المهندسين بشير وبكري، وحمد النيل في المراسم، ومحمد نور، وفايزة في الصحة، وهؤلاء علي سبيل المثال لا الحصر.
ولقد استبشر كثيرون خيرا بعودة الأخ أحمد عثمان واليا مكلفا لولاية الخرطوم، ونتوقع أن تشهد الخرطوم في عهده إنجازات عظيمة بما يتيسر له من تجارب تعينه علي النجاح، من بعد فضل وتوفيق الله العظيم.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى