تقارير

هل ينجح جبر في جبر الخواطر؟ تحليل زيارة والي ولاية جنوب كردفان إلي الخرطوم…

تقرير إخباري : زينب محمد حسن قجة

النظام الفدرالي (الإتحادي) الذي تتخذه البلاد كنظام حكم، يقسم السلطات علي نسق إتحادي وولائي، يتطلب من ولاة الولايات زيارات مستمرة من الولايات إلي الخرطوم ذات طابع تشاوري ومطلبي وتنسيقي مع المستوي الإتحادي الذي معني بوضع التشريعات والسياسات الفنية والرقابية، وفي هذا الإطار يمم السيد والي ولاية جنوب كردفان المكلف موسي جبر محمود وجه شطر الخرطوم العاصمة الإتحادية، حيث أجري عددا من اللقاءات والمشاورات مع المسؤولين الإتحاديين في الخرطوم قبل أن يختمها بحوار بتلفزيون الخرطوم، تناول فيه كثيراً من القضايا التنموية والاجتماعية والأمنية والسياسية التي تتصل بالولاية، ثم مؤتمراً صحافيا بكادقلي حاضرة الولاية استعرض فيه نتائج زيارته إلي الخرطوم، والبشريات التي جاء بها.
تعد ولاية جنوب كردفان من الولايات الحاضرة دائماً في مشهد الرأي العام القومي والإقليمي والدولي، لتعدد قضاياها، وتلاحق الأحداث فيها، ورغم أثار الحرب والصراع الطويل الذي تجاوز ثلاثة عقود من الزمان، تعد ولاية جنوب كردفان من أغني مناطق البلاد بالموارد الطبيعية والبشرية، حيث تمتاز بالمساحات الشاسعة، وتعدد وتنوع الموارد فيها من زراعة، وثروة حيوانية، ومعدنية، وغابية وبستانية، ووفرة مصادر المياه والأمطار، إضافة إلي ذلك وجود المناطق السياحية في أجزاء كثيرة من الولاية.
السيد الوالي المكلف موسي جبر محمود، بعد تكليفه بعد أحداث 25 أكتوبر 2021 م حزم حقائبه وأتجه نحو الخرطوم، وهي الحالة الطبيعية لكل وال جديد، حتي يقف بنفسه علي موقف المركز من دعمه وعونه، ويعرض هو خطته ومطالبه، ووجهة نظره في معالجة قضايا الولاية، ولذلك وصل الوالي موسي جبر إلي الخرطوم في زيارة استقرقت عدة أيام أجري خلالها عددا من اللقاءات مع مسؤولين في المجلس السيادي، ومجلس الوزراء، تناولت محاور عديدة، تتعلق بشؤون الولاية، ومن ضمن البرامج التي أنجزها الوالي بالخرطوم الحوار الخاص الذي أجرته معه قناة الخرطوم الفضائية، حيث تحدث والى ولاية جنوب كردفان المكلف موسى جبر محمود عن مؤتمر السلام والمصالحات الأهلية المزمع عقده في الولاية في منتصف مارس الجاري، والذي سيشرفه عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي ، ومن خلال الحوار الذى أجراءه معه تلفزيون الخرطوم بتاريخ الأثنين الموافق 28\ 2 \2022 م تناول الوالي قضايا السلام والتنمية المستدامة بالولاية، وأكد أن هذه المرحلة، هى مرحلة بناء وتعزيز الأمن والإستقرار، والتوسع فى مشاريع الطرق الداخلية، والطريق الدائرى والكهرباء، مؤكداً على دعم مشروعات المرأة، والشباب، لزيادة الإنتاج، بجانب إستغلال ما تزخر به الولاية من موارد بيئية والإهتمام بالزراعة خاصة.
وفي جانب آخر تحدث الوالي عن ضرورة نبذ خطاب الكراهة والإنفتاح نحو قبول الآخر من، أجل تحقيق السلام والتنمية الاجتماعية، ومعالجة قضية الخدمات الأساسية لمواطني الولاية، وناقش الوالى أيضا عددا من القضايا بدءاً من تقييم حالة السلام، حيث أكد هدوء الأحوال، إضافة إلي المشاكل الأخرى التى تعانى منها ولاية جنوب كردفان، مثل تكرار عمليات النهب والتفلتات الأمنية، بالإضافة إلى ضعف البنيات التحتية، وقضايا التعليم والخدمات،وملف الإدارة الأهلية، وشراكة المنظمات، والجهد الشعبى فى دعم التنمية والإستقرار ، وقضايا التعدين والتهريب .
وأفرد الحوار مساحة واسعة لمناقشة قضايا المرأة فى الولاية واشراكها فى مفاوضات السلام، والتعرف على كافة المبادرات والمشكلات التى يعانى منها المجتمع، خاصة تلك المتعلقة بالتعايش السلمى.
وتعتبر ولاية جنوب كردفان سودانا مصغرا تضم بداخلها عددا من القبائل والإثنيات المختلفة، وفي هذا الإتجاه شدد والي ولاية جنوب كردفان خلال الحوار على ضرورة تضافر الجهود الحكومية والشعبية من أجل بسط الأمن والإستقرار المجتمعى لمواطني الولاية ليسهم في البناء الوطني القومي.
وتعتبر ولاية جنوب كردفان من الولايات الطرفية والحدودية ذات الموقع الإستراتيجي في البلاد، وتمتاز بموارد متنوعة في الزراعة والغابات، وبها أكبر شريط للصمغ العربي، والثروة الحيوانية والمراعي الواسعة، إلي جانب التعدين، حيث يوجد حوالي ستين منجما للتعدين الأهلي أغلبها بالمنطقة الشرقية الغنية بالموارد، ومصادر المياه المتنوعة، وإمكانيات بستانية وسياحية كبيرة لم تستغل بعد، ولقد ظل إنسان ولاية جنوب كردفان منذ وقت طويل يكابد شظف العيش، وسوء الخدمات التنموية، خاصة في مجال الطرق والكهرباء والتصنيع، والصحة والتعليم، ومازاد الطين بلة الحرب الطويلة اللعينة التي أكلت الأخضر واليابس، ولا تزال مناطق واسعة من الولاية في حصار وإغلاق تام! وفي تقديري هذا ما تنبه له الوالي المكلف موسي جبر عندما تحدث عن ضرورة نبذ خطاب الكراهية والإنفتاح نحو قبول الآخر، وهي رسالة لأطراف الصراع المسلح والسياسي بالولاية، وإعلانه عن قيام مؤتمر للمصالحة القبلية بين مكونات قبائل كادقلي الكبري، والتي تشمل محليات كادقلي، البرام، أم دورين، الريف الشرقي، وهيبان، وهي أكثر المناطق التي شهدت صراعات قبلية مؤخراً، إضافة إلى الصراع الذي نشب بين مجموعة من الحوازمة ( دار علي) من جهة وقبائل كنانة والكواهلة ولوقان من جهة أخري في عهد الوالي السابق الدكتور حامد البشير بالمنطقة الشرقية في محليتي كالوقي وأبو جبيهة.
ويسعي الوالي جبر نحو تضميد جراحات الصراعات القبلية هنا وهناك، بما سماه جبر الخواطر، وجبر الضرر، فهل ينجح جبر في جبر الضرر، وجبر الخواطر بين أهله؟ خاصة أنه يتمتع بخبرة طويلة وتجربة ثرة إدارياً وسياسياً واجتماعياً، لقربه من ملفات الولاية الشائكة، ومشكلاتها التاريخية.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى