مقالات

*الحوسبة السحابية في التعليم بقلم المهندس اسماعيل بابكر

أفرز التعلُّم الإلكتروني تغيرات كبرى في الأسلوب التنظيمي للممارسة التعليمية التعلُّمية حيث لم يعد مشترطا حضور الطالب إلى الجامعة او المدرسة على فترات منتظمة فيمكن للطالب أن يحمل محيطه الرقمي في ِحله وترحاله وقد ارتبط ذلك بتطور كبير في الخدمات التي تقدمها الشبكات ظهرت ملامحه في مساحات تخزينية واسعة وسرعات كبيرة للإنترنت بالإضافة إلى إتاحة عدد كبير من البرمجيات التي بإمكان الطالب أن يستخدمها دون حاجة إلى أن تكون برامج تشغيلها مهيأة على الجهاز الذي يستخدمه وعلى ذلك تعد المرونة من الخصائص المهمة في منظومة التعلُّم الإلكتروني، فهي مرونة في تحكم المتعلم فيما يريد تعلمه ومعرفته لأداء الأنشطة والفعاليات التعليمية بشكل أكثر فاعلية من هنا فقد أصبحت
التوجهات العالمية لتطوير التعليم عموماً والتعليم الجامعي على وجه الخصوص مرتبطة ارتباطا وثيقًا بالتحّول نحو دمج التقنية في التعليم سيما بعدما أصبحت نظم التعليم التقليدية لا تفي بمتطلبات التحول بالمجتمع إلى مجتمع قائم على نشر المعرفة، وإكساب المهارات وتطوير الذات لكل من يرغب في التعلم في أي سن تحقيقًا لفكرة التعليم المستمر أو التعلم مدى الحياة وقد أفضى هذا التطور إلى ظهور الحوسبة السحابية حيث تعتمد على عملية نقل المعالجة ومساحة التخزين الخاصة بجهاز الحاسوب إلى ما يسمى بالسحابة والتي تعتبر بمثابة خادم يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت لتتحول تكنولوجيا المعلومات من منتجات إلى ِخدمات وعليه وفي ظل منظومة الحوسبة السحابية يقل اعتماد مستخدمي الحاسوب أو مستخدمي الشبكات المحلية على التطبيقات والبرامج وكذلك إمكانيات الأجزاء المادية الموجودة في أجهزتهم وبدلاً من ذلك يتم الاعتماد على إمكانيات الأجهزة المكونة لنظام الحوسبة السحابية فكل ما يحتاجه الفرد في الشبكات هو جهاز حاسوب متصل بالإنترنت، أي أن منظومة العمل ستنتقل من أجهزة توجد في مكان محدد إلى أجهزة أخرى تسبح في فضاء الإنترنت ومن هنا جاءت التسمية الحوسبة السحابية وتعتبر الحوسبة السحابية نموذجاً جديداً من الحوسبة حيث تعتمد على الحوسبة الشبكية كما تعتبر البيئة والمنصة الأساسيتان لمستقبل التعليم الإلكتروني بما توفره من تخزين للبيانات وخدمات إنترنت فضلاً عن قوة حوسبية كبيرة فالتعاون والمشاركة هما أحد المفاهيم الأساسية في بيئة الحوسبة السحابية فالموارد في السحابة يمكن الوصول إليها ومشاركتها في أي مكان شريطة أن يكون متصلاً بالإنترنت
أصبح استخدام الحوسبة السحابية في التعليم ضرورة ملحة لما يتمتع به من مميزات جعلته خيارا اقتصاديا لا يتطلب نفقات كبيرة نظير ما يقدمه من خدمات مشاركة تحرير وإدارة المستندات، فهي تعد إحدى التطبيقات الأكثر إثارة للاهتمام والتي يمكن أن تصبح اتجاها جديدا في التعليم الإلكتروني فهي الوصول السريع لمختلف التطبيقات والنظم والموارد من خلال شبكة الإنترنت. في ضوء ما سبق تبرز الحاجة إلى الاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية في التعليم بغية تحسين العملية التعلمية التعليمية لدى الطالب وزيادة دافعيته.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى