أعمدة

أبشر رفاي يكتب في (رؤى متجددة) .. في اوروبا جرت مياه الحرب اللعينة في مجاريها القديمة

اسكتت الحرب الروسية الاوكرانية الطاحنة اسكتت المجتمع الامريكي والروسى والاوربي والمتأورب واخرين من دونهم اسكتتهم تمام وهم يملأون الافاق وأطر النفاق يملأونها حديثا مملا لاينقطع عن الحريات الاساسية وعن الحقوق السياسية والمدنية والديمقراطية وعن النوع والنوعيات والتنوع وقوائم حقوق الانسان بدول العالم الثالث حتي صدقت حكوماتنا وانظمتنا والسادة الوكلاء صدقوا تلك الروايات التي عبرت عن تلك المعاني الانسانية السامية فسارت الجموع المستهدفة سارت على بساط وعلى ادراج ريحها حتى اتاه اليقين يقين بأن قبة تلك الانظمة وشعوبها التي نحج ونطوف حولها بلا (فكي) …نعم الحرب الروسية والاوروامريكية سواء بالاصالة أوبالوكالة والتي اتخذت اوكرانيا المسكينة مسرحا لها ، قد جددت بلا أدنى شك عقليات وسلوكيات الحرب القديمة بالقارة العجوز ، والتي شهدت كما هو معلوم شهدت على مدى تاريخ البشرية صنوف مصنفة من الحروب العبثية وحروب ظلم الانسان لاخيه الانسانية من لدن العصور الاولى مرورا بالعصر الحجري وحروب واوروبا في العصور الوسطى ثم الحربين العالميتين الاولى ١٩١٤ – ١٩١٨ والثانية ١٩٣٨ – ١٩٤٥ مرورا بحقبة الحرب الباردة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥ في ظل النظام العالمي القديم ، بقيادة المعسكرين السوفيتي والمعسكر الاورو امريكي الذي انتهي ، الي حقبة النظام العالمي الاحادي الفوضوي الجديد الذي ظاهره الديمقراطية وباطنه الاحادية في ابشع صورها والذي اقصى بجملة واحدة كافة القيم الاخلاقية الدينية والانسانية ، مستعيضا عنها بصفقات تبادل المنافع والمصالح الخطرة والقذرة ، والتي بدورها فتحت ابواب الفوضى القطرية والاممية واسعا فولج من خلالها سيادة حكم القوي اكل والضعيف مأكول عبر ادوات الحرب الناعمة والخشنة والاشد خشونة وبتالي لا عزاء وحزن لقيم ومرجعيات المواثيق والعهود والدساتير واحكام القانون التي ماتت ودفنت في اجداث العقول الملوثة والضمائر الفاسدة وانتهى وانتهى عزاؤها بأنتهاء مراسم دفنها والذي يرد منها على افواه القادة وفي خطبهم وخطاباتهم هي مجرد دهنات ايدلوجية وفكرية ونكهات سياسية على مبردات مجهولة العناصر والمكونات والمعلوم منها فاسد بالمعنيين العلمي وبالمعني الشعبي ( كسول ) نعم أن المصادر والابعاد الحقيقية للحرب الاوكرانية هي المخلفات التراكمية لحقبتي الحرب الباردة السوفيتية الامريكية وحقبة سياسات البروستاريكا في عهد اخر رئيس للاتحاد السوفيتي ميخائيل غوربتشوف والتي افضت في نهاية المطاف الى تفكيك واستقلال الجمهوريات السوفيتية والذي يقال وبل في حكم المؤكد بأن الغرب والولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص قد لعبت اكثر من دور تكتيكي واستراتيجي خطيرا حول العملية بمرافقة ادوار اخرى لاتقل عن عملية التحضير الذكي للحرب الجارية الأن …. نعم لاشك بان الحرب الروسية الاوروامريكية على الارض الاوكرانية قد وضعت اخلاقيات وقيم ومبادئ وحضارات تلك الشعوب وحكوماتها وضعتها في المحك محك شهده العالم باسره عبر شاشات البث التي كشفت حجم الخراب والدمار وصور القتل الهمجي والممنهج وعمليات النزوح واللجوء الجماعيين والصور المأساوية للاطفال الرضع والعجزة والمسنيين والنساء والمهجرين والمهاجرين الى الامصار بلا عودة كما الحال في حرب البوسنة والهرسك والصرب في منتصف التسعينيات وحروب اخرى في العقود الماضية قضت على الاخضر واليابس مخلفة كمية مهولة من المأسى ، هذا من جهة ومن اخرى ، بات أيضا في حكم المؤكد بان الحرب المأثلة الان باوكرانيا اذا لم يوقفها العقلاء اليوم قبل الغد فهي للاسف الشديد مرشحة لدفع العالم بأسره قهرا نحو ثلاث مألات حتمية وهي ضرب العقود والعهود والمواثيق والمعاهدات ، ثم انهيار هيبة النظام العالمي والاممي قديم وجديد ومتجدد ، وهذا سيقود بدوره مباشرة الى سيادة الفوضى على المستوى الاممي وبالتالي استشراء فوضى الاقطار من خلال اكثر من بوابة منها بوابة الحروب العبثية كما اشرنا ، وحروب القوي اكل والضعيف مأكول ، وهذا سيفضي الى حتمية توقف عجلات التنمية والخدمات الاساسية وبتوقفها ستظهر الامراض الفتاكة والمجاعات وفي النهاية سيرجع العالم بأسره الى حالة الانسان الاول وما ادراك ما حالة الانسان الاول . والاخطر من حالة الرجوع الي حيث الانسان الاول اذا لم تتوقف الحرب الاوكرانية اليوم قبل الغد فانها ستدخل العالم في الحرب النووية وهو عمليا قد دخلت بالفعل وبصورة استباقية خبيثة دخلت عبر الحرب الفايروسية والجرثومية بقيادة الغزوات الكورونية وعزوها الشامل ، هذا وان كانت من حكمة ودروس مستفادة من الحرب الاوكرانية والتي يمكن أن نسقطها على واقعنا ومشهدنا السياسي الداخلي بالبلاد هي حكمة المثل الشعبي ( الشقي يشوف في نفسه والسعيد في الاخرين ) فالامن والاستقرار كما اشرنا من قبل تاجا على رؤوس المستقرين لايراه الا المقلقلين مثل الاوكرانيين وقريبا الروس والامريكان والاوربيين واخرين من دونهم فالشهادة لله وهو خير الشاهدين ، مع اعتزارنا الشديد للقارئ الكريم على غياب الرؤى المتجددة في الايام القليلة الماضية لظروف وموانع طبيعية وكل عام وانتم بخير …

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى