أعمدة

(بلا ضفاف) .. كمال علي ..محجوب عبدوالرحمن….ياصاحبي اني حزين

بغتة وبلا كليمة وداع للصحبة التي تجاهد الحنين يترجل الفارس ويغادر الحبيب الصحفي اللامع والصديق الصدوق الأستاذ (محجوب عبد الرحمن) إلى الضفة الأخرى من الحياة الفانية الي دار الخلود… مفارقا الاهل والزوجة الوفيه والاحباب والصحاب ورفقة بلاط صاحبة الجلالة التي أنفق في خدمتها انضر واعز سنوات العمر الجميلا سادنا متبتلا في محرابها عاملا بكل الصدق على رفعة شأنها واعطي بلا كلل او ملل وجاهد بقلمه الشفيف العفيف حتى الرمق.. باقيا على الوعد والعهد الي ان رجعت نفسه المطمئنة الي ربها راضية مرضية ودخلت في عباده ودخلت جنته بإذن واحد أحد… وانا لله وانا اليه راجعون.
في مطلع تسعينات القرن المنصرم كان الحظ مبتسما والتقينا بالمحجوب في ردهات صحيفة (السودان الحديث) طيبة الذكر… وللوهلة الأولى وانت تلتقي الحبيب الزميل (محجوب) ينتابك احساس بأنك تعرف ذلك الإنسان الجميل من زمان ويتملك شعور مدهش بأنك عثرت على كنز محتشد بالانسانبة والطيبة وكريم الأخلاق ونبل الخصال لتجد نفسك أمام نفسك في حضرة رجل فيه كل تفاصيل الحياة السوية.. طيبة وحنان ورفقة محببة وكرم وشهامة وطيب خصال فيدهشك بضياء الثريات الذي يبهر منبعثا من جبينه الأغر وملامحه الوسيمة الضاويه وعذب حديثه المغسول في ماء الطهر واشراق المعاني.
سرنا مع الحبيب المحجوب في مشوار الحياة اليوماتي رفقة مأمونة وصحبة اماجد تعين على رهق وعنت المشوار ونشهد الله اننا لم نجد منه إلا كل الخير وكل الصدق وكل المعروف… وحينما بدأنا السعي على درب صاحبة الجلالة كنا نضع أمام العين شروط الصحبة… وشروط الصحبة ان نقتسم اللقمة… واني يفنى الواحد منا في الاخر… وكان هو قائدنا وامامنا في الالتزام بهاتيك الاشتراطات ومنه تعلمنا ونهلنا من معين محبته وزاد روحه واشرقت دنيانا بنور محياه ورقيق موانسته وعذب حروفه النابضات بالحياة.
كان ومنذ طفولته وبواكير صباه عاشقا اكبر لهلال السودان الخصيب وافني العمر مخلصا للهلال الذي يهوي ويحب ونافح وكافح الراحل بكل وهج الحروف ليرقي محبوبه الي حيث المراقي التي تليق به كأحد اهم واعرق الانديه الأفريقية والعربيه وكان حصيفا في تناوله لقضايا الهلال… يكتب دون اسفاف او تضليل او تطرف… تزيد السطور النظيفة العفيفة عموده ذايع الصيت (اهلا) تخرج كلماته طاهره سامية لانه كان متعففا عفيفا ومتصالحا مع نفسه فاشاع البهج المريح على زملائه وقرائه ومتابعيه وأهله وأسرته…. وعلى مثل محجوب فلتبك البواكي.. ولتنوح النايحات ولا نقول إلا مايرضي الله… انا لله وانا اليه راجعون… ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ياصاحبي اني حزين… وافتقدك وافتقد طهرك وعنفوان محبتك وسمو روحك والتي احسب انها ترفرف الان فوق صحابك وأهلك واحبابك وفي سماء الثغر بورسودان المدينة التي تحب وتهوي وتطوي الضلوع على محبتها هي وأهلك وأهلها وهلالك…ونشهد الله انك كنت في الموعد دايما ياحبيبنا… حبا وكرامة ونبلا وشهامة… اخو اخوان وشيال تقيلة ومدرج عاطلة وكنت ملاذا للإخوان والأهل والزملاء والصحاب والاحباب وكان قلبك الصبي مترعا بمحبة الناس الذين صعقهم نبأ رحيلك المر المباغت والفقد الفادح والمصاب الجلل… والبقاء لله… مسلمين بقضائه وقدره له ماأعطى وله ماأخذ جل شانه.
يامحبوبنا المحجوب نعزي في غيابك أنفسنا ونعزي بورسودان والهلال وكل اهلك وزملائك واحبابك وقرائك ومتابعيك واسرتك مثلما نعزي شريكة العمر الجميل ورفيقة المشوار بافراحه واتراحه وبعنته ورهقه وسروره… اختنا المحترمة الغالية الدكتورة (سهير) وهي تنوح على حواف قلبك الذي يكن لها أرق واعذب المودات والمعزات… فارقد بسلام ايها الشهم النبيل الغالي وتأكد انك مستوطن القلب والروح.
نحسبك الان يا حبيبنا بإذن الله في جنات ونهر… وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر… توفي أجرك مع الصالحين الذين يشبهونك وتشبهمم وفيك سيماهم وملامحهم.
الف رحمة ونور على مرقده…. وسلام على الحبيب (محجوب عبد الرحمن) في الخالدين.
والحمد لله رب العالمين.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى