أعمدة

(علي كل) .. *محمد عبدالقادر :*هبط الدولار.. لماذا لا تنخفص الاسعار؟!!*

مازال السوق يدور علي (حل شعره) بعيدا عن اليات (الضبط والربط) التي من المفترض تنتهجها الدولة في مواجهة جشع التجار ومغامرات المصاربين عديمي الضمائر.
ماذل يعني للمواطن انخفاض اسعار الدولار وبقاء الاسعار علي ما هي عليه من ارتفاع ، بالطبع اهتبل التجار سانحة زيادته واخذوا يغالون ويطبقون زيادات علي كافة السلع بلا استثناء لكنهم لم يحركوا ساكنا حينما تراجع – اي الدولار- واحتفظوا بالاسعار علي ما هي عليه ان لم تكن قد زادت والدولة تتفرج.
خذ الوقود نموذجا مع ارتفاع اسعار الدولار قفزت الاسعار الي ارقام قياسية وصعدت بمعدلات غير طبيعية لكن قيمة الوقود لم تتراجع علي الرغم من انخفاضه منذ نهايات الاسبوع الماصي والدولة تتفرج.
(مافيا التجار ) تتفنن بالطبع في تعذيب الشعب السوداني مع اي زيادة في الدولار فيرتفع حتي اسعار ( الدوم والنعناع والليمون وام فتفت) ، ظل هؤلاء يشعلون الحرائق في الأسواق مع كل صباح جديد دون تقديم اسباب موضوعية ويتعللون بزيادة الدولار .

هنالك جهات تهتبل اي سانحة وتنقض على جيوب الناس ومضاعفة معاناتهم بزيادات ما أنزل الله بها من سلطان، وسط غياب كامل للرقابة وعدم وجود ضوابط تنحاز إلى المواطنين وتخفف عنهم غلواء جشع التجار.

اشتعلت الأسعار في أسواق الأدوية والسلع والخدمات واللحوم والفواكه والخضروات، في الحليب و الدقيق والسكر وبقية السلع الأخرى رغم ما حدث من استقرار نسبي في سعر الدولار.
معدلات الزيادة في الأسعار أحالت حياة المواطن إلى جحيم، لا نخشى على الشعب السوداني من إعادة هيكلة الاقتصاد ولا من سياسات رفع الدعم الكامل ،لكنا نخاف على المواطن من الذين يستثمرون في أزماته، مع عدم وجود آليات تدخل تحاسب وتراقب وتضبط إيقاع الأسعار وتسيطر على حراك (المافيا) الموجودة في أي مجال.

اسواقنا تعاني من الفوضى هذه الأيام، ومع ضعف الرقابة اختفت التعاونيات وأماكن البيع المخفض وقلت مبادرات امتصاص الزيادة في الأسعار وغرقت الدولة في همومها وتركت المواطن نهباً لتجار ومافيا السوق.

لا يمكن للدولة أن تتبنى سياسات اقتصادية تُحرر الأسعار ثم تترك المواطن يصارع على لقمة عيشه بعيداً عن تفعيل الرقابة على الأسواق، انظروا إلى ما يحدث الآن في المواصلات والسلع، تابعوا الأسعار التي اشتعلت في الأسواق تحت شعار (الدولار زاد وأي حاجة زادت)، باسم الدولار ارتفعت حتى أسعار الجرجير و( كل عوج مبدي ومتموم) كما يقول حميد.

يعايش المواطن الآن أزمات في حياته ومعاشه تقتضي انتباهة من السلطة الحاكمة خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يدق الابواب وسط ظروف قاسية وبالغة التعقيد يعانيها الشعب السوداني.

راجعوا السياسات الاقتصادية قبل فوات الاوان وحاصروا الطمع والجشع ومغامرات التجار الذين تتربصون بقوت الشعب ومعاشه ودوائه، المافيا التي تدير الأسواق وتشعلها أسعاراً ما أنزل الله بها من سلطان تمثل اكبر خطر علي امن واستقرار البلاد.

أعتقد أنه آن الأوان لتدشين آلية حكومية من الجهات ذات الصلة تتصدى للجشع الذي تشهده الأسواق، وتتولى مبادرات لتخفيض الأسعار يقودها القطاع الخاص الذي نعول عليه في تقديم سلع بقيمة تتناسب مع اوضاع المواطنين .
الا هل بلغت اللهم فاشهد..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى