تقارير

امريكا والتناقض بشأن الموقف من السودان

تطلق الاشاعة في كثير من الأحيان ضمن خطة ممنهجة ومقصودة لتحقيق هدف ما؛ وغالبا ما تؤدي الاشاعة اهدافها بكل دقة خاصة في مجتمع يعيش افراده حالة من الضغط وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي نتيجة الازمات المتلاحقة! وهذا ما تحاول صناعته ما رشح في وسائط التواصل الاجتماعي حول التغريدة التي نسبتها الاشاعة الي السفير الامريكي بالسودان الذي تم تسميته منذ زمن ولم يستلم حتي الان مهامه سفيرا بالعاصمة السودانية؟! وذلك عده كثيرون نوع من الضغوط التي تمارسها امريكا علي حكومة السودان!!
التغريدة الاشاعة تخدم عدد من الاهداف وتقدم عددا من الرسائل بتحريض الثوار للاعتصام امام السفارة الامريكية لانه ليس بمقدور الحكومة السودانية ممارسة العنف المفرط تجاه الثوار و هم يستجيرون بسفارة امريكا! لا شك تمرير ذلك يراد به اظهار التدخل السافر الذي يعتبر بمثابة اعلان الحرب علي السلطات السودانية! ومن خلال ذلك تحاول جهات عديدة الاستثمار في التغريدة بغض النظر عن حقيقتها التي تجافي كل التقاليد الدبلوماسية وتعكس نوعا ماحقيقة العلاقات الامريكية مع شعوب العالم! وذلك ما يميز الاشاعة انه اي طرف يجد فيها ما يستطيع توظيفه لمصلحته ضمن الصراع الداخلي بالمشهد السياسي للبلاد! مع ملاحظة انه تأتي الاشاعة في نفس الوقت الذي تعلن فيه امريكا وسفارتها بالسودان دعمها للعملية الاممية الافريقية المشتركة لتسهيل الحوار بين الاطراف السودانية!
الاهم من كل ذلك وهو مايثار من ارباك في الساحة قريب الشبه بالسياسات الحقيقية لامريكا في المنطقة حيث هذا التناقض الذي يغوي ويغري الاطراف المتعنتة التي اصلا رفعت شعارات بسقوف عالية تعجيزية بعدم الجلوس للتفاوض والاستقواء نتيجة الاشاعة المعلنة وهي ربما تكون لذات الغرض!
كما لاتخفي صياغة الاشاعة المحبوكة بعناية شديدة؛ ظلال موقف السودان من العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وانعكاساته من خلال ردود الأفعال الامريكية فضلا عن احساس ضياع جهودها التي بذلتها في السيطرة علي البلاد سواء من قبل النفوذ المباشر او عملائها مزدوجي الجنسية الذين ابتعدوا بعد قرارات ال٢٥ من اكتوبر الماضي! ولان امريكا فعلا لاتقوم سياساتها الخارجية وعلاقاتها الثنائية الا علي الطاعة والاتباع فقط! بما يزيد من حبكة الاشاعة ويجعل الكثيرون يتساءلون عن الجهة وراء هذه التغريدة ولاي الأغراض تم إنتاجها وماهي الاهداف التي تخدمها في هذا الوقت العصيب بالذات!؟

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى