أعمدة

(تأملات) .. جمال عنقرة .. المبادرات .. ضرب خارج التختة .. إلا

لا يكاد يمضي يوم، وتشرق شمس يوم جديد، حتى يتم عن الإعلان عن مبادرة جديدة خاصة بالشان السوداني، ثم ظهرت مبادرات أخري تجميعية وتجميلية، تحاول تجميع شتات تلك المبادرات، وصار بعضهم يؤازر بعضا، وكلهم تقريبا يدورون في فلك واحد، ويسيرون في ذات الدرب الذي خرج بثورة ديسمبر من مسارها الطبيعي، وأدخلها في ظلمات بعضها فوق بعض، فكل المبادرات التي اطلعت عليها – بإستثناء المبادرة التي طرحها حزب الأمة برئاسة السيد مبارك الفاضل – تبحث عن طريق لتشكيل حكومة انتقالية من قوي سياسية، تختلف تركيبتها حسب الجهة التي تطرح المبادرة، فالقريبون من مركزية الحرية والتغيير، أو قحت١ كما يسميها البعض يسعون إلى العودة إلى ما قبل قرارات السيد البرهان التي أصدرها في الخامس والعشرين من شهر اكتوبر الماضي، والمناهضون لهم والذين عرفوا باسم مجموعة الميثاق الوطني، أو قحت٢ يسعون للتمكين لحاضنة جديدة تتولي تشكيل حكومة انتقالية لإستكمال ما تبقي من عمر الإنتقال، وآخرون يبحثون عن خلطة “سمك، لبن تمر هندي”
وفي تقديري الخاص أن كل ذلك مضيعة للزمن، وبحث للخير في غير مظانه، فلم تعد هناك أي فرصة لتشكيل حكومة انتقالية من قوي سياسية حزبية أو غير حزبية، قديمة أو جديدة، فتشكيل اي حكومة انتقالية من مكونات سياسية يزيد الطين بلة، ويعقد المشهد السياسي أكثر مما هو معقد، ولو كان لقرارات ٢٥ أكتوبر خير واحد، هو أنها حررت الحكومة من الحاضنة السياسية غير المتوازنة، وغير المتزنة، وأسوأ ما يمكن أن يحدث من معالجات لقرارات ٢٥ أكتوبر هو إعادة حاضنة للحكومة مرة أخري، ويستوي في ذلك عودة الحاضنة القديمة، قحت١، أو خلق حاضنة جديدة، سواء كانت قحت٢، أو غيرها، ولا أظن أن السيد البرهان يمكن أن يقع في مثل هذا الفخ مرة أخري، ولو كان قد اعتبر من تجربة قحت١، فنرجو الا يقع في خطأ مثله، فليست قحت٢، بأفضل من أختها، والعبرة ليست في الإسم، ولا في المكونات، ولا الأهداف، الظاهرة أو الخفية، ولكن العبرة في أنه لا يجوز لأي مكون أن يسيطر علي حق عام بأي ادعاء مهما كان، وثورة ديسمبر هي ثورة كل الشعب السوداني، فلا يجوز لقحت١، أو ٢، أو أي مكون آخر أن يستاثر بها دون الكل، والمؤسسة العسكرية هي مجرد وسيط لنقل السلطة من حكومة اسقطها الشعب، إلى حكومة يختارها الشعب، لذلك أنا ضد الخيار الثاني الذي يقول به رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، بأنهم لن يسلموا السلطة إلا لحكومة منتخبة، أو حكومة متوافق عليها، فأنا ضد خيار حكومة التوافق، لأنها لن تعبر عن أكثر من ١٠% من أهل السودان، مهما كان شكل وحجم القوي المتوافقة عليها، فالانتخابات هي الخيار الوحيد المتاح لتحديد من يستلم السلطة من الحكومة الإنتقالية التي تتولي أمانة الإشراف عليها المؤسسة العسكرية التي استنجد بها الشارع السوداني، وطلب منها الانحياز للثورة، وقد فعلت.
المبادرة التي طرحها حزب الأمة برئاسة السيد مبارك الفاضل، والتي استثنيناها من المبادرات التي تصوب خارج التختة، ذلك أنها حدد أهداف واضحة ومعلومة، وتصب كلها في مجري المسار الإنتقالي القويم، ولقد حددت المبادرة أربعة أهداف ومراحل للانتقال هي:
أولا، قيام مفوضية انتخابات وتحديد موعد الانتخابات،،وعمل المطلوبات اللازمة لذلك.
ثانيا، تشكيل المحكمة الدستورية واستكمال الأجهزة العدلية.
ثالثا، تشكيل حكومة تكنوقراط تدير الأزمة الإقتصادية، وتتولي شأن الخدمات العامة.
رابعا،الإهتمام بالانتاج خاصة الزراعي،وتوفير معاش الناس، ولجم التضخم والغلاء،
وتلك هي المحاور التي ينبغي التركيز عليها، وكل ما عدا ذلك ضرب خارج التختة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى