أعمدة

*د. الفاتح عزالدين: سلالة كسب وعزيمة جيل.. بقلم : * د. إبراهيم الصديق على

(1)
اخذت المناقل تسميتها في أشهر الروايات عن كونها مكان إجتماع المكوك (مناجل)، وقد تم تحريف الجيم إلى قاف، وبغض النظر عن صحة الفرضية أو عدمها، فإن مدينة المناقل خرجت شخصيات ذات نزعة قيادية، وبها اقدم المزارات الصوفية والآثار المسيحية من مملكة علوه وفي جبل موية تأسس أكبر تحالف سياسي بين العبدلاب بقيادة عبدالله جماع والفونج بقيادة عمارة دنقس ، فهذه منطقة ذات طبيعة منفتحة على الآخر..
ووجغرافياً فإن طبيعة الارض الطينية الرخوه بما يمثل مشروع إمتداد المناقل، فإن هناك مناطق ذات طبيعة صخرية قاسية جنوباً ، تلك فسيفساء المناقل..
و في هذه المنطقة نشأ الأخ د. الفاتح عزالدين المنصور، بين أنفاس الطرق الصوفية وتاريخها وإرثها، ومع إمتداداتها الإجتماعية، حيث الحياة تتطلب المثابرة، والواقع الجديد وخاصة بعد مشروع إمتداد مشروع المناقل الزراعي مما حفز روح التطلع والتطور..
وهذا ما يميز شخصية الأخ د. الفاتح والذي انخرط في الحياة العملية مبكراً ولكنه لم ينس ان يطور مهاراته وقدراته وتأهيله الأكاديمي، فقد حظي بأساتذة أجلاء في عهد ذهبي، ودرس على يدي أساتذة العصر الذهبى للتعليم فى المناقل حيث برز دور معلمين أجلاء قادوا مسيرة المعرفة والإستنارة بشير الصديق و عمر الطريفى وإبراهيم عبد المحمود و حسن إبراهيم كشكوش و الريح السنهوري وأيوب إبراهيم و عبدالله بابكر الإمام بشير الهادي ووتشكلت بداياته على ركائز معرفية راسخة
وتخصص في القانون من جامعة النيلين ونال الماجستير من جامعة الإمام الأزهري، وحضر الدكتوراه، وزاد على ذلك دراسات في تقنية المعلومات والإعلام بلندن..
ومع ان هذه الفترة كانت زاخرة بمهام متعددة، فقد عمل أميناً لمنظمة شباب الوطن، وهذه واحدة من أكثر المنظمات تأثيراً في غرس جيل جديد وواقع جديد في المجتمع السوداني…
وتنقل بين مهام كثيرة من محافظ لمحافظة غبيش ثم وزيراً بولاية شمال كردفان ومعتمد للتخطيط الإستراتيجي بولاية ولاية الخرطوم.. ولكن ظروف إستثنائية كشفت عن جانب آخر من شخصيته خلال توليه مهام معتمد أمدرمان منتصف ٢٠٠٥م، فقد كانت أمدرمان رائدة في صد عدوان حركة العدل والمساواة الغاشم على المدينة عام ٢٠٠٨م..
ثم رئيساً للهيئة التشريعية (البرلمان ومجلس الولايات) ، وقد قاد الدبلوماسية البرلمانية الدبلوماسية للإنفتاح خارجياً سنداً للديلوماسية الرسمية، مع مناقشة قضايا جوهرية داخل قبة البرلمان.
(2)
ظل د. الفاتح عزالدين منذ أبريل ٢٠١٩م حبيساً، بحثوا في كل الملفات، لم يجدوا ثغرة إستغلال نفوذ أو كسب حرام أو خيانة أمانة، منذ ١٩٩٥م من وظيفة تنفيذية إلى السلطة التشريعية، ولكنه بقى في السجن إرضاءً لممالاة سياسية أو تسكيناً لهيجان غوغاء ورعاع..
ومن أعجب الروايات، أن مكتب د. حمدوك، وفى إطار ترويجه التحرير الإقتصادي انتج إشعار قال أنهم يعكفون على سياسات إنتاج حقيقية وليس كما في نهج سياسة (رب رب)، وهو لفظ منسوب للأخ د. الفاتح قال فيه (هناك سياسات للتحكم في النقد والإقتصادي فقط عن طريق وزارة المالية وبنك السودان) وأضاف لدينا ماكينات يمكن أن نطبع العملة (رب رب)..
فإن كان ما قاله مجرد إستعراض ونوايا، فإن الأرقام تكشف وقائع وحقيقة الأمر، حيث ارتفع عرض النقود من ٤٣٠٩٨٦.٣ (آلاف الجنيهات) نهاية عام ٢٠١٨م إلى ٦٨٩٧٩٧.٥ نهاية عام ٢٠١٩م إلى ١٢٨٤٩٧٦.٣ عام ٢٠٢٠م، أي أن عرض النقود تضاعف ثلاث مرات خلال سنتين (المرجع تقرير بنك السودان المركزي، العام ٢٠٢٠م، صفحة ٣٤ وما بعدها).. فمن هو الذي قام بالفعل (رب رب).. ما لكم كيف تحكمون؟
إن العبارة ذاتها جزء من تعبير سوداني خالص، إضافة بعد درامي في الأقوال (كع كع شربت الماء)، (كو كو ضرب الباب)، (طاخ ضربه كف)، وهو أمر شائع.. ولكن أصحاب الأجندة الصفرية والحملات الممنهجة كانت تسعى للإغتيال المعنوي بأي وسيلة ووظفت لك تقنيات متقدمة..
واخيراً، تم تقديم د. الفاتح وقيادات أخرى للمحكمة بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين، لإنه قال (هذا كلام نقوله ليس للشعب السوداني، بل للمرجفين واذيال الشيوعيين والبعثيين والمارقين، ما في زول تاني بيطلع دون إذن)، ولإنه كان يتحدث لوفد من دارفور ومع التفلتات الأمنية وخروقات حركات التمرد هناك اضاف (اللي شايل السلاح لن نقدم له وردة)، وهذا حديث عام ومكرر في الخطاب السياسي ، والأمر كله بين يدي الأجهزة القضائية.
(3)
للأخ د. الفاتح، دائماً رؤية مغايرة للأمور، فهو كثير النظر والبحث الدوؤب ، وحين تجالسه تجد تلك المؤانسة الودودة بالطائف مما وثق صلته بأهل القرآن الكريم والذكر والفكر.. وقد وفقه الله إلى حفظ القرآن الكريم.. بارك الله له في سعيه وزاده من لطفه..
و مع سعى إلى تحقيق المثال ، وقد شهدت له حوارات ومداخلات حولت الآراء من ناحية لأخرى..
بلطف الله سيخرج الأخ د. الفاتح عزالدين وإخوانه من هذا المعتقل، أقوى إرادة وأمضي شكيمة وأكثر عزماً.. هذه راية للسمو فوق الإبتلاءات وفناء الأجساد لرضا رب العباد..
لقد صبرت حركة الإسلام علي عسف السلطات وعلى حماقات القوى اليسارية وعلى غبن بعض التيارات السياسية، وغضت الطرف عن إساءات بالغة طالت قياداتها ورموزها وحتى مشروعها، وذلك وأداً للفتن وحفاظاً على تماسك المجتمع ووحدة البلاد، وتعاملت مع حالة الإنزلاق في مسار المشهد السياسي بعقلانية وموضوعية وأرتضت التحاكم للقضاء في الدنيا والتخاصم إلى رب العباد حين تلتقي الخصوم، ولم تتراجع عن خياراتها ومشروعها، ولن تفعل بإذن الله..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى