مقالات

صلاح الكامل يكتب: *البرهان .. هل يحكم السودان من الجامع الكبير*؟!

*مدخل اول*:
سيكتب التاريخ أن أكبر مأساة في فترة التغير الاجتماعي هذه لم تكن الضجة القاسية للناس السيئين، ولكن الصمت المروع للناس الطيبين

مارتن لوثر كينغ

*مدخل ثاني*:
شهد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان (مساء اليوم) تناول وجبة الإفطار بالمسجد العتيق بالخرطوم وسط حشود الصائمين.
وقد استمع سيادته للجنة المسجد التي عرضت عليه مشكلات صيانة المسجد بجانب معوقات أخرى لتمكينه من أداء وظيفته الرسالية المقدسة، وقد وجه سيادته بمتابعتها والعمل على تذليلها في أسرع وقت ممكن. جاء ذلك وسط حشود وهتافات المواطنين (جيش واحد شعب واحد)، بحضور وزير الشئون الدينية والأوقاف ووالي ولاية الخرطوم.

وكالة سونا

● تحت طائلة المقولة المسطرة في أعلي المقال فإن (الضجيج) و(الصمت) يحجزان مقامهما في سفر التاريخ بحتميته ولزومه، وهذا المصداق ينطبق علي (مفهوم) الحالة السودانية الراهنة أيما إنطباق، فقد خلصت ثورة ديسمبر الي نتيجة حاسمة وغير مختلف عليها او حولها وهي ذهاب الإنقاذ وصيرورتها الي حقبة تاريخية صرفة، بيد ان الشاخص ان الحراك الثوري لم يصل الي مرماه ولم يحرز نتاج ثوري مكتمل، مرد ذلك ان (قحط) استعجلت قطف الثمار واشتبه علي قياداتها ان نجاح الثورة رهين بإمكان جلوسهم علي دست الحكم!، والمعلوم شيوعا ان الثورة-اي ثورة- عبارة عن حالة (مخاض) رهين بإكتمال دورة (الجنين) الحياتية ونضوج نتاجها مما يثبت ان الثورة تحتاج مثابرة وجلد وصبر بعيدا عن المكاسب الذاتية الضيقة والنتائج المستعجلة الناقصة.. افتقطت قيادات (قحط) ولجان المقاومة وتشكيلات المهنيين المكسب الثوري في ذواتهم ظننا منهم بان إمكانية استوزار (زيد) وتحقق تولي (عمرو) يعني نجاح الثورة وبلوغها حد الكامل ولعمرك ذا فهم (سمج) علي قول العرفاء..جلسوا مع المكون الغسكري وتواطئوا معه علي وثيقة دستورية غض النظر عن الراي الفيصل فيها، لها او عليها الا انها حجة عليهما( المكون العسكري وقحط) وأعطاء اي طرف الآخر صك شرعية امر مفرغ عنه، ولن نقبل من القحاطة احاديث علي شاكلة: انها اللجنة الامنية!! او الانقاذ تو! وهكذا! فمشاركتهم الوثائق والمغانم يعد (فرمون) قبول و(تصريح) مرور ( يا صاحي..

● كل من جالس الفريق اول البرهان ينبئك عن عفوية الرجل وتلقائيته وشديد إعتداده بالقوات المسلحة وتحصنه بها ولها وذا امر موجب ، اضافة لقدرات وملكات شخصية تضعه في خانة القيادات الطبيعية بلحاظ ان مكانه وزمانه فرضا عليه هذا الدور، يحس من جالسه وحادثه بسهولة وبساطة الأجراء بداية من الدخول والخروج والحديث والحوار، فرغم عن ما يفرضه الموقع من مراسم وبرتكول وتحواطات امنيه الا انك يمكن تأخذ صورة (سلفي) مع الرجل في حين دخولك علي البعض يحتم عليك ترك (عيونك) في غرفة التأمين!. وهذه السنخة تضع الفريق اول البرهان ضمن خيارت الحكم في السودان ويحسب له قدرة علي (التهديف) من الزوايا الضيقة فإفطاره العفوي والتلقائي بالجامع الكبير وسط الخرطوم خلط اوراق الساحة السياسية وانتزع منها القدرة علي التماهي مع الدور وإيجاد (لمع) باهرة واحراز أهداف موجبة وتصويبات مضبوطة علي (تخت) المارثون السياسي.

*خروج* :-

إفطار الفريق اول البرهان في الجامع الكبير وبطريقه مميزة وهش الناس به وهتافهم له وللمؤسسة العسكرية، مقرون معه الحراك الكبير لما اصطلح عليه ب التيار الإسلامي (العريض) والذي شهدته مراسم وسوح رمضان هذا العام،مما يحسب خصما ضخما من رصيد قحط بالخصوص واليسار بالعموم وإلم يصل الحد الذي يشيء بقبول التيار المذكور في الوجدان الثوري الحالي، بيد ان هذا السجال السياسي يفتح نوافذا واسعة ويعطي دلالات شاخصة تحكي عن فرص كبيرة لثبوت دور القوات المسلحة في الشان السياسي في المرحلة المقبلة مما يجعل الفريق اول عبدالفتاح البرهان الاوفر حظا والاقرب إمكانا، الخيار المتاح والمرشح الواقعي لحكم السودان !.

*منشور في صحيفة الانتباهه الصادره اليوم الجمعه٢٠٢٢/٤/٢٢م صفحة١٠*

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى