بيانات

(وطن النجوم) ..علي سلطان ..بعض الرحيق.. الاماراتي يوسف حميد،، رحمه الله

من حقيبة ذكرياتي ورحيق ايامي النضرة في الامارات التي عشت فيها في الفترة من عام 1978َحتى 2003..تحتل ذكريات ليالي وايامي في ام القيوين حيزا مهما من الذاكرة التي يعتريها النسيان احيانا كثيرة.. ولامارة ام القيوين واذاعتها النصيب الاوفر من تلك الذكريات وذاك الحنين الذي يزداد.
وكلما تذكرت إذاعة ام القيوين والزملاء الذين عملت معهم من إماراتيين وجنسيات عربية ومعظمهم من السودان ومصر اضافة الى الجنسية الهندية والباكستانية..
ومن بين تلك الوجوه والأسماء لا انس الاستاذ علي جاسم احمد مدير عام الاذاعة منذ انشائها في العام 1978..وكذلك الاخ العزيز مهندس الصوت يوسف حميد ورئيس قسم الصوت في الاذاعة (بومريم) رحمه الله ،، وكان يوسف حميد شابا اماراتيا جميلا التحق يافعا بإذاعة أبوظبي حيث تعلم هناك صنعته التي أجادها وهي هندسة الصوت.. وعندما بدأ بث اذاعة أم القيوين التي بدأت ارسالها في مارس1978 تمت اعارت يوسف من اذاعة ابوظبي ليعمل في اذاعة امارته الناشئة واصبح رئيسا لقسم الصوت ،، وكان معه وقتها الأخ العزيز حسن عباس العقيلي مهندسا للصوت وكان حسن أحد الكوادر الفنية المعروفة في الاذاعة السودانية.. ومن فنيي الصوت ايضا عبد الله الماكري من أبناء أم القيوين وتدرب على هندسة الصوت في الاذاعة واصبح فنيا ماهرا.. وانضم لقسم الصوت بالاذاعة من بعد الاخ شمس الدين البكري العجيل ثم الاخ ميسرة الشفيع وعمل كلاهما بالاذاعة السودانية وتزاملنا معا في الاذاعة السودانية لفترة من الزمن ثم اكملنا المشوار في اذاعة ام القيوين.. وانضم الى قسم الصوت بعد ذلك الاخ الراحل العزيز الطاهر محمد الطاهر مهندس الصوت والممثل المعروف في السودان.
وكان الراحل يوسف حميد مولعاً بالغناء الخليجي وعاشقا لا يجاري لفن أبوبكر سالم.
وكنا يومياً نبث أغنيات لأبي بكر سالم عبر الاذاعة.. وكان لدينا النادر والجديد من أغنياته التي لا تتوفر في اذاعة اخرى ،، والبعض أطلق علي اذاعة ام القيوين.. اذاعة أبوبكر سالم..!! وكان أبوبكر سالم سعيدا بذلك… وحينما قابلته في منتصف الثمانينيات في دبي وسافرنا معاًمن دبي الى القاهرة أكرم وفادتي وأصر على توصيلي من المطار للفندق ودعاني للعشاء عنده ولبيت الدعوة ذات مساء حيث جلسنا وعدد من الضيوف على سطح العمارة في خيمة أنيقة أسماها( رأس الخيمة) في الزمالك.
وتمكن يوسف حميد بفضل علاقاته من رفد الاذاعة بأغنيات نادرة لمطربين خليجيين كُثر،، ومن تلك الأغنيات أغنية لفنان سعودي راحل اسمه طاهر الاحسائي.. نسيت أسمها ولكن كانت اغنية قديمة و مشهورة جدا وما ان نبثها على الهواء من الاذاعة حتى تنهال علينا المكالمات الهاتفية من الامارات وما حولها حيث كان بث الاذاعة يصل الى مناطق في السعودية وسلطنة عُمان واليمن وغيرها.. ونحن السودانيين في الاذاعة رفدنا مكتبة الاذاعة بالعديد من الاغنيات السودانية المشهورة التي ذاع صيتها في الامارات.
ومن الفنانين الاماراتيين الذين حظوا بشهرة واسعة الفنان ميحد حمد وكنا نبث اغنياته باستمرار.
ومن الفنانين اليمينين الذين كنا نبث لهم بعض الاغنيات الثلاثي الكوكباني.. وكانت لهم أغنية لطيفة طريفة مشهورة يقول مطلعها ( فيوز القلب محروقة .. في قلبي ضربني ماس ).
وكانت اذاعة ام القيوين تبث اغاني فيروز يوميا كل صباح عقب نشرة الاخبار في في اذاعة أم القيوين لمدة ربع ساعة،، كان صباحا رائعا ذلك الصباح الفيروزي الندي..ّ!
هذه المكتبة الصوتية الاذاعية الغنية في اذاعة ام القيوين والتي حفلت بالنادر من الاغنيات الخليجية والعربية والنادر من البرامج والمسلسلات كان مسؤولا عنها الاستاذ عوض عباس الذي كان ايضا أحد الكوادر السودانية المعروفة في الاذاعة السودانية.
رحم الله الاخ العزير يوسف حميد وادخله الجنة و فردوسه الأعلى فقد كان رجلا بشوشا لطيفا كان محبا لعمله ومخلصا له.. كما كان محبا للنادي العربي في ام القيوين ومشجعا واداريا بارزا.
عندما التحقت باذاعة ام القيوين مذيعا في اكتوبر 1979 كان يمر عليٌ يوسف كل صباح في مقر سكني لكي نذهب للعمل في وردية الصباح بالاذاعة التي كانت تبدا ارسالها مبكرا عند الساعة السادسة صباحا.. وكان برنامجه يبدا بالريوق الصباحي حيث ناكل افطاراخفيفا.. وعند الساعة التاسعة صباحا يأتي سائق الاذاعة حاملا الإفطار من بيت يوسف حميد.. وقد بدأت علاقتي مع المائدة الإماراتية مع افطار يوسف حميد حيث جربنا العديد الاصناف التي اعجبتنا وتعلقنا بهامن بعد ذلك.. َمنها واهمها الهريس والثريد والجشيد.. وكذلك الشعيرية واللقيمات وهما لا تختلفان كثيرا عن الشعيرية واللقيمات السودانية.. وكان السمك ومايزال وجبة رئيسية في الامارات.. رعى الله تلك الليالي والأيام النضرات فقد كانت أياما جميلة بحق.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى