أعمدة

عبد الماجد عبد الحميد يكتب : لن يكون لهؤلاء حظ في مستقبل السياسة في السودان

أتعجب كثيراً من تخوف بعض الإسلاميين وضيقهم من خطوة إطلاق سراح رموز لجنة التمكين سيئة السمعة ..
• خروج وجدي صالح ومجموعته من أقسام الشرطة أمر طبيعي إن كانت البينات والوقائع التي تبقيهم في الحبس ليست كافية ..ليس من الحكمة ولا العدالة حبس أي شخص خلف أسوار السجن إن لم تكن هنالك بينة كافية ضده .. وليس من أخلاق السياسة أن تعامل خصمك بذات الطريقة التي يعاملك بها ..السياسي الأصيل يتعاطي السياسة بأخلاقه وأصول تربيته وليس بطريقة التشفي وفش الغبينة !!
• هذا من ناحية ..
• من ناحية أخري لماذا يحزن بعض الإسلاميين ويتخوفون من خطوة خروج وجدي وزمرته؟!
• هنالك من يظن أن الخطوة تعني العودة إلي مربع التحالف مع الثنائي البرهان وحميدتي وهو ما يعني بظنهم استئناف لمسيرة تحالف الشر العسكر مدني والذي أدخل السودان كله في نفق أزمات متطاولة تحتاج لسنوات للخروج من حطام التخريب الاقتصادي والاجتماعي والنفسي الذي أمسك بتلابيب هذا الوطن الجريح ..
• القراءة السليمة لكتاب التحليل السياسي تقول إن العودة لمربع التحالف الكارثي ليست ممكنة ..فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر جرفت معها أوشاباً كثيرة وزبداً رابياً ..لم يعد خالد سلك بذات بريقه الخافت أصلاً ..أما وجدي صالح وود الفكي والهارب صلاح مناع فلن يكون لهم حظ في حاضر ومستقبل السياسة في السودان فقد أدوا المطلوب منهم في فترة التهريج الذي كان جزءاً من مطلوبات ديكور الثورة المصنوعة التي إنتهت إلي سراب وخراب وخيبة غابت بسببها الجماهير عن لحظات خروج ود الفكي وآخرين من سجون نظامهم الذي كانوا يدافعون عنه بشراسة دفعت ود الفكي في لحظة هياج ثوري لمصادرة حق الآخرين في التظاهر ضد حكومته وحلفائه الذين رموا به في السجن ومسحوا تاريخه ومستقبله السياسي علي بلاط أقسام وسجون الشرطة السودانية !!
• الحقيقة المرة التي يجب علي الإسلاميين استيعابها والتعامل معها أنه لا أمان في السياسة لأوراق لاتملك التحكم في تحويلها وتبديلها بالطريقة التي تحقق لك المطلوب في خط سيرك المرسوم نحو أهدافك ..مرحلياً وإستراتيجياً !!
• من الأخطاء الكارثية للإسلاميين قيادة وقاعدة تعويلهم علي مجموعة الخيانة التي أسقطت الإنقاذ من الداخل..وهي ذات المجموعة التي وضعت يدها في يد البرهان وحميدتي وصلاح قوش لتنفيذ خطة هدم بناء ثلاثين عاماً من تجربة أسقطها بعض المنتمين إليها بالأصالة والوكالة معاً !!
• ليس من الحكمة ولا حسن الترتيب والتدبير السياسي أن ينتظر الإسلاميون السودانيون فرجاً من التحالف العسكر مدني الذي أسقطهم ..قوة التيار الإسلامي في قوة دفعه الذاتية التي عليه البحث عنها في داخله ..وليس خارجه ..
• سيخسر الإسلاميون حربهم ضد التحالف العلماني النيوليبرالي الجديد إن ظنوا أن عسكر السلطة الحالية سيصدون عنهم سهام أعدائهم وأعوانهم في شتات قحت والذين خسروا معركة لكنهم يستعدون للتحالف مع الشيطان لمواصلة الحرب !!

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى