مقالات

(وطن النجوم) .. علي سلطان .. الارض الحُبلي والوعدُ اليباب

ونعود مجددا نضرب في فجاج الارض نسعى في مناكبها وسبلها..!! ولا أريد ان اقول الارض اليباب..! فارضنا السمراء والذهبية والخضراء وكل ألوان طيفها فيها الحبلى وفيها العذراء وفيها الأم الولود الودود. وفيها الحنية والجمال والرزق الوفير.َ فهل من مشمر عن ساعديه؟!
وقد انقضى رمضان سريعا جدا وكانه ضيف متعجل اراد ان يثبت حضوره ويعتذر بالرحيل!! لم نشبع منه كما كنا نتمنى ونريد ونستعد.. ولكنه فارقنا ونحن نتاهب للاحتفاء به كما يجب.. وهو شهر كريم وضيف عظيم.
وعدنا من جديد الى دوامة حياتنا (الدنيا) اللاهثة التي نعهد ونكابد فيها كلٌ وفق طريقه المرسوم بين لقاءات وتقاطعات مع الناس والحياة وسبل كسب العيش.
ونعود نفترش عباءة همومنا وغمومنا وعاثر حظنا.. ونؤمل في الوقت ذاته في رحمة الله التي وسعت كل شيء فتُحول حياتنا مما نحن فيه من تخبط و سوء حال الى حال افضل يرفعنا من هاويتنا السحيقة الى السطح على الأقل ..!
قرات قبل ايام في (الفيس بوك) تعليقا طريفا لعله من البروفسيور انور محمد عثمان عالم الفلك السوداني المعروف .. قال فيه مامعناه: اذا لم تغادر السودان إلى بلد آخر خلال العشرين عاما الماضية فارجوك لا تغادره الآن .. لانك اذا فعلت ستكتشف انك كنت تعيش في القرون السابقة.
ونحن الآن ننحدر عبر آلة الزمن الى القرنين التاسع عشر او الثامن عشر وسنواصل الانحدار المريع السريع ..!!
مازلنا نبحث عن اشياء كثيرة بعضها ذات ملامح و وصف وبعضها تهويمات وربما اضغاث احلام.. نبحث عن الحرية والسلام والعدالة (حرية سلام وعدالة).. ومازلنا نطرق باب الحرية .. وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق..!! ومازلنا ننتظر بلهفة (صندوق انتخابات) ينقلنا من خانة الانتقال والانتقالية الى (مطلب) الديمقراطية وليس مطبها! !
فهل ترى ذلك ممكنا فعلا او رؤيا صادقة في وضح النهار ام اضغاث احلام؟!
ومازال حالنا يغني عن السؤال.. مازال جرح دارفور غائرا ينزف ليس جرحا واحدا بل جروح وبثور وصديد.. حتى الجراح التي تم تضميدها من قبل انفتحت من جديد.. وبوادر حرب اهلية تظهر في الافق المنظور..!!
وكل المكاسب التي تحققت او اوشكت ان تتحقق اصبحت هباءا منثورا او هكذا يبدو من سياق الاحداث الجارية.. كلما رتقنا ما فتق اتسع الفتق
و الخرق على الراتق..!! ويتجدد كل صباح جديد فتقٌ جديد في مكان قريب!!
واصابع الاتهام العشرة تشير الى قوى خارجية ومحلية تؤجج نار هذا الصراع وعينها على المركر اشعالا واشتعالا.
ومع كل خيابتنا وآلامنا واحزاننا التي ربما تكون بين الصدور خافية فان بهجة العيد كانت طاغية.. وكانت الدعوات حاضرة للسودان بالامن والامان والمستقبل السعيد عسى ان تكون مستجابة.

نحن لا نملك عصا سحرية للاصلاح ولن ينصلح حالنا في يوم وليلة.. ولكن كلما تلوح بوادر خلاص بوادر تغيير فاعل.. وكلما فَهِم السودانيون بعقل جمعي واعٍ ما يُحاك ضدهم ومن هو عدوهم الحقيقي ومن الذي باع سنوات نصرهم وحصاد كفاحهم سيكون المقبل مختلفا وسعيدا او مرضيا على الاقل.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى