بيانات

الشهيدة شيرين توحّد العرب والفلسطينيين بقلم : د. علي ابراهيم

أقدمت قوات العدو الإسرائيلي على إغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، بدم بارد، أثناء تغطيتها أحداث توغله فى مخيم جنين، لتنضم إلى كوكبة شهداء الحق الفلسطيني من مناضلين وصحافيين وكتّاب وسياسيين.

الحزن والأسى والألم والغضب، وكل ما يعتمل فى الأنفس فى مثل هذه الحالة، أمر طبيعي، لكن التسليم بقضاء الله وقدره يجعل منه مدعاة للتفكير في السير على الدرب الصاعد إلى مراقي الرسالة التى كانت الشهيدة إحدى روادها.
كانت الشهيدة، طوال ربع قرن من الزمان صوت الشعب الفلسطيني، المقاوم للإحتلال بجسارة وعنفوان، تنقل الحدث بالصوت والصورة لحظه بلحظة، تقتحم الجسور وتقفز فوق المعابر، وتواجه الآلة العسكرية الغاشمة فى شجاعة يعز مثيلها، مخاطرة بحياتها، والتى ما هي إلا جزء من حياة شعبها الذي يعيش الإعتقال والتعذيب والحصار على مدار الساعة واليوم والسنين، وبالتالي، فالشهادة هي قدر كل من ينشدّ الحياة الكريمة، ويهدف إلى وطن حر، أبي يقف على رجليه ويتطلع إلى الحرية والنور.
كانت الشهيدة شيرين، صوتا يعبر بالصدق والموضوعية وينقل الحقيقة المجردة والواضحة إلى العالم بلا رتوش أو مؤثراث كاذبة، وكان أي ظهور لها يمثل رسالة قوية وفاضحة لممارسات العدو، ولهمجيته ولعدوانيته التى ضاهت النازية والفاشية فى القرن الماضي.
إذا ظن العدو بأنه بلغ مرماه فقد خاب ظنه، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، بل إنه الموت الذى يجدد الحياة.
والرسالة لا تسقط برصاصة فى الرأس، بل ستحملها آلاف الرؤوس، وتذهب بها إلى غاياتها وتوصلها إلى نهاياتها فى إقامة دولة فلسطين العربية الحرة، وعاصمتها القدس الشريف، وان غدآ لناظره قريب.
جاءت ردة الشعوب العربية سريعة – كما كان متوقعا – بالشجب والإدانة والتضامن مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
ولكن ما تجدر الإشارة إليه فى هذه الفاجعة، هو توحّد الفصائل الفلسطينية وتفاعلها الإيجابي بالقول وبالتصريح.
وهذا لا يكفي. هى مطالبة فى هذا الوقت بالتوافق على موقف، مقنع وموحد ينهى – وإلى الأبد – الإنقسام والتشظي الفلسطيني الذى جمد القضية، وخلق المبرر والمسوّغ لبعض الدول لتطبيع علاقتها مع العدو الصهيوني.
أمام الفصائل الفلسطينية، الفرصة مرة أخرى لإلتقاط زمام المبادرة، وترتيب أوضاعها وأن تلج بشجاعة وصدق إلى دائرة العمل المشترك الجاد في سبيل الوصول إلى قواسم نضالية مشتركة، وتعدّ القوة ورباط الخيل لتواجه وترهب بها عدوا لا يعرف غير لغة القوة.
الرحمة والخلود للشهيدة شيرين، وصادق العزاء لأسرتها ولقناة “الجزيرة”

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى