أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في ( بُعْدٌ .. و .. مسَافة) ..جامعة أفريقيا العالمية .. معركة في غير معترك… !

حقيقةً إن ما يدور الآن حول جامعة إفريقيا العالمية ، من أقاويل ، وآراء ، وإفتعال معارك ، ليس فيه كثير معرفة بهذا الصرح التعليمي العالمي ، فالسودان لا علاقة له بهذه الجامعة سوى أنها تقوم على أرضه ، رغم ما أكسبته لنا هذه الجامعة العملاقة من حضور وفاعلية في المشهدين ، العلمي والسياسي ليس داخل إفريقيا وحدها ، بل في كل العالم .
أذكر أنني زرت الصومال في سبتمبر من العام 2011 م ، ضمن وفد سوداني قدم بعض المساعدات لذلك البلد الشقيق ، وكان على رأس الوفد السوداني ، الدكتور نافع علي نافع ، مساعد رئيس الجمهورية آنذاك ، وكانت بداية البرنامج لقاء مع الرئيس الصومالي وقتها ، شيخ شريف أحمد ، الذي إحتفى بالوفد حفاوة كبيرة ، وقال لي من أثق في روايته ، إن قلب الرئيس الصومالي متعلق بالسودان لأنه عاش في الخرطوم ، ودرس بجامعة إفريقيا العالمية .
ليس هذا فحسب ، بل أذكر أنني شاركت بدعوة كريمة من الحكومة المصرية ، ممثلة في وزارة الاوقاف المصرية ، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، في مؤتمر حوار الأديان والثقافات وأثره في تحقيق الأمن والسلم ، والذي خاطبه وزير الأوقاف المصري الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة ، وشارك فيه وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان آنذاك نصر الدين مفرح ، وممثلين لعدد كبير من الدول الإسلامية ، وكانت المفأجاة بالنسبة لي ، إن الكثيرين منهم تخرجوا في جامعة إفريقيا العالمية .
علاقة صاحبكم بجامعة إفريقيا قديمة ، وشاركت في كثير من مناشطها التعليمية والثقافية ، ربما كان آخرها إحتفالاتها قبل ثلاث سنوات بتخريج دفعة كبيرة من كلية الإعلام ، وكما هو معلوم للجميع فإن هذا الصرح التعليمي العظيم ، بدأ في العام 1966 م بإسم المعهد الإسلامي الإفريقي ، وكان يضم المرحلتين المتوسطة والثانوية ، إلى أن تغير الإسم في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري رحمه الله ، إلى المركز الإسلامي الإفريقي ، في العام 1977 م ، ليتم الترفيع في عهد حكومة الإنقاذ السابقة عام 1991م ، إلى جامعة حملت إسم جامعة إفريقيا العالمية .
الآن تدور معركة في غير معترك ، بسبب إتجاه إدارة الجامعة للتخلص من أسطول السيارات القديمة ، وإستبدالها بأخرى جديدة ، وهو أمر تكرر في السنوات الماضية ، وقد قامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا الأمر ، وفي رأيي وتقديري إنه إنعكاس لمعارك داخلية في الجامعة ، بعد أن تسلمت إدارة جديدة برئاسة البروفيسور هنود ابيا كدوف المسؤولية ، وتم إعفاء عدد من العاملين لإسباب تعرفها الإدارة الجديدة ويعرفها الذين تم إعفاؤهم ، والكل يعلم أن هذا الأمر لا يحتاج إلى إذن من وزير التعليم العالي ، أو أي جهة أخرى ، على إعتبار أن الجامعة جامعة أجنبية على أرض سودانية لا تنطبق عليها قوانين الجامعات السودانية .
إذاً من واقع الحال نصل إلى أن علاقة وزارة التعليم العالي بالجامعة علاقة فنية ، وإن الوزير لا يملك سلطة التدخل في إجراءات الجامعة المتعلقة بالتطوير .
بالتحرّي والوقوف على حقيقة الأمر وصلنا إلى أن شروع الجامعة في التخلص من أسطول السيارات القديمة ، سببه أن تكلفة تشغيلها أصبحت عالية ، مع إرتفاع نسبة الإهلاك ، وهذا الشروع في البيع تم إتباع الإجراءات المطلوبة فيه ، من الحصول على موافقة وزارتي المالية والخارجية ، وقد وافقت الجهات المعنية ، ومنحت الإذن بالبيع مع إصدار إذن بشراء السيارات الجديدة .
مثلما ذكرنا فإن هذه المعركة الخاسرة هي من غير معترك ، وما كان لوزير التعليم العالي أن يقحم نفسه فيها قبل أن يطّلع على قانون إنشاء الجامعة ، وقبل أن يعرف حدود علاقته وعلاقة وزارته بها .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى