بيانات

كمال علي يكتب في (بلا ضفاف) ..سيف لعوته….ذهب الصبا بعهوده… ليت الصبابة عاودتنا…

اثار في الحبيب طبيب الأسنان البارع الدكتور يس الامين السباعي وهو يرسل لي إفادة ووثيقة وفاء نادر من لدن الحبيب الراحل الفنان التشكيلي العالمي مكتمل النضج (سيف الدين عبد القادر لعوته) يؤكد فيها اسهام استاذه الفنان وأمير الخط و الحرف و العربي استاذه الراحل الامين السباعي الفاعل في تزكية مداركه واكتشاف مواهبه وتنمية مهاراته الفنية وهو وفاء نادر في زماننا هذا وتعد رسالة الحبيب سيف ايقونة رسايل الوفاء والعرفان وننشر عبقها واريجها أسفل هذا المقال.


وحينما نعي الناعي مغرب امس الرحيل المر الفاجع لنجم النجوم وسلسبيل التشكيل والابداع (سيف لعوته) امسك الحزن بتلابيب الناس من وقع النبأ وفداحة الفقد… الموت حق ولكن رحيل الحبيب سيف يشكل علامة فارقة ولا نزكي على الله أحدا لان امثاله يزينون الحياة ويعطونها حياءها وحيويتها ويرتبون تفاصيلها ويدوزنون ايقاعها بعنفوان منتوجهم الإبداعي اللافت الأخاذ.
وعبقرية سيف ومواهبه تفتقت منذ نعومة اظافره فهو عاشق اكبر للنيل والنهر والليل والقمر وعلى ضفاف النيل يترعرع مثلما ترعرع على ضفاف القلب وزودته بخت الرضا شعلة الحياة التي لا يبخو بريقها بالعلم والمعرفة واعطته شرافة الجدل الرفيع وهيأت له متكأ على حواف القمر ودثرته بشعاع شمس الهب عقله وقلبه وكان له زاد مسير نحو دنيا التشكيل ودهاليز الجمال.
في مدينة العلم والنور وجد مبدعنا ضالته ووجد الحكمة ضالة المؤمن ودلف الي زهرة المدارس… الدويم الريفية الوسطى ورافق العباقرة الان والمتميزين من الدفعه مثلما وجد أساتذة مثل الامين السباعي يصنعون الي المجد ويجعلون التلميذ يرنو الي الشمس المضيئة هازيئا بالانواء وعاصفات الجهل وهكذا سار الحبيب سيف الدين ينهل بنهم من ذاك النبع الذي لا ينضب معينه.

واصل نجمنا مسيرة التألق ولفت الانظار باكرا الي تفرده وتميزه… وفي كلية الفنون الجميل برز مبدعنا الجميل بعد أن وجد ضالته ومسرحه وملعبه فذاع صيته واشرق المكان بضياء منتوجه الفني المحمل بالقصة والملحمة وإلوصف القديم ولقاء السحاب بين الانسان والفكر والطبيعه فكانت مدونته مزينه باكسير الحياة ونضج المشاعر وعنفوان الاحساس.
ترك الأستاذ سيف الأثر النافع والبصمة وتراتيل الجمال عبر لوحات سكب فيها عصير روحه الشفيفة القلقة متبتلا في كهف العلوم وغار التشكيل وعم صيته السمح البدو والحضر ونالت معارضه الاستحسان والاشادة والثناء وكثيف الزوار والحضور وانتشر عالميا حتى منصات التتويج في كوكب اليابان وكان السوداني الوحيد الذي صافح امبراطورها وظفر بجائزة عالميه تسلمها منه يدا بيد وعرفانا بعرفان. وذاع صيته العالمي واشتهر مليا لكنه أثر ان يبقي على تواضعه وبساطته ورقته ولم تسرق براءته الدنيا وبذخها ولمعها الخلب فعاش بسيطا خفيفا يتسامي فوق الجراح قابضا على جمر مشاكله وقضاياه الخاصة وكان يطوي الضلوع على أوجاعه… لا يبوح ولا يتذمر مواصلا كفاحه المقدس مع مشوار الحياة اليوماتي بوجعه ورهقه وعنته… كان عفيفا… فيه عزة نفس عز مثيلها في هذه الأيام فهو سليل الطيبين الانقياء أصحاب القلوب الصافيه
كان لا يبيع لوحاته لانه عنده عزيزة وغالية وهي أنفاسه ومشاغله وضؤ روحه… تعرض للفرجة والتمتع بتفاصيل الجمال والبحث والتأمل… لا يبيع مهما غلا الثمن وارتفع السعر برغم ضراوة العيش واوضاع الدنيا وضجيجها وصخبها والفقر المرافق لنا ليل نهار.
معرض دايم متنقل للوحات التي رسمها العبقري السيف مقترح ينبغي أن يرى النور قريبا بعد أن يتبناه زملائه ومعارفه وتلاميذه وعارفي فضل فاريج الرجل ينبغي أن يعطر الناس ويعبق في البيادر والبنادر والسهل والساحل والغابة والصحراء مرددا كما كان يردد السيف. ذهب الصبا بعهوده… ليت الصبابة عاودتنا….
تعازينا للدويم التي أنجبت ورعت واحر التعازي وصادق المواساة الي كل اهله وإخوانه وأخواته وأسرته الصغيرة وذريته الصالحة بإذن واحد أحد وكل معارفه وزملائه واصدقائه ولوحاته ونقدر للراحل سالف وجميل ماقدم واعطي واضفي وأضاف.
الف رحمة ونور على مرقده.. وسلام على النجم الثاقب (سيف اللعوته) في الخالدين.
واحمد لله.
وبين يدي ماكتب الراحل نطالع التالي….
هكذا كان الوفاء عند النجم الراحل سيف لعوته.ممنووون وشاكر كتير يا دكتور يسن .. ( أستاذ وتلميذ .. أصدقاء منذ البداية ) .. الصورة دي ليها معني كبير في نفسي ,, صورة تجمعني بأستاذي الذي علمني معني ” الفن ” وسحره الأخاذ , وأنا صبي يافع في المدرسة الريفية المتوسطة بمدينة الدويم العريقة ( مدينة العلم والنور ) – ولا أزال أتعلم منه الكثير – ” أستاذ سباعي ” أستاذ التربية الفنية – حينها – الفنان العلم الآن ( محمد الأمين السباعي ) , فنان الحروفية شديد التميز . خطاط لم تهدأ أقلام البوص عنده لحظة واحدة ومن أزمان بعيدة حتي وصل بها مقام مشهود به علي نطاقات واسعة .. وهو أيضا ملون شديد الحساسية للون مما مكنه من الجمع بين الفنيين علي السطوح المختلفة , فجاءت لوحاته غاية في الروعة والإبداع .. متع الله أستاذنا الجليل ” سباعي ” بالصحة والعافية وأدام عليه نعمة الإبداع المتواصل .. ولنا عودة فالموضوع مهم ولا يمكن أن يمر هكذا .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى