الأخبار

سخط الأطراف والهامش .. حقائق افرزت صراعات متجددة

على نحو مزعج باتت أطراف السودان البعيدة تتحرك بدافع تهميش المركز لها ويعتقد مراقبون أن الواقع يؤكد بان لاةسيطرة للسلطات على ما يحدث في المناطق الطرفية في الوقت الذي تندلع فيه حرب حقيقية في دارفور وجنوب كردفان ويروح ضحيتها العشرات كما حدث في منطقة كولقي بشمال دارفور مؤخراً، وسبقتها منطقة قدير بجنوب كردفان،ظهرت إلى سطح الأحداث من جديد أزمة الشرق وتمظهرت في ولايات البحر الأحمر وكسلا.
حيث تطالب قبيلة البجا ممثلة في المجلس الأعلى للبجا الذي يقوده الناظر سيد محمد الأمين ترك، بتمثيل عادل للقبيلة وللشرق عموماً في اتفاف جوبا الذي حدد مسارات من ضمنها مسار الشرق ولم يتم إشراك قبيلة البجا الكبيرة وذات النفوذ في الاتفاق في جوبا واعتبرته غير شرعي.
ووجه ممثلوها نداءً متكررا للسلطات لعقد مؤتمر مع قادة شرق السودان ومناقشة جميع المشاكل الخاصة بالإقليم الشرقي.
ويقول الاستاذ طاهر اوشيك الخبير في شؤون شرق السودان ان قضية الشرق ح حقيقية ومطالبه مشروعة ولكن قادة الحكومة في الخرطوم يتظاهرون بعدم سماع هذه الأصوات التي تعبر عن صوت الشرق وأضاف ان التجاهل غير مجدي ، ولن يتم حل المشكلات من تلقاء نفسها فهناك الكثير منها في مختلف أنحاء السودان، وقال إنه طالما أن السلطات لا تريد حل مشاكل هذه المناطق ، فإن أهلها أنفسهم سيحددون مستقبلهم ومصيرهم وأشار إلى بروز أصوات متعددة تطالب بتقرير مصير الشرق وقال إن هذا الأمر يمثل خسارة وتفتيت لوحدة السودان والمركز يتعامى هذه الحقائق حتى يلحق الشرق بالجنوب القديم .
الأحداث الأخيرة وتصعيد قبيلة البجا و قطع الطريق الذي يربط الخرطوم بالبحر الأحمر حسب مراقبون تمثل مؤشر واضح على مدى توتر الوضع وسوف تزداد الأوضاع سوءاً في المستقبل القريب ، قد يؤدي ذلك إلى حقيقة تقسيم السودان إلى عشرات الأقاليم والدويلات المستقلة وسيزول البلد الواحد الكبير من الخارطة .
وتساءل المراقبون حول هل تفكر الحكومة المركزية وقادة المجلس السيادي رئيس أعضاء مجلس الوزراء أم أن إهتمامهم لايتجاوز نطاق حكم الخرطوم والصراع حول المحاصصات والسلطة بالمركز؟ وهو سؤال جيد ومهم وسؤال الوقت الإجابة عليه تحدد بقاء السودان موحداً أو تفتيته وتمزقه وسط مخاوف حقيقية تبرز في هذا الصدد من الحادبين على وحدة البلاد وشعبها ومواردها .

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى