تقارير

كالمستجير من الرمضاء بالنار السودانيون امام السفارة بالقاهرة ..مشاهد غير آدمية

كتبت ..نشوى محمد عبدالله فضل

انتقل ربع اهل السودان بين ليلة وضحاها إلى دولة مصر هربا من الظروف المعيشية الصعبة ، لكن حقيقة انتقلت معهم معاناتهم إلى هناك ،ولكن بأوجه أخرى .. كيف لا وجهاز حساس وجد لتنظيم شئون دولة بالخارج فاذا به يفتقد إلى التنظيم فى كل معاملاته،حقيقة ،عندما تسأل عن سودانى ، اضطرته الظروف للذهاب إلى سفارة السودان بالقاهرة فإنه لا يشتكى لك أولا عن الصفوف المهينة السودانيين فى بلد غريب..ولا عن معاناة الأنتظار وبطء الخدمة..
انما يشتكى لك عن صلف وغرور وتعالى غير مبرر من طاقم السفارة تجاه السودانيين من بني جلدتهم ،والجميع يتساءل فى ألم لما تلك المعاملة..؟ !
عندما يذهب السودانى إلى سفارة السودان بالقاهرة ،لأي سبب خاص باستخراج ا و تجديد جواز اوبطاقة عليه أولا الوقوف فى صفوف طويلة مبهمة مجهولة، لأن لا أحد يعرف إلى ماذا والي اين يؤدى الصف الذى تقف فيه من بين ثلاثة أو أربعة صفوف تكون انت فى آخرها وما عليك إلى أن تقف فى نهاية اىصف ، لأنه غالبا عندما تصل الشباك ستجد نفسك فى فى المكان الخطأ لتقضى اليوم كله من زحف إلى زحف..
فى سفارة السودان بالقاهرة يحصر الامن المصري المئات من السودانيين امام سفارتهم فى مثلث ضيق حتى لا يتم إزعاج سكان الحى الراقى وإغلاق الشارع ..اذا عليك أيها السودانى ان تستخدم جراج الفيلا المتهالكة ( مقر السفارة الحالي) المخصص كاستقبال ،دون منور دون فتحات التهوية، سوى أجهزة تكييف معطلة اكل الدهر عليها وشرب، انت والمئات تنتظرون فيه وقوفا ، حيث انك لا تستطيع معرفة شكل الأرضية التى تقف فيها بالساعات من شدة الزحام.. ويكتمل المشهد المهين عندما ترى بعض كبار السن يقفون فى الهجير او فى ذلك الجراج المسمى استقبالا ووالذى يوجد بداخله عدد قليل من المقاعد تحتلها النساء ، الجميع تجده صابرا علي الوقوف والانتظار فى الحر لساعات تتجاوز الثمانية بقليل ليسمع اسمه من داخل مبنى السفارة المكيف بالداخل ليكمل طلبه ،خلال ذلك وفى ساعات الانتظار المهينه ،انظر فقط إلى مظاهر الكر والفر ،عند محاولة جمع السودانيين المنتظرين فى حيز ضيق حتى لا يتجمهروا بالقرب من المساكن فىحى الدقى العريق بالجيزة حيث موقع السفارة،بلا ماء سوى مبرد واحد قديم مهترﺉ مقزز،لا يستخدم الا لغسل الايدى ولا حتى دورات مياه ولااماكن للاستقبال فقط فى ذلك الحر يقف المئات من السودانيين ومعهم جنسيات من دول أخرى فى انتظار قضاء احتياجاتهم فى منظر لا يليق بواجهة بلد كالسودان، الموظفون بالداخل يستمتعون بكافة الخدمات ،دون يفكر قائم بالامر ان يتم انشاء اماكن محترمه لهولاء مجهزة بالخدمات فقط على الأقل من ريع تلك الرسوم المليارية التى تأخذها منهم السفارة

لقاء تقديم الخدمات وبرسوم خيالية كاغلى جواز فى العالم مبلغ ١٦٣٠جنيه مصرى اى ما يعادل ٤٨ و٩٠٠مليون جنيه سودانى،تكون محظوظا جدا اذا حصلت على جواز او غيره ،ذلك لأنك لا بد ان تكون قد مررت بعدة مراحل قبل ذلك ،أولا يتم فقط اختيار عدد ١٥٠ شخص فقط من الجماهير السودانية الموجودة امام السفارةهناك لإجراء معاملاتهم، خلال ذلك يطلب منك الحضور فى يوم اخر محدد فى الساعة الثامنه صباحا ،عندها من الطبيعى ان تحضر مبكر اإلى مقر السفارة فى حوالى السابعة او السابعة والنصف لتتفاجأ ان الموظفين لا يأتون الا فى التاسعة ثم بعد ذلك تضطر إلى الحضور أكثر من إحدى عشر ة مرة وفى هذه الصفوف البائسة والوقوف المضنى ،بالساعات شيوخا وشبابا ،تعطيل للأعمال إضاعة للوقت بشكل غير عادى، ليتجدد الموعد المضروب من اسبوع إلى أسبوعان وثلاث حتى يكتمل الغرض .. الا من واجهة للسودان افضل من هذا.؟! الا من كرامة لهذا المواطن الهارب من جحيم الظروف الاقتصادية فى بلده ليستجير برمضاء الغربة والبعد عن الوطن والأهل..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى