أعمدة

“بينما بمضي الوقت” .. أمل أبوالقاسم في بيت الكاردينال (كلنا أهل)

رغم ما يحدث من فرقة وشتات حد الاقتتال والحروب التي أودت بحياة الآلاف، وتزايد وتيرتها سيما في الآونة الأخيرة وتشعبها حتى بلغت مناطق كانت عصية على هكذا امر بالغ الخطورة، رغم ذلك تعجبني اللحمة والتماسك المجتمعي وهي السمة البارزة للسودانيين والشيمة التي يعرفون بها على مستوى العالم أجمع، حتى تلكم المناطق والقبائل التي تتناحر تتميز بطيبة وكرم غير محدود، ما يشي بأن الأمر فوق ارادتهم وإن ثمة إيدي ترمى بعود الثقاب لتزيد الاشتعال وتلهب الفتنة.

قلت انه ورغم النزاعات إلا أنهم يتميزون باللحمة وقد تجسد ذلك في مواقف لا حصر لها آخرها مبادرة د. اشرف سيد أحمد الكاردينال الرامية لرتق النسيح الاجتماعي ونبذ آفتي العنصرية وخطاب الكراهية وقد استشرتا في المجتمع كانتشار النار في الهشيم بفعل آليات عدة توفرت لها، وقد وصفها الكاردينال خلال جمع وطيف مجتمعي واسع بالتوأم السيامي المشوه.

ورغم ان هناك عدد من المبادرات والورش والحراك الواسع لمحاولة وأد هاتين الآفتين بتنظيم العديد من الفعاليات بعضها برعاية خارجية وأخرى محلية وطنية إلا ان مبادرة ( كلنا أهل) أو كما اطلق عليها الكاردينال تميزت بانها استهدفت أهل المصلحة أو قل المعنيين أهل الوجعة واهلهم من جميع مناطق السودان كممثلين لها.

وللحق وانا اتابع مداخلات الحضور الذين أتوا من كل فج عميق شرقا وغربا،شمالا وجنوبا ووسطا، تلمست رغبة حقيقية في محاولة رأب صدع الوطن جراء الانقسام بسبب خطاب الكراهية المتعمد بفعل ايادي تعبث بأمنه واستقراره حتى يصبح لقمة سائغة للالتهام ،والا ما الجديد الذي طرأ على مجتمعنا المتماسك وحتى وقت قريب كان أهله منصهرون عبر التزاوج أو الاجتماعيات المعهودة بينهم، وحتى مشكلاتهم المتعاظمة تحل تحت ظل شجرة بالجودية، بما في ذلك مشكلة ابيي، هذا بعيدا عن النزاع في دارفور المتاصل وبدلا من ان تطفي ناره اتفاقية السلام استعرت أكثر بفعل ذات المسببات.

افترع الحديث في امسية الأمس السيد اشرف سيد أحمد الكاردينال، وقال كلاما طيبا وشفافا لا يخلو من حماس يدعو لقتل هذا المسخ المشوه الآن اي من خلال المبادرة المحضورة التي دعا لانزالها الى أرض الواقع.
وكبداية دعا لإنشاءصندوق للتعويض الفوري لكل متضرر جراء النزاع والحروب، وهو ما ثمن عليه الجميع بما توفر لديهم من مال.

أهم ما قال به الكاردينال برأيي هو ضرورة الذهاب بالمبادرة لسدرة المنتهى، وتنبع الأهمية كون جميع المبادرات التي لا نشكك في نواياها ومصداقيتها لم تتحرك أو تحرك القضايا الشائكة قيد أنملة، ليصبح مجهودها محض لغو ربما بفعل عثرات، لكن أن نفذ الكاردينال وعده الذي قطعه أمام الجميع وساندوه بذات حماسه فربما أصابوا نجاحا ولو قليل رغم أن القضية معقدة، لكن مشوار الميل يبدأ بخطوة.

وقد استشهدت الدكتورة تابيتا بطرس بقضية جنوب افريقيا ورواندا وكيف أنهم حاربوا خطاب الكراهية والعنصرية بالدراسات العلمية حتى خلصوا لنتائج مبهرة نشاهدها ونراها الآن رأي العيان.

القضية كبيرة والخطب جلل وبلادنا تنزلق نحو الهاوية جراء الفتن التي تؤججها الميديا ويساعد في تصاعد دخانها ومن أسف الإعلام بعد أن تخلى البعض عن مهنيته وأصبح يدس السم في الدسم بدس أجندته السياسية التي غلبت في الآونة الأخيرة على الوطنية، وان تعاون الشرفاء منهم والوطنيين في إفشال مخططهم والمساعدة بل النفرة في محاربة خطاب الكراهية لاستصلنا نسبة خمسين في المائة من هذا الداء العضال وأنساب عمل المبادرات الرامية للاستقرار.

امنيات صادقة أن تتنزل مبادرة ( كلنا أهل) إلى أرض الواقع في القريب العاجل فليس بعيد على الله تحقيق المعجزات دعك من أمر يحتاج فقط لقوة الإرادة وقد توفرت بحمد الله لدى المجتمعين أمس.

امنيات صادقة أن تنعم بلادنا بالأمن والاستقرار وان تنهض من وهدتها بأيدي بينها الخلص.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى