أعمدة

جمال عنقرة يكتب في (تأملات) .. مريخاب .. مع الكاردينال

أن تكون لدي علاقة حميمة، وصلة غريبة مع هلالابي، لا أجد في ذلك غرابة، ولا أظن أنه يوجد أحد يعرفني يستغرب ذلك رغم مريخيتي القحة، فحياتي كلها تقوم علي التواصل مع الناس جميعا بلا استثناء، ولعل ذلك سر تمدد علاقاتي طولا وعرضا وعمقا، مع كل أطياف ومكونات الشعب السياسية والفكرية، والقبلية والجهوية، والدينية، والمذهبية، والرياضية وغيرها، وفي الهلال أحتفظ بسجل علاقات عميقة جدا يعرفها كثيرون، نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر، الزعيم الطيب عبد الله، والحاج التجاني محمد إبراهيم، والمدهش عبد الرحمن سر الختم، والريس عبد المجيد منصور، والفنان صلاح إدريس وشيخ العرب يوسف أحمد يوسف، والكابتن أحمد دولة، والكابتن علي قاقارين، والكابتن شوقي عبد العزيز، والكابتن عمر النقي، والدكتور كرار التهامي، والزملاء عبد المنعم شجرابي، ومحمد أحمد دسوقي، ورمضان أحمد السيد، وهذه أمثلة محدودة جدا لعلاقات استمرت لعشرات السنين، لا تحدها حدود، ولكنها علاقات خارج دائرة الهلال، أما الكاردينال فعلاقتي معه غير.
فالكاردينال جزء من صلتي به، من صلته بالهلال رئيسا فعل ما لم يفعله غيره، ورغم أن السودانيين يقولون “حواء والده” لكنني لا أري في الأفق المنظور من يمكن أن ينجز معشار ما انجزه الكاردينال، ويكفي الكاردينال “الجوهرة الزرقاء” ويكفي الجوهرة الزرقاء أنها أصبحت الآن الملعب السوداني الوحيد المعتمد لدي الكاف، ولولا الجوهرة الزرقاء لاضطرت المنتخبات القومية وكل الفرق السودانية لخوض مبارياتها التنافسية خارج السودان، وفك الله أسر حبيبنا مولانا أحمد هارون الذي بني قلعة شيكان بمواصفات عالمية عجز كل الذين تعاقبوا علي حكم ولاية شمال كردفان في المحافظة عليها، وحسب علمي أن نواقص قلعة شيكان لتلحق بالجوهرة الزرقاء ملعبا معتمدا لدي الكاف محدودة جدا، وتلك رسالة لأمل كردفان قائد الهجانة البطل اللواء الركن فيصل محمد الحسن لطرح مبادرته لإستكمال نواقص قلعة شيكان ولا يساورني أدني شك في أن الكاردينال سيكون أول المستجيبين، وهو حتما سيجد الرعاية والسند من أبناء كردفان القادة العسكريين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة، وسيادة الفريق الركن يس إبراهيم يس وزير الدفاع، وسيكون ذلك إمتحان حقيقي لأبناء كردفان الداعين إلى منبر كردفان، ولغيرهم من الكردافة الناس القيافة عبر منابرهم وملتقياتهم وكياناتهم العديدة المتعددة.
يعلم أخي الحبيب الدكتور اشرف سيد أحمد الكاردينال أنني سعدت جدا بتخليه عن رئاسة نادي الهلال، ويعلم القريبون منه وفي مقدمتهم أقرب الأقربين الغالية العزيزة فاطمة الصادق أني كنت قد أشرت له قبل فترة بضرورة تجاوز مرحلة نادي الهلال، ذلك أن الكاردينال مهيأ لأدوار وطنية وقومية وانسانية وتنموية أعظم من ذلك بكثير، رغم أن رئاسة نادي عظيم مثل الهلال والمريخ، قد تكون أعظم من رئاسة وزراء السودان، لا سيما في زماننا هذا الذي “هانت فيه الزلابية” والكاردينال مثله قليل ونادر – إن وجد – ولم أجد في هذا الزمان من يصدق عليه القول “تنفق يمينه بدون ما تعرف حسابه شمال” ولم أجد إنسانا يضرب عرض الحائط بالقول “الجود يفقر والاقدام قتال” مثل الكاردينال، ودائما ما اضرب مثالا لانفاقه بما كان يدفعه لعلاج مرضي برنامج “بنك الثواب” في قناة الخرطوم الفضائية الذي يعده ويقدمه حبيبنا المتميز الكردافي القيافة عبد الله محمد الحسن، فلقد ظل الكاردينال ولعدد من السنوات يتبرع لهذا البرنامج شهريا بما لا يقل عن مليون جنيه سوداني، والتي هي بلغة أهل السوق مليار، وتلك أيضا فرصة طيبة لابعث للكاردينال دعوة علي الهواء مباشرة لزيارة أعظم مستشفي في السودان، تحت قيادة أعظم مديرة، يعاونها أعظم فريق عمل متكامل، هي مستشفي أحمد قاسم الذي تديره الدكتورة هدي محمد الحسن، ينقذون يوميا أرواح العشرات من مرضي القلب والكلي، وليت الكاردينال يسد خانة حبيبنا الدكتور جمال الوالي – رد الله غربته – فلقد كان جمال الوالي، وأحمد الشايقي من أكبر الداعمين لمستشفي أحمد قاسم، ولا شك أن الكاردينال سوف يسد مكانهما ويزيد كثيرا بإذن الله تعالي.
وقبل أيام طرح الكاردينال مبادرته المتميزة “كلنا أهل” وضاقت ساحة بيته الرحبة الفسيحة بممثلين لكل أهل السودان بلا استثناء، وفي ذاك اليوم اطمأنت قلوب الحاضرين – وأنا أولهم وأكثرهم – ان الكاردينال سوف يقود مبادرة تقود السودان إلى بر الأمان، ومع ذلك عندما أعلن ترشحه لرئاسة نادي الهلال، رحبت بذلك، رغم أن كثيرين يرون أن رئاسة نادي الهلال قد تصرف الكاردينال عن ما تعلقت به قلوب كثير، ورغم أن شأن الهلال لا يهمنا نحن المريخاب، ولكن إذا نظر الناس بالطريقة التي يفكر بها الكاردينال، وهو دائما يفكر خارج الصندق، وهو قطعا يفكر في عهده الثاني أن ينجز أعظم من إنجازه الأعظم الجوهرة الزرقاء، ومثلما كان خير الجوهرة للرياضة عموما وللسودان أكثر من خيرها للهلال، فإن خير ما يحتقب الكاردينال من مشروعات للعهد القادم سيكون للسودان أكبر من خيرها للهلال، فهنيئا للهلال والهلالاب بالدكتور أشرف الكاردينال العائد للرئاسة بطموحات عظيمة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى