أعمدة

طارق عبدالله يكتب في (المحجة البيضاء) .. خطاب الكراهية ..البركة الساكنة

*أقام المركز السوداني المستقل للدراسات الاجتماعية والاستشارات ورشة ناجحة ومهمة عن “خطاب الكراهية وأثره على النسيج الاجتماعي في السودان طرح فيها عدداً من الأوراق العلمية التي ناقشت الظاهرة التي تفشت مؤخراً وسط المجتمع السوداني بصورة مقلقة بعد نجاح الثورة السودانية حيث تمكن السياسيين من السيطرة على قيادة الثورة بث خطاب
قائم على الكراهية والحقد والبغضاء أبتداءاً من (اي كوز ندوسوا دوس) وماصاحبه بعدها من شعارات لتقليص عدد المقتسمين السلطة واقصاء الاخرين فقد كانت آثار ذلك الخطاب عودة النعرات القبلية والخلافات حتى وصلت لداخل الاسر لتفرق بين الابن وابيه والجار وجاره .

*عالجت الورشة تلك الظاهرة بصورة علمية ووضعتها على طاولة التشريح لتثبت أنها أكبر مهدد للوطن وللشعب وإن كانت الظاهرة لها جذورها الخارجية كواحدة من أساليب المؤامرة على الوطن من خلال النظرية القديمة المتجددة (فرق تسد ) وفي تقديرى أنها نظرية ناجحة بدليل الحالة التي يعيشها السودان حالياً من خلافات متشعبة و(لايفات) تبث يومياً لترسيخ خطاب الكراهية والعنصرية من مجهولون يعبئون المجتمع في انتظار الانفجار وتدمير الوطن للحاق بالدول التي سقطت في هوة ذات المؤامرة ، وهناك العشرات من العبر لدول إنتهت وتشرذمت وتشريد مواطنيها بين نازحين ولاجئين .

*الطريقة الصحيحة لايقاف مثل تلك المهددات هي توعية المجتمع بما يحاك حوله من مؤامرة ولفت انتباهه وهي مسئولية تشاركية للعديد من المؤسسات تختلف حسب نوعيتها بيد أن مراكز الدراسات والاستشارات تقدم المعالجات والحلول من خلال توصيات العلماء والمختصين لذا نأمل أن تجد توصيات ورشة المركز السوداني المستقل للدراسات الاجتماعية والاستشارات الاهتمام من القائمين على أمر المحافظة على المجتمع السوداني ويمكن هذا ماقاله الخبير الإعلامي البروفسير علي شمو في ذات الورشة

*تبقى أن هناك مسئولية جسيمة على اجهزة الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية والدينية في مناهضة هذا الخطاب الذي يقود السودان للانزلاق فاذا كان المركز السوداني قد رمى حجراً في البركة الساكنة فقد دعا تلك المؤسسات لالتقاط القفاز والمضي قدماً في توعية المجتمع لتلك الظاهرة الخطيرة والمعدة من الخارج فليست
هناك مصلحة في الخلافات بث الكراهية بخطاب عنصري وجهوي

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى