مقالات

٣٠ يونيو .. كشف الخيانة الوطنية بقلم : فاطمة لقاوة

السودان دولة ذات موقع إستراتيجي وأرضها تحمل كنوز في ظاهرها وباطنها-(موارد بشرية ومادية)-لذلك ظلت محط أنظار المجتمع الدولي ،وبؤرة صراع وتنافس مستمر منذ الأزل.
وما يدور في السودان له إرتباطات عديدة ،وهناك آيادي خفية تُحرك مؤشر الصراع في السودان،وتسعى إلى تزكية نار الفُرقة والشتات بين المكونات الإجتماعية والسياسية.

واهماً من ظن أن التغيير في السودان ممكن أن يتم بعيداً عن المؤثرات الخارجية المرتبطة بدول الجوار -(مصر،أثيوبيا،تشاد،جنوب السودان) – والدول الإقليمية -(السعودية ،الأمارات ،بعض دول الخليج الآخرى ،تُركيا)- والدول التي نصبت نفسها سيدة على العالم ،وبينها صراعات سياسية خفية وحرب باردة مستمرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية -(روسيا،أمريكا،الصين،كوريا،الهند،باكستان ،فرنسا ،إسرائيل)- ومازالت منقسمة إلى محاور شبيه بالإنقسامات السابقة والتي قادت الى الحربتين العالميتين السابقتين.
المؤسف حقاً :أن السودان منذ الإستقلال لم ينعتق ساسته من التبعية العمياءوالولاء الخارجي،لذلك ظل السودان في حالة الصراعات والنزاعات المستمرة التي أنهكت خزينة الدولة السودانية وجعلتها راكعة مسلوبة السيادة الوطنية. مفتقدة للإرادة وإتخاذ القرارات المتعلقة بالمصلحة العُليا للوطن.
ثورة ديسمبر المجيدة إقتلعت نظام الإنقاذ الفاسد ومفسد ،ولكن سُرعان ما تسلق الإنتهازيين ظهر الثورة،فأفسدوا الإنتقالية وعجلوا بوأدها ،وما زالوا يحملون معاول الدفن ويكيلوا تراب عليها .
علمنا التاريخ القديم والحديث،أن الخيانة الوطنية موجودة عند الكثيرين وممارسة بين الخصوم السياسيين في الصراعات السياسية ،وإن مُعظم النُخب السياسية في ما يُعرف بالعالم الثالث تُمارس الخيانة الوطنية من أجل كسب مصالح حزبية أو شخصية غير آبهة بالثوابت الوطنية المُتعارف عليها بين المجتمعات.
السودان اليوم يمر بمنعطف يُعد الأخطر تاريخياً ،وأن المجتمع الدولي غير صادق في تعاطيه مع الشأن السوداني -(اللجنة الثلاثية)- والتسويف المتعمد والإقصاء المُمارس في إدارة الحوار المزعوم ،والمراوغة التي يستخدمها “فولكر” وإنحيازه الواضح إتجاه بعض الأحزاب والشخصيات تُبين أن هناك أمراً ما يُدبر وخيانة وطنية ممارسة ضد الوطن وسيادته ،وقد يقود السودان نحو هاوية الصراعات والإقتتال الأهلي في ال ٣٠من يونيو القادم ،إن لم يفطن الشعب السوداني الذي وحدت أحداث الفشقة وجدانه وفتحت بصيرته.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى