مقالات

لواء شرطة م عثمان البدوي يكتب : قيد في الأحوال30 يونيو.. و”الساقية لِسّا مدوِّرة” !!

ثلاث سنوات من شعار (تسقط بس)، لايهم ما بعده.. المهم سقوطها ! .. وثمانية أشهر من مغادرة رئيس الوزراء د حمدوك “دون تسليم وتسلِّم” ، يعني غادر حمدوك و”حمدو في بطنو ” ! والمحمدة الوحيدة في نفسه ، أنه أتى بالبعثة الأممية !! ، ومن يومها أمسينا بدون رئيس وزراء ودون حكومة مُعيّنة ، و”شُغُل بعليقة شدّة و”رِزق اليوم باليوم”! وأكثر من ثلاثمائة مسيرة يسيِّرها الشباب ، يدفعون مهرها غالياً، وحتى أمس ، حين يُقدِّمون ويؤهِّلون مع كل مسيرة وسيرة ( عريس) و(عريسين) و (ثلاث) و (سبعة) .. رحمهم الله رحمةً واسعة وألهم آلهم الصبر الجميل. وللأسف الشديد أمسى القتل يزداد كل عام ، وخاصةً في مثل هذه الأيام ، دون مراعاة لحرمات هذا الشهر الحرام !.هذا خلاف ماتم من ماضٍ قريب فظيع أليم ، ومئات الجثث التي فاحت روائحها خارج مشرحة بشائر ، والتي لم تُعرف نتائج تحقيقها حتى الآن !.

يحدث ذلك في ظل قوي سياسية نحسبها جميعاً ، وقلوبها شتّي !! ، قوي الحرية والتغيير “المركز”.. وقوي الحرية والتغيير “الميثاق” و”الجبهة الثورية” و”القوى الوطنية” و”لجان المقاومة”. معظم هذه المكونات السياسية ترفض الجلوس مع الشق العسكري بألّا تفاوض ولا شراكة ولا شرعية ، والغريب في الأمر أنه لا يوجد هناك أدنى درجات التنسيق والتفاهم بين “لجان المقاومة” المحرِّك الأساسي لأؤلئك الشباب، وبين كل القوى السياسية، ومنذ قيام ثورة ديسمبر لم تجلس لجان المقاومة مع هذه القوى السياسية، بل لم تسمح لها بمخاطبة مسيرات الشباب في الشارع ، حين حاول بعض قادة الأحزاب أن يتسلّل ويجد له منبر مخاطبة ، رفضه الشباب وطرده شر طردة !! ،. بل لم تجلس تلك القوى السياسية فيما بينها لتوحِّد رؤيتها من محض إرادتها الوطنية السودانية… المَرّة الوحيدة التي جلست فيها، أجلسها ” الألفا” السيد “فولكر” عبر ما سمّاها “آلية ثلاثية”، بتوجيه من السيدتين “السفارتين”!،وحتى الجلوس انحصر على أحزاب بعينها !، وكانت النتيجة صفر كبير ! .

الآن.. ليس هناك قوي سياسية مؤثرة وقادرة على استلام السلطة مالم تتوحّد … هي مثل العُمد بلا أطيان ولا جمهور ، ومن أين تأتي بالأطيان والجمهور ومعظم أحزابنا لم يستطع إقامة مؤتمر عام واحد يختار فيه مكتبه ورئيسه ؟!… وفاقد الشيئ لا يعطيه.. أحزاب تطالب بالشرعية ،وبعض زعمائها لم تأتي بهم تلك الشرعية المفتري عليها ! .

إذن القوى الفعّالة والمؤثرة في الساحة اليوم ، هي الشباب ، وهي التي تغلق منام السلطة القائمة الآن، حين عجزت الأخيرة عن صدّها بالحاويات الثقيلة الضخمة ! …وأمس نشاهد هذا الشباب الثائر يزيح تلك المتاريس الحكومية الحديدية الفولاذية !! ومحاولة عبور كبري المك نمر !!، الذي هو أقرب الكباري لشارع القصر !.

هذا الشباب الذي تقوده لجان المقاومة ، هدفه الوحيد دخول القصر .. لكن ماذا بعد دخول القصر ؟!… هل أعدّت لجان المقاومة ورتّبت نفسها.. ومع دخولها القصر لتقول للمكوِّن العسكري “أنا لها” لتسلِّمهم أسماء لحكومة تستلم السلطة، وتدير ماتبقّي من فترة إنتقالية وبالتالي إكمال هياكل الدولة ؟! ، أم … ومع لحظة دخول القصر تبدأ الفوضى ويعم الخراب والدّمار كل الخرطوم .. وتنتقل العدوى للمدن والأرياف.. ويختلط الحابل بالنابل، كيف لا إذا كان القصر الجمهوري “مكان دفّة الحكم” قد دخله الآلاف !.. وبالتالي لن تستطيع السلطة التعامل مع هذه الآلاف بالنار .. لأنها إنْ فعلت سيكون (الفخ) وستكون الإبادة الجماعية التي تخطط لها بعض المخابرات الدولية منذ زمن بعيد ، لتعلن أنّ السودان دولة فاشلة، ودخول قوات أجنبية، تحت الفصل السابع، تحفظ أمن البلاد ، وبالتالي ظهور قوات ومليشيات تقف في وجه الاستعمار الجديد ، وتبدأ الحرب كما هو مُخطّط لها وكما ينبغي ! .

وينتقل المشهد السياسي الدموي من سوريا للسودان.. نفس الملامح والشبه … وذات الحديث الذي قاله المسئول الأممي فولكر في سوريا بعد خرابها قبل سنوات… وإلى مضابط بعض الحوار الذي أجرته عربية d w يوم 13 مارس 2014 ،حيث قال عند السؤال ! :

() عربية dw :
سيد فولكر : كيف تغيّرَ موقفك اليوم حول سوريا عمّا كان عليه من قبل ثلاث سنوات؟

+ فولكر :
قبل ثلاث سنوات لم أكن أتصوّر أننا سنضطر لمناقشة هذا السؤال اليوم، كنت يومها مقتنعاً تماماً بأن الإنتفاصة في سوريا ستقود خلال وقت أقصر بكثير، خلال سنة ربما، إلى تغييرات جوهرية في سوريا.. ولكني اليوم متشائم جداً، أعتقد بأننا سنضطر خلال السنوات القادمة إلى مشاهدة تطور الأزمة والنزاع في سوريا.

() عربية d w :
وبماذا تعلِّل تشاؤمك هذا؟

+ فولكر : أعلِّله بعدّة أسباب منها :أنّ القوى الفاعلة، سواء المحلية منها أو الإقليمية، وكذلك المجتمع الدولي ، ليس لديها استراتيجية حقيقية حول وضع أهدافها موضع التنفيذ ، وكذلك عدم قدرة هذه القوى على التوصل لحلول توافقية .

() عربية d w :
هل ستؤثر الأزمة الأوكرانية على الوضع في سوريا ؟

+فولكر :
أجل، أعتقد أنّ الأزمة الأوكرانية ستؤثر على الوضع في سوريا، وأخشى أن يكون هذا التأثير سلبياً، لأن الأزمة الأوكرانية ستجعل التوصل إلى توافق دولي بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر صعوبة. الحل في سوريا يتطلب توافقاً بين الرياض وطهران على الصعيد الإقليمي، وهذا التوافق غير متوفر حالياً، وهذا يعني أنّ الحل سيتأخّر لسنوات، وأنّ سوريا تحوّلت إلى ما يُسمّي بالحرب المنسيّة بالنسبة للمجتمع الدولي .

إنتهى جزء من حوار السيد فولكر .

والآن، المشهد واضح و الرؤية أضحت هي الحقيقة بلا انتظار! …. ولا سبيل ولامناص إلّا بالتقاء كافة القوى الوطنية الحريصة على سلامة وأمن السودان، بسياجٍ من روح الوطنية المخلصة السمحة الباذلة بأن تجتمع اليوم ، وتتفق على رؤى واضحة، أهمها تشكيل حكومة من كفاءات وطنية تدير دفّة البلاد خلال ما تبقّى من فترة إنتقالية، أو تمديدها حسب ما يتفقون عليه، ثم يقدمون هذا المطلب للمكون العسكري بأنهم جاهزون لاستلام السلطة، وعليه التسليم ، وبالتالي يتم التأكد تماماً من جدّيّة المكوِّن العسكري من عدمها .

ويادار ما دخلِك فولكر !

اللهم وبركات ونفحات هذه الأيام الطيبات احفظ أرض السودان وشعب السودان من كل سوء وشر .

لواء شرطة م
عثمان صديق البدوي
1 يوليو 2022

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى