اقتصادية

ذهب السودان حرب المعلومات والاقتصاد

بات واضحاً للمراقبين للشأن الانتقالي في السودان أن جهات مازالت تحاول بناء صورة ذهنية مبنية على المبالغات وبعيدة عن الواقع لخدمة أغراضها الدعائية، بضرب ونسف الاستقرار وزرع الفتنة والفوضى.
وتأكد لكثير من الناس على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بأن الاستقرار في السودان غير مريح لجهات غربية وامريكية كثيرة وان عدم الإستقرار مهم بالنسبة لهم بالنظر إلى أنهم ينظرون إلى سياسية الرئيس الأمريكى جو بايدن تجاه الشرق الأوسط بأنها هشة.
ويرجح المراقبون أيضا أن قرب موعد انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي يحتاج إلى دعم الأصدقاء، وبالتالي هناك حاجة للزج بأسم السودان كما فعلت قناة ” السي أن أن” الأمريكية ومحاولات التقرير الذي اعدته نعمة الباقر بصورة مستميتة لمخاطبة مشاعر المواطنين في الغرب وفي السودان بإطلاق أكاذيب بأن هناك ١٣ مليار دولار من ذهب السودان تذهب لتمويل روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
وبالنظر إلى المعلومات الواردة في التقرير وخاصة مبلغ ال ١٣ مليار دولار التي يتم تهريبها فإن السودان في حاجة ماسة للتطوير والنماء، وبالتالي تقف الحقيقية شاخصة في أن إيقاف هذا التهريب فقط ستحل المشكلة المتطاولة في السودان، فلماذا لا يوقف السودان هذا التهريب للاستمتاع بثرواته وموارده.
فعند طرح سؤال رئيسي ذهب السودان إلى أين؟ فإن هناك إجابات تقفز مباشرة للذهن تغافلها التقرير مثل اين يذهب الذهب الذي ينتج في مناطق حركة الحلو الرافضة للسلام في جنوب كردفان وما تقوم به حركة عبد الواحد في مناطق جبل مرة.
وَهناك أسئلة تتعلق بالانتاج الحقيقي للذهب ومدى عكس التقرير للحقيقة دون مبالغات او مزايدة، وهل الشركة الموجودة في منطقة العبيدة تمتلك تكنولوجيا خارقة؟، فالاحابة على هذه الأسئلة، تفيد جهات الاختصاص بأن الشركات العاملة في مجال تنقيب عن الذهب في السودان ٤٤ شركة منها ٨ شركات فقط هي التي تنتج وان جملة إنتاجها ٥ طن ذهب، اذن فمن أين حصل التقرير على هذا الإنتاج.
ويلاحظ المراقبون حجم التهويل والمبالغة وذلك لان التفاصيل الموجودة بعيدة كل البعد عن الواقع، وان الحديث عن إنتاج بقيمة ١٣ مليار دولار من الذهب هو تهويل وعمل سينمائي لاستعطاف الجمهور،
ويقول خبراء الاقتصاد فان روسيا بدأت شراء معدن الذهب منذ العام ٢٠٠٤م وأن الإنتاج الروسي المحلي من معدن الذهب يبلغ ٣٥٠ طن، ولهذا تتضح الأحلام الوردية التي يحاول التقرير ترويجها بينما الحقيقية والواقع فإنه عند مقارنة إنتاج السودان من الذهب بانتاج روسيا يتضح مدى حجم التضليل.
ويقول الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين النعيم أن التضليل الإعلامي وحرب الإشاعات واستخدام السودان في هذه الخصوص ما هي إلا محاولة لتصفية الحسابات مع روسيا، وكانما يريدون القول بأن صمود روسيا في حربها ضد أوكرانيا جاء نتيجة لحصولها على ذهب السودان.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى