أعمدة

صلاح حبيب يكتب في (ولنا رأي).. ورحلت ام الكل امونه الصادق البدري!!

غيب الموت الثالث والعشرين من أكتوبر الماضي ام الكل وحبيبة الجميع آمنا وحبيبنا ونسيبتنا امونه الصادق البدري، رحلت عنا بعد معاناة مع المرض.. دخلت مستشفى البراحة وكنا نتمنى النفس أن تخرج لنا سليمة ومعاناة ونحتفل بيها في بيتها ووسط أولادها وأسرتها الكريمة، لقد رحلت عنا وخلفت أحزان وجرح عميق فينا عندما قالت دكتورة مني ابعوف لابد من نقلها إلى مستشفى( البراحة) لم نتوقع أن تطول تلك الرقده وان تكون اخر عهد لها بالدنيا، كنا كل يوم ننتظر الفرج من الله من الأطباء الذين وعدونا بنقلها إلى الغرفة ولكن أجال الله إذا جاءت يتحول المرض من شكل إلى آخر.. جاء الملك كما كانت تطلق عليه ابنها الدكتور موسى( عمر محجوب) اختصاصي النساء والتوليد بمستشفى حمد بقطر.. جاء على عجل وهو العارف ببواطن الأمور وهو شيال الثقيلة ومقنع الكاشفات ورباي اليتامى وحمال التقيل عمل باصقاع المملكة العربية السعودية في بداية عمله كطبيب مضحيا من أجل الأسرة وسعد حتى زوج كل الأخوات والإخوان ومازال معطاء وجواد لكل أسرته ولمن لم يعرفهم يغضي حوائجهم في صمت دون من أو اذي، جاء يراقب ويتابع لحظة بلحظة يدخل ويخرج يبشر بتحسن حالتها وهي احسن حال ولكنه هو الدكتور الذي يعلم ما لم يعلمه الآخرين ولكن يحاول أن يثبت الأخوات والإخوان، جاء منتصر هو يمني النفس أن يجدها كما كانت تستقبله كعادتها ويسلم عليها في رأسها ولكن من أقدار الله عندما دخل عليها وهو عائد لتوه من المطار سلمت عليه وقالت له عافية وراضية منك، لم نكن نعلم أنها لحظات الفراق، لقد عاشت الوالدة امونه حياة الأمن والأمان والسلام والمحبة عاشرناها ونحن صغار فهي العفيفة الشفيفة، بيتها كان بيت الضيفان والكرم عرفنا كل أسرتها أسرة بدري العظيمة الممتدة وأسرة ال رملي وأسرة المحجوب من ام درمان وحتى كبوشية ونحن صغار، عرفناها مضيافه وجواده لاتترك زائر يخرج من بيتها وهو جائع، كانت تلك صفاتها التي عرفناها عنها صغارا وحتى حينما ربنا جمعنا بها زوجا لابنتها الفاضله العابدة الزاهده المحامية مها، وعرفنا ابنها الصيرفي محمد الذي قال كلمته حينما جئت لاخطب شقيقته)
(ياك مننا) انت اخونا، محمد فعلا اخ واخو اخوان كان الرجل الوحيد الموجود بعد اغتراب الإخوان موسى ومنتصر كان بمثابة الأخ والأب لكل الأخوات كان بارا بأمه يزورها ووقف في مرضها ولم يفارق المستشفى حتى توفاها الله، وكذلك الأخوات احلام التي تقول بأنها اختها وليس امها وكذلك إخلاص موظفة الضرائب التي فقدت زوجها عوض الكردي ولم تستطع أن تكون مع الاخوان والأخوات بالمستشفى فكانت تتمزق وتموت عشرات المرات لأنها هي الوحيده الموجوده معها في البيت وحرمتها العدة أن تكون مع اخواتها، لم تقصر امل رفضت العودة إلى البيت وظلت في باحة المستشفى مع كل الإخوان والأخوات والنسابه، وكانت اميرة التي كانت بمثابة دكتور لها تجدها في كل لحظة تشرف وتتابع العلاج واين مكان الدواء، لقد كانوا جميعا بارين بها، وعند قالها جاء كل الاحباب من الحارة الثانية التي عاشت بينهم أكثر من عشرين عاما كلها في محبة و احترام، رحلت امناامونة وتركت فراغا في الأسرة وسوف يفتقدها الكل في كل المناسبات التي كانت أول الناس فيها خاصة وكنا تشهد معنا أعياد ميلاد الأبناء عمر وحسن ولأول مرة تغيبي عنا في احتفالهم الذي تبقت له عدة أيام، لقد اديني رسالتك على الوجه الأكمل فقدمتي للوطن الدكتور وموظفة الضرائب والمصرفي والمحاسب والمحامية وموظفة المالية وشهدتي احفادك وشهدت زيجاتهم وكانت آخر زيجة لحفيدتك هبة عمر عبدالله التي تزوجت وجاءت إليك بزفافها لتباركي لها قبل وفاتك بأيام قليلة، سيفقدك نسابتك ازو اج بناتك إبراهيم الأمين واللواء عمر عبد الله وفتح الرحمن مبارك الذين اعتادوا أن يكونا إلى جوارك كل جمعة في تلك الغرفة المميزة والتي كانت بمثابة قاعة اجتماعات يناقش قيها كل شئ، سيفقدك احفادك جميعا، نسأل الله أن يتقبلك قبولا حسنا مع الشهداء والصالحين ونحن راضين عنك كل الرضا.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى