أعمدة

بُعْدٌ .. و .. مسَافَة                            مصطفى ابوالعزائم عُدْنا .. وكل عام وأنتم بخير ..

بُعْدٌ .. و .. مسَافَة                            مصطفى ابوالعزائم عُدْنا .. وكل عام وأنتم بخير ..

إنقضت أيام العطلة الطويلة ، وهي أيام مباركة إذ تدخل فيها الليالي العشر من ذي الحجة ، ونحن جميعاً في حاجة إلى عطلة نريح فيها العقل والأعصاب من رهق التفكير ، واللهث وراء إيجاد حلول لقضايا معيشية صعبة ، ولكل منا بالتأكيد ذكرياتٌ قد لا تنمحي من الذاكرة أبداً على المستوى الشخصي ؛ ولصاحبكم أيضاً ذكريات حول هذه الأيام ، إذ حججتُ لأول مرة في حياتي ، وكنت لا زال دون العشرين بقليل ، وقد إرتبط أداء فريضة الحج لدىّ آنذاك ، بزيارة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إلى القدس في التاسع عشر من نوفمبر عام 1977م ، وهو يوم يوافق ذكرى مولد صاحبكم ، وقد إجتمعت في ذلك ثلاث مناسبات أهمها على الإطلاق أداء الفريضة لأول مرة ، وما زلت وقتها أدرس في كلية التجارة بجامعة القاهرة فرع الخرطوم ، وفي صحبتي الوالدة المبرورة الأستاذة خديجة محمود – رحمها الله- وصديق العمر الأستاذ إبراهيم محمد الأمين الغبشاوي.   أما المناسبة الثانية فهي ذكرى مولد صاحبكم ولا زلت حتى الآن أقول بأن أعظم ذكرى لمولدي كانت في العام 1977م ، عام أداء فريضة الحج لأول مرة .. أما المناسبة الثالثة فقد كانت زيارة الرئيس السادات- رحمه الله- إلى القدس ومخاطبته لقيادات إسرائيل من سياسيين وعسكريين ولكل الشعوب في المنطقة ، من داخل مقر الكنيست الإسرائيلي ، وهو الخطاب الذي غير مجرى التاريخ في المنطقة ، وفتح أبواب السلام بين مصر وإسرائيل ، الذي تُوّج بالتوقيع على إتفاقية السلام بين البلدين في العام 1979م ، لكنه كان السلام الذي أدى إلى إغتيال السادات نفسه في السادس من أكتوبر عام 1981م ، وقد مضى على زيارة السادات إلى القدس خمسة وأربعين عاماً ، وهي زيارة كما أشرنا كان لها ما بعدها .    عدنا والرئيس الأمريكي الآن يقوم بجولة في دول الشرق الأوسط والمنطقة ويشارك في قمة جدة للتنمية والسلام ، ولازال ملف السلام العربي الإسرائيلي هو الأهم بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها ، ثم تأتي بعد ذلك ملفات النفط ومحاربة الإرهاب ، ومكافحة الوجود الروسي والصيني في المنطقة ، خاصةً على سواحل البحر الأحمر ، وبلادنا بالطبع واحدة من أهم أهداف ذلك المنع .    عدنا من عطلة العيد الطويلة ، وحديث الناس هنا عن قضاء الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للعطلة بين أهله ومسقط رأسه في “قندتو” بولاية نهر النيل، والتي زادت كثافة الضوء عليها بعد أن لحق به السفير البريطاني هناك في ما يشبه المعايدة ، لكنها قد تكون أبعد وأكبر من ذلك ، وقد صدر قبل أيام قليلة بيان الترويكا التي تعبّر عنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والنرويج ، حول مآلات السلام ، والذي نرى أن زيارة السفير البريطاني لقندتو ولقائه بالبرهان هو سبب الزيارة الحقيقي ، إذ أن بيان الترويكا لم يختلف في محتواه عن خطاب البرهان للشعب السوداني في العيد .    عدنا ، وقد عاد صاحبكم من عروس الجبال كادقلي عاصمة جنوب كردفان ، وزينة جبال النوبة قبيل العيد بيومين ، وتلك الزيارة هي موضوع مقالنا القادم وربما الذي يليه.    عُدنا ، وقد سعدنا بعودة رموز إعلامية منّ الله عليها بالشفاء بعد رحلات علاجية إمتد بعضها لسبع سنوات مثلما حدث لأستاذ الأجيال الرمز الإعلامي الكبير الدكتور عمر الجزلي ، ورحلات إمتدت لسنوات أقل ، مثل ما حدث لصديقنا وزميلنا الأستاذ محمد محمد خير ، ورحلات أقصر من ذلك مثل ما حدث للفنان المبدع الدكتور عبد القادر سالم .. ونقول لهم : (حمد لله على السلامة) ونقول للجميع: (كل عام وأنتم بخير).    Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى