أعمدة

نخش الساحة، ونشيل مفتاحا !!        محجوب فضل بدرى

 -الجمتنى الدهشة، عندما وردت فى بريدى الرسالة المرسلة من هاتف، المهندس اسماعيل بابكر، والتى تقول:- (اعرفك بان الوالد طريح الفراش بالمستشفى من امس  ابنكم / بابكر اسماعيل بابكر). ١٩يونيو.  -وصرت من بعدها نهبا للهواجس، والظنون، خاصة وان (بابكر) لم يراسلنى بعدها، وهرعت الى الأصدقاء المشتركين بيننا، فأكدوا لى الخبر ولم يزيدوا على ان اسماعيل أصيب بنزف معوى، ونقل الى المستشفى، ومرت الليالى ثقيلة الخطى حتى وردتنى رسالة من المهندس اسماعيل   ( اخي العزيز الغالي محجوب فضل صباح الخير  انا كنت بالمستشفي من يوم ١٩ يونيو وتلفوني مغلق خرجت قبل ساعه ونص للبيت عملت عملية استئصال ورم من المعدة) ٢٩يونيو.   وقمت من فورى بصلاة ركعتين حمدا وشكرا لله رب العالمين، على تمام نعمة العافية على اخى وابن أمى الباشمهندس، الخبير فى تقنية المعلومات، الرجل المهذب، الهادئ الوقور، الكاتب الحادب على توعية المواطن، الملتزم قولا وعملا بالمهنية، الباذل علمه لمن يعرف ومن لا يعرف *اسماعيل بابكر محمد احمد* (ابوبابكر) ابن بحرى المزاد، ابن شمبات،  -وتذكرت (ايام صفانا) حيث كنت أزوره فى المزاد، واجلس جوار الحاجة المبرورة والدته، تعوس لنا فطير القمح، وتشوى لنا الشرموط، وتوصينى بقولها،(ماتخلى اخوك اسماعيل براهو)، وشاء القدر ان ازوها ذات صباح باكر، فوجدتها فى النزع الأخير، دون سابق مرض، وكأن روحها كانت معلقة بحضورى فما ان سلمت عليها، فتحت عينيها، وتبسمت فى وجهى وجلست أنا عند رأسها فأسلمت الروح، فى سهولة وكأنها راحت فى غفوة، وهى تردد الشهادتين فكان اخر كلامها من الدنيا *لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله* سبحان الله، هى فى الجنة ان شاء الله.  -تقلب اسماعيل فى الوظائف من المركز القومى للاتصالات، الى وزارة المعادن، الى غيرهما، وكذلك بالخارج، ولكنه اسماعيل السمح البشوش، الذى لم يقصر معى أبدا فى الخليج او فى السودان لم يتغير، ولم يتغيب عن اى مناسبة اجتماعية مثلما لم تتغيب رسائله الصباحية والمسائية، ولا اعمدته الصحفية الراتبة المتخصصة، فى مجاله، الا تلك الايام العشرة التى لزم فيها السرير الأبيض *بمستشفى الساحة* الذى خرج منه ولسانه يلهج بالشكر والاشادة بالمستشفى الحديث،(قيادة، وادارة واطباء وعاملين ومساعدين وتمريض)  فقد حدثنى اسماعيل عن كل ذلك وصوته يتهدج من التأثر فهو رجل رقيق الحاشية، رفيق بالناس من حوله كالنسمه الباردة.    -واضم صوتى لصوت أخى اسماعيل، فى الاشادة *بمستشفى الساحة* لحسن عنايتهم باسماعيل، وبكل مرضاهم، فكانوا (كالشباك فى عز الكتمة) كما قال محجوب شريف فى حق يوسف بدرى،  *(ياملاح اللجة العتمة، ياشباكا عز الكتمة)* نسأل الله أن يسبغ ثوب العافية على المهندس الانسان اسماعيل بابكر، ويعيد البسمة الى وجوه احبابه الكثر ولنغنى معا زى بابكر ودالسافل:  *نخش الساحة، ونشيل مفتاحا، وعليك يا الباوقة اللذيذ تفاحا* وماتشوف شر ياود امى ان شاء الله.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى