تقارير

التسوية والتنازلات.. تهافت الاحزاب على السلطة وموقف المكون العسكري

الكثير من الإثارة والضجة التي أعقبت التوقيع على الاتفاق الإطاري كلها كانت مصطنعة من الممانعين والموافقين ويرى الخبراء ان السودان في تاريخه الحديث مر وشهد بالفعل تنازلات وتسويات عدة مرات، ودائماً ما كانت تنتهي ببقاء العسكر في الحكم، وقيام المكون المدني بجمع الفتات من الطاولة السياسية.
تهافت
ويقول الدكتور عادل التجاني المحلل السياسي والأكاديمي أن الرغبة في الوصول إلى السلطة طغت على قادة عدد من القوى السياسية وتهافتوا على الكراسي وأشار إلى أن مركزي الحرية والتغيير يريد العودة للسلطة بأي ثمت مهما كانت التنازلات.
وقال التجاني هناك من لن يجلس أبدا على طاولة المفاوضات نفسها مع الجيش. ولكن هناك من هم على استعداد للموافقة على أي اتفاق، بشرط الاستفادة منه عن طريق طرح مصلحتهم الخاصة على الطاولة وقال إن نموذج الحزب الشيوعي على سبيل المثال ظل يلعب على كل الحبال فمن ناحية كان يشارك في حكومة حمدوك بالعديد من الكوادر وفي ذات الوقت كان يعارض حكومتي حمدوك في الظاهر فقط وهنالك أمثلة عديدة .
تساؤلات
ويتساءل الدكتور الطاهر محمد صالح المحلل السياسي عن هل من الممكن الحديث عن نجاح الاتفاق الإطاري في ظل غياب حل شامل ومشترك بين جميع الأطراف؟
وأردف ان ذلك غير ممكناً بدليل الرفض الكبير في الظاهر وفي الخفاء للإتفاق وتحفظ حركات السلام عليه َتيارات سياسية عديدة إضافة إلى استمرار التظاهرات وقال ان هذا يفتح التساؤلات عن جدوى الاتفاق ويؤكد على ضرورة مشاركة الجميع وقال إن إشارات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان امس في لقاء تدريبي للقوات المسلحة ذهبت في هذا الإتجاه وهو انه لا إتفاق ثنائي بالمعنى ولا عودة للاحزاب التي تريد الإنفراد بالسلطة من جديد.
رسائل البرهان
وكان السيد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حيا قادة وضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة المنتشرون بكل شبر بالبلاد كما أثنى على القوات التي نفذت تمرين (رايات النصر ٤) مؤكدا على أن القيادة العامة للقوات المسلحة ستستمر في توفير الإمكانيات المطلوبة لتدريب القوات ورفع كفاءتها القتالية.
وبشأن الموقف السياسي بالبلاد، شدد على أنه ليس هنالك تسوية بالمعنى الذي فهمه البعض، وإنما هي نقاط تم طرحها نرى أنه يمكن أن تساعد على حل التعقيدات السياسية الراهنة، وقد وافقنا عليها ضمن إتفاق سياسي إطاري يصب في مصلحة كل السودانيين دون إقصاء لأحد، وينبغي ألا تحاول أي جهة أن تختطف هذا الإتفاق لمصلحتها الذاتية دون الآخرين أو أن تسعى لاختطاف السلطة من جديد.
وذكر أن القوات المسلحة لن توافق في مرحلة الإتفاق النهائي للعملية السياسية الجارية على أي بنود يمكن أن تنال من ثوابت البلاد، وتريد أن تقود العملية السياسية الجارية إلى حكومة مستقلين تستطيع أن تنقل البلاد نقلة حقيقية إلى الأمام.
وأشار إلى أن القوات المسلحة تطمئن مواطنيها بأنها ستظل في خدمتهم وتعمل على حمايتهم وستحافظ على تماسك البلاد كما ظلت تعمل منذ مئات السنين.
وأكد للحضور أن الإصلاح الحقيقي للقوات المسلحة يشمل التعديلات والإصلاحات في النظم واللوائح المنظمة للعمل وهي قادرة على ذلك ومستمرة فيه بما يضمن مصلحة البلاد وقواتها المسلحة مشيرا إلي أن القوات المسلحة لن تمانع في المستقبل أن تعمل تحت إمرة حكومة شرعية ومنتخبة يختارها الشعب طبقا لانتخابات حرة وشفافة، وأنها ستتعاون حاليا مع القوى السياسية لاستعادة التحول الديمقراطي بشرط ألا تحاول أي منها اختطاف المشهد السياسي لوحدها.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى