تقارير

السودانيون يوقعون في دفتر التسامح والتعايش عبر يوم مفتوح بإذاعة الدانقا

ابوعركي البخيت، عمر احساس واسماعيل الأعيسر يضمدون جراح الصراعات

أم درمان: صلاح باب الله

رسم الشعب السوداني بمختلف قطاعاته نهار الخميس لوحة مكتملة الجمال وقعوا خلالها على دفتر التعايش السلمي ونبذ خطاب الكراهية الذي نظمته إذاعة الدانقا تحت رعاية وزارة الثقافة والاعلام وإشراف حكومة إقليم دارفور.
تحكيم صوت العقل:
كانت المؤسسات الاكاديمية والبحثية وجميع قطاعات المجتمع حضورا فاعلا في التظاهرة الاعلامية ممثلة في مركز العاصمة للدراسات الاستراتيجية والسياسية عبر ندوة ناقشت تطورات الأحداث القبلية بلغة وسيطة حددت اسباب الداء ووصفة الدواء الناجع.
شاركت فيه العديد من الشخصيات الاكاديمية والسياسية برئاسة الدكتورة توحيدة عبد الرحمن يوسف، أمين عام حكومة إقليم دارفور والقيادات الاجتماعية ورجال الادارة الأهلية والحكامات وشعراء التراث الدارفوري والصحافيين والفنانين والشعراء.

وقال الأمين العام لحكومة إقليم دارفور الدكتورة توحيدة عبد الرحمن خلال الندوة التي جاءت بعنوان: (الصراعات القبلية وأثرها على الأمن القومي)، إن الصراعات التي تشهدها البلاد وخاصة المناطق الهشة أمر مؤسف يؤدي للخراب والدمار.
ونبهت إلى أن دارفور اكتوت بنيران الصراعات لعقدين من الزمان ولم تنل إلا الخراب والدمار واللجوء ونزوح السكان.
ودعت دكتورة توحيدةأهل النيل الأزرق و الإدارة الأهلية لتحكيم صوت العقل والبعد عن إثارة الفتن وبث خطاب الكراهية.

وأكدت أن الادارة الأهلية قادرة على طي هذا الملف ويمكن أن تعلب دورا مهما في تحقيق المصالحات والتسويات بين الاطراف المتنازعة
ودعت توحيدة الشباب لحمل معاول البناء واعمار البلاد وأوضحت الي ان الشباب هم الفئة الوحيدة المتضررة من هذه الصراعات، وقالت توحيدة انهم قادرون لبناء المستقبل وفق الخطط والبرامج .
ودعا وزير الثقافة والإعلام الإتحادي دكتور جراهام عبد القادر، لنبذ القبلية والعصبية والعمل على تماسك تنوع المجتمع ، وقال إن الصراعات القبلية تسببت في تفتق المجتمع. ونبه دكتور جراهام لضرورة انفاذ سياسة رتق النسيج الإجتماعي.
واحتفى وزير الثقافة والاعلام بإذاعة الدانقا ووصف تنظيم اليوم المفتوح بالإذاعة بأنه خطوة إيجابية لمحاربة القبلية ودعم النسيج والسلم المجتمعي.
اياد خفية:
ووصف الخبير في الدستور دكتور شهاب الدين يوسف، أحداث النيل الازرق التى وقعت موخرا في الدمازين والروصيرص بالصدمة نظرا لتماسك مجتمع النيل الأزرق الذى لايعرف القبلية.
وأكد شهاب، أن اهل النيل الأزرق نموذجاً للتعايش السلمي في السودان، مشيرا إلى أن هناك أيادٍ خفية سعدت لضرب النسيج الاجتماعي بالاقليم .
وقال إن الفقر والجهل واختلال العدالة السياسية والاجتماعية والقبلية من اهم اسباب النزاعات والصراعات التى تشهدها البلاد، وأوضح شهاب انه ولمنع تكرارمثل هذه الاحداث لابد من وقفة قوية لعمل تغيير جدى قائم على اساس وضع دستور وقوانين تعالج مثل هذه الاحداث، فضلا عن اجراء حوار جاد يعالج قضايا الهوية والحكم والادارت الاهلية ،بالاضافة لوضع مبادىء وقواعد نتواقف عليها تنبذ خطاب الكراهية واثارة النعرات بجانب ضرورة الاصلاح القانوني.
ونوه شهاب الى ان احداث النيل الازرق فرصة لرتق النسيج الاجتماعي وتعميق جذور التواصل التى عدها هي الاصل ووماحدث في النيل الازرق هو الاستثناء.
وراهن شهاب على وعي شباب النيل الازرق في تجاوز هذه المحنة ومعالجة الاخطاء، وشدد على ضرورة احياء السنن المتأصلة في التعايش السلمي والامن والاستقرار.
من جانبه اكد اللواء ركن معاش بابكر حنان كورينا مفوض الترتيبات الامنية لدارفور أهمية دور الاعلام بانواعه المخلتفة في تعزيز قيم التعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي ،وقال ان اذاعة الدانقا لها دور كبير في الترويج للسلام ونبذ خطاب الكراهية والجهوية والقبلية من خلال برامجها التى تبثها على مدار اليوم، واشار الى ان اليوم التى نظمته الاذاعة يعد خطوة ايجابية لجهة الترويج للسلام والتعايش السلمي ونبذ خطاب الكراهية والجهوية والقبلية .
ودعا كورينا لضرورة التمسك بالدين والقيم والعادات والتقاليد السمحة لمعالجة هذه الظاهرة التى ضربت المجتمع السوداني واصابته في مقتل .
ودعا جميع اهل السودان ومنظمات المجتمع المدني العمل الجاد لمحاربة خطاب الكراهية واثارة النعرات والفتن وسط مكونات المجتمع السودانى.
واثني المشاركون في البرنامج المفتوح على اذاعة الدانقا وتنفيذها برنامج يحد من مخاطر خطاب الكراهية ويحض المواطنين على التمسك بالقيم السمحة والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وتشجيع ثقافة السلم المجتمعي، واشاد المشاركون بهذه الخطوة التى تحسب للاذاعة في لم شمل السودانيين عبر برامجها المختلفة.
وشكل الحضور لوحة سياسية واجتماعية وفنية زاهية ترجمت ان السودان واحد لافرق بين مكوناته الاجتماعية المتنوعة، وكان لرموز الفن والإعلام والصحفيين حضورا مميزا اضاف للبرنامج رونقا والقا عكس تعاون وتواصل كل الوان الطيف السوداني في كيان واحد .
ريحة البن:
وشهد اليوم المفتوح فقرات ترويحية خارج استوديهات الإذاعة حيث انتظم الحضور في خيمة (حواء كركبة) التي كانت تعد في القهوة مصحوبة بالأغاني الشعبية والتراثية في جو سوداني نظيف وأصيل تفاعل معه الجميع بلا استثناء، حينها شكلت الإدارة الأهلية حضورا مميزا عبر ناظر القراريش المحامي الفاضل محمد محمد خير الذي أعلن ميلاد حلف للصلح الاهلي القانوني يتكون من رجال القانون في نظارات القبائل ويناط به حل المشاكل بالقانون عبر الحلف قبل الوصول للمحاكم واعلن توقيع ٢٥ من رصفائه من مختلف ولايات السودان على الحلف.
ودعا محمد خير الحكومة لتبني الحلف ومنحه السلطات الكافية حتى يتمكن من إنجاز مهامه.
توقيعات المبدعين:
قال المدير العام لاذاعة الدانقا الأستاذة سارة محمد عبدالله أن تنظيم التظاهرة قصد منه مناقشة اسباب النزاعات والصراعات بين مختلف مكونات وفئات المجتمع ليشكل بلسما للتعافي من الظواهر الدخيلة والغريبة على المجتمع السودانى المجبول على التسامح والتعايش من منطلق مسؤولية الإعلام لخدمة الوطن.
ومهرت التظاهرة التي اختار لها مدير إذاعة الدانقا سارة محمد عبدالله شعار (التعايش بلسم التعافي) بتوقيع اهرام مبدعي السودان بقيادة الأستاذ ابوعركي البخيت الذيوشارك العملاق ابوعركي البخيت بكلماته العميقة التي خاطب فيها حبيبه الشعب السوداني بالتسامح وإزالة القبح وان نتحاور ونصغي لبعضنا بعضا فشكل صوته وتوقيعه قيمة مضافة كبيرة لهذه التظاهرة، وشكل المطرب عمر احساس حضورا انيقا بجانب الشاعر المتميز اسماعيل الأعيسر واعلاميا تفاعل المشاركين مع المحاضرة التي قدمها الصحافي الأستاذ مصطفى ابوالعزائم بجانب رصفائه الأستاذ ين محمد صالح عبدالله ياسين من فرنسا وبدر الدين بريمة من دولة قطر والأستاذ عبدالله ادم خاطر.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى