أعمدة

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (بُعْدٌ .. و .. مسَافَة) ..أيام في عروس الجبال ..

وما عروس الجبال إلا مدينة كادقلي الساحرة ، وهي بحق عروس الجبال ، دائماً مخضرة زاهرة نضرة ، مدينة ظللت أقول لمن أعرف أنها تصلح أن تكون عاصمةً سياحية ، أو عاصمةً للمؤتمرات المتخصصة في بلادنا ، وأن تكون منتجعاً رئاسياً سيادياً تستقبل فيه قيادات الدولة ضيوف البلاد بمختلف أوزانهم ودرجاتهم .
قبيل عيد الأضحى المبارك بأيام قليلة قصدنا تلك المدينة الخضراء ، وكنا مجموعة تمثل المنتدى السوداني للتنمية الثقافية والإعلام ، وقد هدفت زيارتنا تلك إلى وضع الترتيبات الخاصة بعقد ورشة عمل حول دور الإعلام في مناهضة خطاب الكراهية وأثره على النسيج الإجتماعي في السودان ، ولم تكن أحداث إقليم النيل الأزرق قد وقعت بعد ، لكننا كنا نرى أن الأوضاع تتردى بعد أن تنامى خطاب الكراهية ، وأصبحت هناك ممارسة للكراهية البغيضة لا تنتج غير الدم والموت والجراحات التي لا تندمل .
تكون وفدنا من الأستاذ عادل سنادة وهو الأمين العام للمنتدى ، الى جانب الأساتذة صلاح حبيب ، ويوسف عبدالمنان ، وعبود عبدالرحيم ، ومراد بلة ، وظللنا هناك خمسة أيام ، إلتقينا خلالها بوالي ولاية جنوب كردفان المكلف الأخ الكريم الأستاذ موسى جبر ، وهو رجل مهني ، تدرج في سلك العمل الإداري العام إلى أن تم تكليفه بهذا المنصب ، في هذه الفترة الحساسة من عمر الإنتقال .
كان الوالي متفهماً للمهمة ، خاصةً وقد تابع معنا أول ورشة عمل حول دور الإعلام في مناهضة خطاب الكراهية ، نظمها المنتدى بالتعاون مع المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية ، في الفترة الممتدة من 13 إلى 14 يونيو الماضي ، بالقاعة الكبرى بمجلس الصحافة ، شارك فيها أكثر من أربعين صحفياً وصحفية ، من مختلف أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة ، إلى جانب المدونين والناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي .
كان الوالي يتابع ما جرى ، وقد قدم أوراق العمل في الورشة البروفيسور علي شمو والدكتورة بخيتة أمين والدكتور عبدالعظيم عوض والأساتذة عبود عبدالرحيم وعوض أحمدان وشارك بالنقاش فيها عدد مقدر من أهل الصحافة والإعلام ، لذلك لم يكن شرح المهمة صعباً ، فقد رأينا أن نستهدف مناطق النزاعات لأنها المدخل لما يمكن أن نسميه “تفكيك الدولة السودانية ” وقد وجدنا ترحيباً من السيد الوالي الذي إقتطع وقتاً من أحد إجتماعات لجنة أمن الولاية لنشارك فيه بطرح الفكرة التي وجدت القبول والإستحسان من كل أعضاء اللجنة ، وقد خصصنا جانباً من رحلتنا تلك للقاءات مع كثير من مكونات المجتمع المحلي هناك ، وإلتقينا بشركاء الحكم ، وبعدد من قيادات الحركة الشعبية ، بل أقنعنا بعضهم بضرورة المشاركة في الورشة وتقديم ورقة عمل تعبر عن رأي ووجهة نظر الحركة في هذا الموضوع الخطير .
سعدنا بزيارتنا تلك رغم برنامجها المكثف ، سعدنا لتفهم الوالي للموضوع وأهميته ، وعدنا من هناك ونفوسنا منشرحة ، وقد نجح الزملاء الكرام في التعبير عن الأدوار المطلوبة من الإعلام في المرحلة الحالية ، ووضعوا أنفسهم في تحدٍّ كبير مع هذا الخطر الداهم الذي أصبح يهدد وحدة الوطن وإستقراره وأمنه ، لكن ما كان لنا أن نقوى إلا بعد ما لمسنا من إهتمام وتقدير بهذا العمل من كل الذين إلتقينا بهم هناك .
بداية ورش العمل الولائية تبدأ بجنوب كردفان وتتنقل بعد ذلك بين الولايات ، خاصة تلك التي بدأت تعلو فيها نبرة غريبة لم نعتدها من قبل .. وقد نسي البعض أننا كلنا لآدم .. وآدم من تراب .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى