الأخبار

مصطفى ابوالعزائم يكتب في (*بُعْدٌ .. ومسافة) ..(بُعْدٌ .. ومسافة) .. ثقافة السلام في إذاعة الدانقا ..!*

يوم الخميس الذي مضى كان يوماً مشهوداً في إذاعة الدانقا التي يتم تعريفها ب ” راديو الدانقا 105٫6 ” ، وهي بين الإذاعات المتخصصة صوت سلام دارفور ، وقد كنت على موعد وعدد من الزملاء لنكون ضيوفاً على إذاعة الدانقا التي خصصت بثها ذلك اليوم من الساعة الثانية عشر ظهراً ، وحتى الخامسة مساءً ، لتظاهرة إعلامية ( مسموعة ) من أجل نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي والمجتمعي ، وذلك في بث مشترك مع عدد من الإذاعات المحلية والمتخصصة التي تبث على موجة الإف إم في العاصمة وعدد من الولايات .
عندما تلقيت الدعوة الكريمة من المدير العام لإذاعة الدانقا الأستاذة سارة محمد عبدالله ، وافقت على الفور لأن قضية السلام المجتمعي أصبحت هاجس كل مواطن يهتم بأمر الوطن ، في ظل إستهداف واضح لضرب النسيج الإجتماعي ، وما أحداث دارفور وكسلا والبحر الأحمر والنيل الأبيض وأخيراً أحداث النيل الأزرق ، ببعيدة عن الذاكرة .
قبيل هذه التظاهرة بيوم إلتقيت بأخي وصديقي الأستاذ جمال حسن سعيد ، وهو مجموعة مواهب متحركة ، تجد لديه الشاعرية والأبعاد الدرامية المختلفة ، والفلسفة والمعارف ، وكنت أقول دائماً أننا لا نقدّر المواهب ، ودار بيننا حديث طويل وإستعادة لذكريات الصبا والشباب ، وتناولنا قضية الساعة ، وإتفقنا على المشاركة في تلك التظاهرة الإيجابية التي تبني ولا تهدم ، تعمّر ولا تدمّر .
وفي اليوم الموعود ، دلفت إلى مباني الإذاعة الواقعة الى جوار هيئة إذاعة وتلفزيون ولاية الخرطوم في جانبها الخلفي ، فوجدت عالماً مسبشراً ، وعدد من أهل الفنون والإبداع ، ونماذج من الموروث الشعبي ، الذي يؤكد على ثقافة السلام المتجذرة في مجتمعنا السوداني ، والتي يحاول البعض إستهدفها ، حتى يتفكك هذا الوطن العظيم .
حال وصولي في الموعد المحدد ، ودخولي إلى إستديو البث ، وجدت صديقي و زميلي الأستاذ إسماعيل شريف ، وصديقي الفنان الأستاذ عمر إحساس ، وكنا جميعنا في حضرة الإبن الشاب كبير المذيعين في إذاعة الدانقا الأستاذ مصعب شيخ الدين الطعيمة ، فكان الحديث أقرب إلى تبادل الرأي في دور الإعلام والثقافة والفنون في مناهضة خطاب الكراهية الذي إستشرى بيننا ، وتحول إلى ممارسة للكراهية ، كما أقول دائماً ، وكان إيقاع العمل سريعاً ومفيداً ، وقد لمسنا ذلك من التفاعل معه ، ومن ردود الأفعال حوله ممن إستمعوا لذلك اللقاء .
أما مفاجأة المفاجآت فقد كانت مشاركة فناننا الكبير وصديقنا العزيز الأستاذ أبوعركي البخيت ، وهو المنقطع عن الإعلام منذ سنوات ، لكنه كسر ذلك الحظر وخص إذاعة الدانقا بتسجيل خاص ، أكد من خلاله أنه يستجيب لنداء الوطن .
ما حدث من اهتمام بأمر السلام المجتمعي يستحق الإشادة بإذاعة الدانقا ، التي قادت المبادرة ، والإشادة بشركائها في هذا العمل العظيم ، في مركز العاصمة للدراسات الإستراتيجية ، وزارة الثقافة والإعلام التي أشرفت عليه ، وحكومة إقليم دارفور التي رعته .
الآن علينا أن نكثّف الجهود والعمل من أجل إستعادة الوطن من إيدي الشياطين الذين يعملون على التجزئة والتقسيم. .. ونقول شكراً لإذاعة الدانقا ولكل من سار على ذات الطريق .

Email : sagraljidyan@gmail.com

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى