أعمدة

كمال علي يكتب في (بلا ضفاف) ..عثمان ابو شعيرة…. فخامة الاسم تكفي

.

بعض الناس يمرون على هذه الحياة الفانية مرور الكرام ويمضون دون أن يتركوا أثرا برغم طول مكوثهم وهذه سنة الله في خلقه… والبعض الاخر يمضي الي الشط الاخر من الفانية ولكن بعد أن ترك الأثر الطيب والبصمة والعمل الصالح والذرية الصالحة ونحسب ان أولئك من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون مثلما نحسب ان الراحل المقيم الجار حسن الجوار عمنا شيخ العرب عميد الأسرة والعائلة الممتدة الباشمهندس (عثمان ابو شعيرة) من أولئك النفر الذين تركوا الأثر والبصمة و من أولئك الذين هم خيار من خيار.
انفطرت قلوب الذين عرفوه حين نعاه الناعي وتصدعت افئدة من خبروه وعاشروه وخبروا أصيل معدنه وطيب أصله وحلو معشره وحسن جواره وكريم خلقه. وعلى مثله فلتنوح النايحات وتبكي الباكيات وتنهمر دموع الرجال وبرغم الفقد الفادح والمصاب الجلل فلا نقول الا مايرضي الله… انا لله وانا اليه راجعون… له ماأعطى وله ماأخذ سبحانه وتعالى.
وفي تشييعه وماتمه المحضور بكل الوان الطيف السوداني عدد الناس ماثر الراحل وحكوا بكل الصدق عن حسن صنيع الرجل في حياته عن طيبته تحدثوا وعن كرمه وجوده حكوا أساطير وعن كريم أخلاقه ووطنيته اجزلوا الثناء مؤكدين ان الرجل كان في الموعد دايما حبا وكرامة للوطن ومواطنيه وكان مرجوا ومدخورا للنائبات عند قومه وأهله وأسرته واصهاره وزملائه وجيرانه وكان فوق التوقع والتوهج.. حضورا باهيا في افراحهم واتراحهم.
وتقول سيرة الراحل المقيم المتسرب في الذاكرة الحية والوجدان ان الباشمهندس (عثمان محمد احمد سعيد أبو شعيرة) تعود اصوله الي منطقة الكتياب ومولود في الاضية بغرب كردفان التي هاجر إليها اسلافه تجارا اشعلوا المنطقة نشاطا وحركة تجارية رائجة تركوا فيها سمعة طيبة مفعمة بالخيرات والبركات…. درس الحاج عثمان بالأبيض الثانوية الصناعية وكانت مهد تكوينه المهني في المجال الهندسي ومنها تأهل الي المعهد الفني ايام توهجه كأفضل مؤسسة لتعليم أصول الهندسة في بلادنا وماان نال منها شرافة الجدل الرفيع حتى ابتعث الي بريطانيا وامريكا لينهل من المعين الذي لا ينضب وعاد متوشحا بوشاح النجاح والتفوق لينعم على تلاميذه بالمعهد الفني بعلومه وخبراته المتراكمة فتخرجت على يديه أجيال من المتفوقين في مجال الهندسة المدنية والمعمار.
بعد ذلك غمرت خبرات الراحل الخليج والسعودية واستفاد الأشقاء هناك مما توافر للرجل من خبرات وعلوم فهو من نفر عمروا الدنيا حيثما قطنوا… ثم عاد مرفوع الراس وضاء الهامة ليسهم مرة أخرى في نهضة وعمران بلاده وأسس عملا خاصا في المقاولات والاعمال الحرة تفاوتت بين النقل البري حيث أنشأ شركة تراتكو للنقل البري ثم ساريا المحدودة وصولا الي النقل الجوي و (بدر الكبرى) التي تتعاظم أمواج مسيرتها كل يوم يرفرف عليها علم بلادنا كأفضل ناقل جوي يجوب الآفاق يحدث عن انجاز رجل حملت جوانحه محبة كبري طوى عليه ضلوعه للوطن ومواطنيه ليقود نجليه زينة الرجال وسيدا رجال الاعمال (احمد والفاتح) مسيرة نضال مستميت تحمل بين طياتها خيرا وبركات لأهل السودان.
القصة قصة نجاح والحصة وطن حمله ال ابو شعيرة في حدقات العيون وتحدوا المصاعب والمطبات تحقيقا لحلم والد عظيم اعطي لبلده وما ا ستبقى الا الباقيات الصالحات وهي خير وابقى… ومساهماته المجتمعية ونصرته للمساكين والفقراء وأصحاب الحاجات تبقى بإذن الله صدقة جارية .
التعازي احرها موصولة الي كل اهله ومعارفه واصهاره والي كل اهله والي نجليه (احمد والفاتح) وشقيقاتهم والي احفاده والي كل اهل الكتياب وكردفان وكل تلاميذه واصدقائه وجيرانه والي اهل (بدر) أيقونة الطيران السوداني.
الف رحمة ونور على مرقده.. وسلام على الراحل (عثمان ابو شعيرة) في الخالدين.
والحمد لله رب العالمين.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى