تقارير

حميدتي وعودة الروح المفقودة لدار المساليت

على مدى ثلاث سنوات من نهاية عهد الإنقاذ عاشت ولاية غرب دارفور إستقراراً تحسد عليه بالرغم من بروز بعض التفلتات بين المزارع والراعي في بعض المحليات، عادت العديد من المكونات بالولاية إلى القرى التى هجرتها في جبل مون وسربا وكلبس ومستيري وكرينك وبيضة ومورني وفوربرنقا.
وكان لسان حال المواطن مع وصول قناديل السلام إلى دارفور تقول السلام سمح ، وكانت نساء دارفور تزغرد وتنشدن الأغاني في المحافل والمناسبات وترفرف اجنجة السلام في كل مكاب بالرغم من غياب عبدالواحد وعبدالعزيز الحلو وكان صانع السلام محمد حمدان استقبل قيادات حركات الكفاح المسلح بساحة الحرية في الخرطوم فبكت السماء بالغيوم حينما اطلق حميدتي حمائم السلام .
ولكن أصحاب الأجندات الخفية، أدركوا بما لا يدع مجالاً للشك بين عشية وضحاها ان إتفاق جوبا لسلام السودان بمثابة المقشطة التي تقشط المصالح في دارفور، خاصة تجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر، فنشر السلام والمحبة والوئام بين المكونات المجتمعية وبسط هيبة الدولة بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية ونشر القوة المشتركة لحماية المدنيين المكونة من القوات النظامية الحكومية وحركات الكفاح المسلح بمثابة الضرب تحت الحزام.
ويرى الخبراء ان تجار الحرب حينما استشعروا بان مصالحهم في خطر قاموا بالتآمر على اتفاق جوبا لسلام السودان بتفجير القنابل الموقوته في دارفور ببث ونشر خطاب الكراهية بين مكونات المجتمع الدارفوري على أساس قبلي وجهوي لضرب النسيج الاجتماعي في مقتل وتزكية روح العنصرية بين النازحين في المعسكرات بانهم ضحايا سلام جوبا وعزلهم من الاندماج في قطار السلام والتنمية المستدامة وعودة الروح إلى دارفور.
ويرى الخبير في الدراسات الأستراتيجية دكتور محمد على تورشين أن مخطط طرد المواطنين العزل من المناطق التي عاد إليها الاستقرار بعد تحقيق إتفاق جوبا لسلام السودان من قبل تجار الحرب ومنفذوا الأجندات الخفية بعد خروج بعثة يوناميد بهدف تدمير إقليم دارفور وإعادة الحرب من جديد، وذلك من خلال حرق معسكرات النزوج في ولاية غرب دارفور وتصعيد الخطاب الإعلامي بان قبيلة المساليت ضحية سلام جوبا وان محاولة دفع شباب المساليت إلى حمل السلاح للدفاع عن انفسهم بدعم من مجموعات خارجية
ويمضي الخبير محمد تورشين ما زاد الطين بلة، انزلاق بعض المكونات القبلية تجاه العنف المفرط والاقتتال القبلي وتحويل ولاية غرب دارفور في بعض المحليات إلى برميل من البارود قابل للإنفجار تحت أي لحظة، وتوقفت الحياة الطبيعية وهجرت الناس القرى تجاه مدينة الجنينة بحثاً عن الأمن والإستقرار فيما نزح عشرات الآلاف إلى تشاد فراراً من الموت وعجزت سلطات الولائية توفير الغذاء والكساء والصحة للناس واغلقت المؤسسات الحكومة وتحولت المدارس إلى مأوى للنازحين واختلط الحابل بالنابل بات الإنسان خائفاً من ظله ناهيك من جاره في الحي.
في ظل الصورة المظلمة أعلن نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو في شهررمضان 2020 ان ما يجرى في ولاية غرب من اقتتال واحتراب بين المكونات المجتمعية تدار بأيادي من الخرطوم لتسميم الأجواء وعرقلة تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان ، وكشف حال الحركات التي وقعت على سلام جوبا بانها عاجزة عن حماية المدنيين بعد خروج بعثة يوناميد .
لكن نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان حميدتي قال أمام قيادات حركات الكفاح المسلح وكل الوزراء في الحكومة الانتقالية بمقر إقامته بحي المطار بالخرطوم ان خيوط التآمر ضد اتفاق جوبا ومايجري في دارفور يدار من الخرطوم، ولكن نقول لاهلنا في دارفور اصبروا، سوف نذهب إلى الجنينة ونبقى هناك ولن نعود إلى الخرطوم إلا بعد حل المشاكل القبلية بين مكونات الولاية وسنقوم ببسط هيبة الدولة، وعودة الحياة إلى طبيعتها إما نكون قدر المسؤولية، أو نقدم إستقالتنا ويأتي من هو له القدرة على حماية المواطن من الفوضى والقتل .
ويرى الخبراء أن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو وحركات الكفاح المسلح أوفوا بالعهود وخرجوا من الخرطوم وتوجهوا نحو مدينة الجنينة وهي في قمة الأنفلات الأمني وفقدان الثقة بين المكونات المجتمعية بل راهن العديد من الجهات بان نائب رئيس مجلس السيادة لم ولن يستطيع زيارة معسكر ابوذر في داخل مدينة الجنينة ناهيك عن زيارة معسكر كرينق ، بل أقسم بعض أصحاب الأجندات بأن مايقوم به حميدتي من مصالحات بين القبائل ما هي إلا تسويق إعلامي وستنفجر الأوضاع بمجرد عودته إلى الخرطوم .
وقال المشاركون في المهرجانات الثقافية والرياضية وسباق الهجن من خلال استطلاع عدد من الشباب انهم يشعرون باسهامات نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان (حميدتي ) بارزة في بناء السلام وتعزيز التلاحم الاجتماعي وبناء جسور الثقة بين الناس واستخدام الفن والثقافة لنشر قيم السلام وتخفيف التوترات بين القبائل المتنازعة وجعل الجميع في ولاية غرب دارفور يشعر بالأمل وهذا بدوره يمهد الطريق لعملية بناء السلام .
ويقول عدد من زعماء الإدارة الأهلية ان (حميدتي ) بسجيته استطاع بناء التلاحم الاجتماعي واشراك المجتمع في التوعية المجتمعية لنبذ خطاب الكراهية والنعرة القبلية بشكل مباشر في التماسك الاجتماعي بأشراك الشباب في بناء السلام وتنشيط النساء باستخدام التجمعات النسوية لرفع الوعي وتقديم المشورة في الشأن الاسري والصحي والدعم النفسي للنازحين والأيتام بتضمين انشطة للتخفيف من مشاعر الاكتئاب لدى النازحين

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى