أعمدة

(صفوة القول) ..بابكر يحي ..أخيراً.. ظهر فينا رجل رشيد..!!

ما كان الخليفة الطيب ود بدر يبحث عن مجد في عوالم السياسة ودنياوات الخلاف والتشرذم – فقد شرفه الله ليكون خليفة لسجادة أبيه ونبراسا وسط أهله البادراب.. ووسط كل أهل السودان..

ما كان الخليفة ود بدر يبحث عن (شهرة) بمبادرته هذه ؛ فقد فاقت شهرته مشارق الأرض ومغاربها، وكانت شهرته نابعة من (نار التقابة) ومن حلقات التلاوة لكتاب الله ؛ وما اجملها من شهرة وما أروعها من مهمة..

ما كان الشريف ود بدر يبحث عن دور في الحياة السياسية وقد بلغ من العمر عتيا، وقد زاده الكبر زهدا إلى زهده فقد تربى في كنف التصوف، وتشبع بالمعاني الروحية التي تجعله مجاهدا لنفسه منتصرا عليها في جميع الأوقات..

ما كان الخليفة الطيب الجد يبحث عن رضا من منظمة اجنبية ولم تكن داره مزارا لسفارات الاتحاد الأوروبي ؛ ولم يكن حاضرا في جلسات السمر التي يقيمها سفراء السعودية والإمارات في الخرطوم ! بل كان صوفيا يعرف الله ويرتبط به في الحركة والسكون وشعاره المحبة للجميع..

ما كان الشيخ الطيب الجد منتميا للحركة الإسلامية السودانية او غيرها من الأحزاب والجماعات في يوم من الايام بل كان مؤسسة دعوية قائمة بذاتها فما كان يقلل من دوره الدعوي فهو يتحرك في مساحات أوسع من الحركة الإسلامية فهو يرتبط مع انصاره برباط الروح والحب.. لذلك هو يبادر من اجل دعوته، من أجل ضميره الحي، من أجل الاستقرار والسلام للجميع..

صفوة القول

التقيت بالأمس الشيخ الطيب الجد بقاعة الصداقة بالخرطوم لم انتبه لما يقوله من كلم ؛ ولم اجتهد في معرفة ما وراء تفاصيل مبادرته ذات الصيت الواسع ؛ لكن خيالي استقر على (إنه فعلا كبير هذه البلاد) ؛ و(فعلاً هو الرجل الرشيد فينا) ؛ فهو يمشي ليحاكيه التواضع وينطر إلى الأرض نظرة زهد وانكسار لله سبحانه وتعالى.. وبين أصبعيه تتحرك مسبحة لتعينه على ربط الامر بالله ولسان حاله يردد قول الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه شعيب (وإن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه انيب.) فإن نجحت مبادرته كان الفضل لأهل السودان وكان النعيم وكان الفرج وكان الأمن والأمان والاستقرار – وإن فشلت عادت الشياطين عبر مبادرة الشيطان الأممي .. لتعيد الرذيلة والبؤس والفقر والضلال، فاسأل الله أن تنجح الأولى وتفشل الثانية ، والله المستعان.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى