الأخبار

تطورات في ملف السلام بدولة جنوب السودان

أكد وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، دعم الخرطوم لدور الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا الإيقاد، في تنفيذ إتفاق السلام المنشط بدولة جنوب السودان، مشدداً على أهمية التحرك سريعاً من خلال خريطة الطريق التي يجري إعدادها. وأحاط وزير الخارجية المكلف خلال لقائه، رئيس مفوضية المتابعة والتقييم المعنية بتنفيذ إتفاق السلام المنشط بجنوب السودان شارلس تاي علماً باللقاءات التي عقدها خلال زيارته إلى كل من جوبا وكمبالا في سياق دفع عملية السلام بجنوب السودان. وأوضح شارلس في اللقاء محدودية الوقت والحاجة إلى الإجماع بين الأطراف المختلفة لدفع الإتفاق، كما تحدث عن أهمية حشد الدعم الإقليمي والدولي لتنفيذ الإتفاق المنشط.
وتجددت الإشتباكات بين المتمردين والجيش في دولة جنوب السودان الأيام الماضية، مما أثار قلق المجتمع الدولي ودول المنطقة، التي يمثل السودان فيها أهم الأقطار، بحكم الروابط الأمنية والسياسية والإجتماعية التي جمعت الدولتين حتى موعد الإنفصال في العام 2011م. وقال المتحدث بإسم جيش دولة جنوب السودان جيمس لول رواي كوانج إن 15 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، بعد إشتباكات بين المتمردين والجيش. وأكد كوانج إن متمردي قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان شنوا الهجوم في ولاية الوحدة الغنية بالنفط. ورجحت المصادر عودة الإشتباكات لسببين أولهما التأثير القبلي الكبير والثاني محدودية تحكم الحكومة المركزية في الجيش.
ونجحت الخرطوم إلى حد كبير في دفع الأطراف الجنوبية نحو التوقيع على إتفاق، ضمن تنفيذ ترتيبات أمنية لإستدامة السلام في دولة جنوب السودان. وجاء الإتفاق تحت رعاية نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، والذي يهدف إلى إعادة هيكلة القيادة العليا للجيش الشعبي لتحرير السودان، تمهيداً لبناء جيش قومي مشترك طبقاً لما تنص عليه إتفاقية السلام التي وقعتها أطراف الحرب بالخرطوم في سبتمبر 2018م. وقضى الإتفاق بإعادة تقسيم ولايات جنوب السودان، وبناء جيش قومي موحد، نواته من الجيش الحالي ومن المجموعات التي تمردت في السابق، وذلك في سياق إجراء ترتيبات أمنية شاملة، على أن ينتهي الإتفاق بإجراء إنتخابات عامة في مطلع عام 2023م.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة، ورئيس اللجنة العليا لتنفيذ إتفاقية السلام المنشطة لجنوب السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو، أعلن في تصريحات سابقة موافقة الرئيس سلفا كير ميارديت على مقترح السودان بشأن الترتيبات الأمنية وهيكلة جميع القوات بدولة الجنوب. وقال حميدتي أنهم كمراقبين وضامنين لإتفاق السلام، سيعملون على وضع رؤية تسهم في تمتين جسور الثقة، وتساعد الأطراف على المضي قدماً في إستدامة السلام. وأضاف دقلو: (نقول لأهلنا في جنوب السودان سيروا في طريق التنمية ويكفيكم خلافات). وأكد حميدتي أن أي إتفاق سلام يمكن أن يواجه صعوبات خلال عملية التنفيذ، خاصة في ظل شح الموارد، مجدداً ثقته في ما تتمتع به كافة الأطراف من إرادة قوية لتنفيذ الإتفاق والمضي في مسيرة تحقيق السلام والإستقرار.
وثمن الخبير والمحلل السياسي محمد سعيد، جهود دقلو في نجاح إتفاقية السلام بدولة جنوب السودان، إلى جانب الحراك الماراثوني الذي توجه بالتوقيع على إتفاق جوبا لسلام السودان بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح. وقال محمد أن دقلو صار شخصية محورية في السودان ودول الجوار، لما يتميز به من مرونة وحنكة في إدارة الملفات المعقدة، وعقد المصالحات، وتوقيع الإتفاقيات التي أسهمت في تحقيق الأمن والإستقرار بالمنطقة. وأشار محمد إلى أن سلام جنوب السودان، ربما تعترضه بعض العقبات، ولكن الإرادة موجودة لتجاوز العثرات، وإعادة الأمور إلى طبيعتها، مشيراً إلى أهمية إستقرار جنوب السودان بالنسبة للسودان الذي تربطه حدود متداخلة وحراك تجاري ومجتمعي يحتم على الجميع فرض الأمن والإستقرار في الدولتين.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى