أعمدة

د.عبدالله فتحي يكتب في ( نصف كوب) .. مبادرة ود بدر..هل تخت الكورة واطة؟!

رشفة أولى :

الساحة السودانية في المدن والأقاليم والارياف باتت تشهد أحداث عنف غير مسبوقة الدوافع..راحت جراءها أنفس غالية..سودانية الجنسية..عفوية الشعور..سجيتها تكره العنف و الأذية..تتقاسم اللقمة والهم والفرح والشاي والشارع..تغشاها غيبوبة العنف كمس شيطاني فتسيل دماء بين الأحبة..يستيقظوا فيجدوا شروخا وجراحا نخشى أن تغور في الصدور..المد العنصري الجاهل البغيض في افضلية اللون والعرق والجهة والحزب والطائفة ( الذي ينتج ثقافة العنف بكثافة.) يتنامى كحشائش في الخريف وهناك من يغذيه بمنهجية لا تستبينها الأعين..وهذا لعمري خطر عظيم لا يستثني أحدا!.

(العنف كلغة تواصل بين طرفين لا تؤمن للطرف الاقوى السلام.).

رشفة ثانية:

تناقلت الوكالات والاسافير حادثة مقتل شاب سوداني على يد موظف تأمين بسلاح كلاشنكوف..والطالب يدرس في جامعة إمريكية هى المصنفة الأولى في جامعات العالم تستوعب النابغين من مختلف الجنسيات كخبر تصدر العناوين..الحادثة تعتبر (حبة واحدة) في سبحة طويلة من أحداث عنف متتالية المعلن منها قليل وغير المعلن كثير في غضون أيام ماضية(قتل صاحبة عقار.حرق لصوص أحياء.إختطاف أطفال.هجوم مسلحين على سوق مواد غذائية.
إصابات ورشة دار المحامين.جرائم 9 طويلة…).
حادثة مؤلمة..لا تنفصم عن واقع الحال السوداني الذي تغلغلت الفوضى في أوصاله حتى باتت عنوان رئيس..قتل النفس الإنسانية سلوك غير سوي لا يتفق مع النفس السوية..ولا العقل السوي..ولا الروح السوية.
وحالات القتل الفردي والجماعي طوال هذه الفترة الغبراء من عمر السودان كان وراءها الطموح السياسي المريض الذي لا يبالي بدرجات سلم الصعود إن شيدتها الجثث.
لكن..مجرد نقاش يقود إلى إزهاق نفس!!..وفي قلب المدينة العاصمة!!..رمز حضارة الدولة وتمدنها ومؤشر مناخ الوعي السائد فيها!!..وسلاح معبأ بالذخيرة الحية في يد لا تعرف متى وكيف وأين تستخدمه!!..فهذا يعني أن السودان و السودانيين في خطر عظيم..دولتهم..أمنهم..إستقرارهم..تعايشهم فيما بينهم.
ونحن في موسم الرحمة(الخريف)نشهد هذا الغضب( العنف والقتل)!؟.

رشفة آخيرة:

شباب السودان اليافع المخضرة جوانحه آمال عريضة بسودان جميل لا تقوده السياسة إلى التهلكة..وطن يضبطه القانون والدستور في صرامة بغير لين وقوة وموضوعية وحياد وحزم وعزم لا يستثني فاطمة..
وطن تقوده الثقافة الى عوالم الفكر والفن والتأمل الإبداعي الذي يملأ النفوس غبطة وسرور..تقوده الرياضة إلى مسارات القومية والتنشئة السليمة وإنصهار الفوارق فتهدأ النفوس ويكون الآخر رفيق الأرض والدرب والوطن..تقوده القيم النبيلة إلى فضاءات الكرم والمروءة والعفو والتسامح ونبذ الفرقة والشتات..رغم معاداة ( اليسار) وموالاة ( اليمين ) مبادرة القاضي الخليفة الطيب الجد( ود بدر ) خطوة في الطريق الى الدولة المدنية ( ( إصرار ورفض عجيب من سفراء دول عربية وأجنبية للمبادرة..أتابعه في إستغراب وغضب..ما شأنكم؟!.).. في رأيي قد تكون المبادرة سفينة نوح قبل أن يطغى طوفان عنف لا نقوى على كبح جماحه..فلنغتنمها كلمة واحدة ونمضي في صياغتها لأجل سلامة إنسان السودان..عساها السفينة..و..معاكم سلامة.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى