مقالات

سارة محمد عبدالله تكتب .. مكالمة تهديد

كنت استعد لنشر مجموعة قصاصات أعمل على جمعها وكتابتها تحت هذا العنوان وللأمانة فقد عاهدت نفسي في هذا التوقيت بالذات على تعزيز طاقة الدفع الايجابية ما استطعت إلى ذلك سبيلا فالكلمة والنشر أمانة …وطفقت شأن الكثيرين ممن يتقنون المقاومة الناعمة من بنات وأبناء بلدي نحرص على التقاط الأدوات الفاعلة في بناء الإنسان من الداخل ببث القيم وتعزيز الخلايا الداعمة للخير وليس سواه،، مؤمنين تماما بأن البنيان لن يبلغ تمامه دون اكتمال الاحساس الجمعي بأننا كسودانيين قادرون على التعافي و ترميم شروخنا وندوبنا رغم وعثاء الدروب.. ولكن وبالمقابل هذه المكالمة كانت إشارة نبهتني للكثير من الأشياء التي توجب الحيطة والحذر فمن حولنا يوجد بعض أصحاب النفوس الضعيفة والعقليات المريضة العالقة في البرك الآسنة والوحل، لاتنفك تنتج الفعل الشرير وتنفث السم الزعاف لتضرب أخلاقنا والقيم بل وتنتهج نهجا مغايرا لفطرتنا السودانية السمحاء ولنقل هذه هي طبيعة الخلق احتدام متصل مابين الخير والشر …
أعود لمكالمتي أعلاها والتي وردتني من مجهول بعيد مغرب أمس الأول علما بحيطتي التامة وحرصي على اتباع قاعدة السلامة المهنية الأولى والشخصية وهي عدم الرد على المكالمات غير المعروفة… ولكنني قلت لعله خير هذه المرة لا بأس من إيقاف إلحاح وإصرار هذا المتصل المزعج وقمت بكسر القاعدة، سحبت علامة الرد على الجوال لأستقبل محدثي المجهول على الجانب الآخر فجاءت.. الو… من جانبي فاترة تفتقد الحماس تنبئ عن استياء وضجر.. عكسا لمحدثي على الجانب الآخر فهو كان في غاية الحماس وعلى مايبدو فقد استدعى أحدث ماانتجته مخيلة ا افلام الرعب و بيوت الأشباح.. صوت كفحيح الأفعى وبدا واضحا انه تدرب على ممارسة هذا القبح حتى اجاده واتقنه (انتي سارة محمد عبدالله.. قلت نعم.. تقدمين الصباح رباح؟ قلت بلى…. مديرة راديو الدانقا…؟ ممكن يابت الناس تشيلي التلفون ده وتبعدي من الناس لأمر جلل واذا ماعندك طريقة حددي خلال ساعة بس من الآن زمن نتكلم فيهو معاك …وطبعا الكلام بصيغة الجمع بغرض إثارة الرعب قلت ليهو اتفضل اتكلم الآن وفعلا نجح في النيل مني واخافتي لوهلة قبيل ان استجمع قواي وادركت أنني قد دخلت الى عش الدبور، فوجدتني أمام سيل من الاتهامات والسباب والاساءة المقيتة…ودلف يلقي على مسامعي محاضرة عن الأخلاق والقيم واحترام العمل مستعرضا بعض المعلومات عن موقع عملي وطبيعته جلادا تارة وواعظا متبتلا في حياض البركات تارة أخرى ( لا أدري من أين استلهمت الصبر لأواصل الاستماع لكل هذه الخترقات؟ ربما تملكتني طبيعة المهنة لأصغي اكثر ) …ثم طغت عليه فجأة شخصية المحقق كونان وصاحبتها نبرة تشفى غريبة فمضى محاولا اجبارى على الإقرار باوهامه المزعومة وما ادهشني حقيقة هو ذلك الأسلوب واللهجة الآمرة المستفزة والتعالي والتهكم والاذدراء في محاولة واضحة منه لأصابتي بالذعر والشلل التام والعجز عن النطق والمحاصرة …واخيرا استجمعت قواي وقلت ليهو انت منو وداير مني شنو بالضبط…؟ ذكر الاسم والصفة (ساحتفظ بسرية الاسم والجهة اللحظة حتى اقيد البلاغ لدى المعلوماتية)… المهم بقدرة قادر طلعني من عتاة المجرمين الفاسدين الذين يسيئون استخدام السلطة مستمرا في الإهانة باللفظ الشنيع..و بعد عدد من محاولاته الفاشلة ليسوقني للاعتراف بما لا يمت لي بصلة فضحته نواياه إذ لم يجيد الحبكة والإخراج فأنهي فيلم الزومبي المرعب هذا بالابتزاز…. وبدون أي خجل او تردد قال لي البلا بكافوه بالكرامة (هنا اشتغل معاي بأدوات الصباح رباح مستخدما واحد من امثالنا العظيمة قال البلا بكافوه بالكرامة ) احسن تلحقي نفسك يابت الناس ادفعي قروش عشان نوقف الإجراءات المتحركة ضدك حفاظا على سمعتك وأسرتك وعملك ويوم الأحد (اليوم ١٤/8/2022 ح نجيبك هنا وح تندمي وماتفتكري كل الموجودين هنا اولاد ناس ..وح نتصل قبلها على ولي أمرك وتكوني ارتكبتي جريمة لاتغتفر اذا حصلت ليهو حاجه… قلت ليهو رأيك شنو اديك تلفون ولاة أمري كلهم…. وهنا تعالى صوته بالسباب والاساءة بكل أنواعها من طرفه ثم سكرت الخط على قول الخلايجة قفلت التلفون لانهي هذا الكابوس الفظيع…
حسبنا الله ونعم الوكيل ولاحولا ولاقوة الا بالله… الهذا الحد تطورت أساليب الشرير لتدخلنا جميعا
في الدائرة السوداء مستغلين بعضنا او مستغلين؟ …. افزعتني خاطرة واحدة ماذا اذا تعرضت إحدى اليافعات من بناتنا اواخواتنا الطيبات لمثل هذه المكالمة من إحدى الخبثاء ؟ ترى إلى أي مدى يمكن أن يصل مشوار هذا النوع من الابتزاز….
.للاسف دي كانت أسوأ مكالمة البارحة وقطعا أسوأ استهلالية لكتاباتي أصابتني بأذى وضرر نفسي بليغ… ولكني حتما لن اتوقف عن الايجابية ولازال بلدنا مستف خير.. ساواظب وبشكل راتب عبر شخصي ومن موقعي وعبر كل المنصات الاعلامية التي امثلها ازرع الأمل واستنهض قيم الخير وسماحة الزول السوداني رغم قتامة المشهد…
عموما هاهو الأحد المزعوم قد أتى وإنا لمنتظرون ……اعذروني ما ح ارد على أي متصل غير معروف وأنصح الجميع بذلك… ثقتي كبيرة في الراسخين من السودانيين ومنظومة القيم وفي أن القضاء والجهات العدلية ايضا بخير…

#بصورة للمسؤولين عن امننا وسلامتنا
#بصورة لجرائم المعلوماتية
#بصورة للمدافعين عن السلامة المهنية
#بصورة لشركات الاتصال
#بصورة للضمير السوداني

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى