أعمدة

ابشر رفاي يكتب في ( رؤى متجددة) .. رحلة البحث عن كبير فمن كان له فضل جد فاليعد به لمن لاجد له ..

في الاثر الشعبي والادبي يقال الحضر ابوه بيعرف كلام جدو ، والليماعندو كبير يفتش له كبير ، ويقال كذلك تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقنا تكسرت احادا ، وللاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق ، بلادي وان جارت علي عزيزة واهلى وان ضنو علي كرام . محتوى الامثال الشعبية والاعمال الأدبية يخاطب مشهدنا ووضعنا السياسي الراهن ومحور أحداثه يخاطبه بشدة واللبيب بالاشارة يفهم ويتفاهم ، لاجل وطن ومواطن يستحق كل خير ويبعد عنه كل شر ، ومن هنا انعقدت همة المبادرات الوطنية المتعددة ، التي تنادي ونادت بلم الشمل ، لمه على اساس الحق والحقيقة تحت مظلة وطن يسع الجميع لا أن يضيق بهم ، بفعلهم أوبفعل فاعل او بالاثنين معا . وهنا لايختلف اثنان حول سنة التغيير وهي سنة ماضية لاتستثني احدا من بني البشر ولا يختلف اثنان كذلك على الاهداف والمقاصد العليا لثورة ١٩ ديسمبر التي جاءت متسقة متفقة مع معاني ومضامين تلك الامثال الشعبية والاعمال الادبية الواردة في صدر القراءة . ولكن للاسف الشديد قافلة ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة قد تعرضت مبكرا (للصلبطة) والبلطجة والهمبتة والقرنصة السياسية المركبة ، ولكن بفضل الله وشكره فان فزع المبادرات الوطنية الخالصة وخيلها الصافنات الجياد قد وصل لتوه في مقدمته مبادرة نداء اهل السودان ترافقها وقع الحافر على الحافر فزع الحرية والتغيير الميثاق والحرية والتغيير المجلس المركزي والمستقلون ولجان المقاومة وهذه هي المحرة الحقيقية والافتراضية على اسوأ تقدير ، وقديما قالوا ان تأتي متأخرا خيرا من ألا تأتي اصلا …… القضية الوطنية كما اشرنا من قبل ولا نمل الاشارة هي قضية بنيوية ، من حيث نتائج التشخيص السياسي الاستراتيجي المطور وبتالي هي ليست قضية بينية بين جهة وجهة ، وتوجه وتوجه مضاد ، قضية ذات طابع تأسيسي في كل مساراتها السياسية والتنظيمية والاجتماعية والاقتصادية والدستورية قضايا ولدت مع تأسيس الدولة الوطنية الحديثة ، كيف لا وان اوضاعنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدستورية منذ خروج الاستعمار والى يومنا هذا تعيش اوضاع انتقالية مستمرة لم تصل محطة الاستقرار والاستدامة بعد ، بشهادة المراسيم الدستورية والدساتير المؤقتة التي ظلت تصدرها الانظمة المتعاقبة على سدة حكم البلاد منذ جلاء المستعمر وأخرها وليس اخيرها الوثيقة الدستورية الاولى والثانية والثالثة في ظل التغيير حتى بلغنا اليوم مرحلة الاعلان السياسي لمبادرة اهل السودان ، الذي انتهي الى حيث الاثر الدستوري التراكمي بالبلاد ، ممثلا في الدستور الانتقالي للعام ٢٠٠٥ المعدل الذي اجمعت عليه جميع المكونات السياسية بالبلاد في العام ٢٠٠٥ بمن فيهم فرقاء اليوم وبشهادة امريكا ودول الترويكا والاتحاد الافريقي والجامعة العربية والاشقاء والاصدقاء . … الدستور الانتقالي لسنة ٢٠٠٥ هو عبارة عن وثيقة سياسية ( اتفاقية سلام نيفاشا ) حولت تشريعيا الى وثيقة دستورية ، ثم جاءت هذه الايام وثيقة الاطار والاعلان الدستوري الصادر عن قوي اعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي ، ثم وثيقة الحرية والتغيير الميثاق ، ثم وثيقة لجان المقاومة وهذه لم تصدر بعد ولكن مطلوب صدورها بشدة ولو من باب تحدث لكي اعرفك والبقية تأتي حتي تكتمل حزم المبادرات والوثائق وهذه نقلة نوعية موضوعية في اتجاه عقلنة الحلول الوطنية وتسريع وتيرتها ، وفي سياق حركة المبادرات الوطنية الرامية بصدق لمعالجة الازمة وحل القضية لابد من الاشارة الى الميزات والسمات الاساسية لمبادرة نداء اهل السودان بقيادة الخليفة الشيخ الطيب الجد ود بدر ومن ميزاتها الاساسية حسب المراقبين ، نقل العملية السياسية والثورية برمتها ادوات واليات مستخدمة من قبل الفرقاء في مسرح المواجهات الديوانية والميدانية وحيث الوسطاء والمسهلين ، نقلها من وضعية العنف والعنف المضاد ، الذي أضر ضررا فادحا علاقات الدولة والمجتمع والحكومة والمعارضة ومعاش الناس وغيره ، حيث لم تسلم من العنف السياسي والمادي حتى البيئة ومراكز الخدمات ومظاهر الترقية الحضرية ، ومن سمات المبادرة وميزاتها الاستراتيجية الانفتاح المرونة الموضوعية عقلنة الحلول ووطنيتها بجانب التواصل مع الاشقاء والاصدقاء تواصل على مبدأ الحق والحقيقة وتبادل المصالح بشفافية ونزاهة تامة تضع حدا لكافة صور التدخلات والاملاءات والوسوسة والهمز واللمز الاجنبي ، ومن سماتها كذلك أخذها لزمام المبادرة والمباداة وذلك بتدشين فعاليات خطاب الإجابة للسيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة خطاب اجابة من خلال التوصيات ومخرجات مؤتمر المائدة المستديرة والتواصل مع الممانعين إضافة للتواصل مع اصحاب المبادرات الاخرى في اطار حركة تجميع والاحاطة السياسية باستحقاقات المدنية المقتدرة ، فمبادرة بتلك السمات الواعدة تقترح الرؤى المتجددة للمناوئين وغيرهم تقترح ضرورة قراءتها من ثلاث زوايا ايجابيا ، الزاوية الاولى من يرى ان المبادرة مكتملة فهي قطعا تحتاج منه للتفكير في طرق التنزيل ، ومن يراها ناقصة مطلوب منه البحث في سبل التكميل ، ومن يراها ما نافعة خالص مطلوب منه البديل ، فقط الشئ غير المقبول ان يعجز المدنيين في تقديم خطاب اجابة للسيد البرهان حسب مضمون بيانه الذي تفضل به في الرابع من يوليو الماضي ، طالبا من المدنين ان يجلسوا ويتفاكروا بارادة سودانية حرة لوضع التدابير السياسية الدستورية اللازمة لادارة الفترة الانتقال ..على العموم اليوم مبادرة الشيخ الخليفة الطيب الجد قد شقت طريقها بقوة دون أي تردد وتلفت واضعة النقاط فوق حروف مشهدنا السياسي وذلك من خلال توصيات ومخرجات مؤتمر المائدة المستديرة ١٣ – ١٤ –٢٠٢٢ ولجنة التواصل مع الممانعين اصحاب المبادرات الاخري مثل مبادرة الحرية والتغيير المجلس المركزي والحرية والتغيير الميثاق ومبادرة لجان المقاومة والميرغني واخرين . هؤلاء جميعا ينبغي ان يتقدموا بمبادراتهم شهادة لله والوطن والضمائر الوطنية الحية وللتاريخ خاصة ان الاوضاع عامة وأحوال المواطنين بصورة خاصة ماعادت تحتمل اي صورة من صور المماطلة وخلق واختلاق الذرائع والحجج السياسية لاطالة أمد تعقد المشهد السياسي الداخلي والخارجي ، الامر الذي اضر بالوطن والمواطن ضررا بالغا فهل انتم منتبهون …. الكرة والدرب بعد خطوة مبادرة نداء اهل السودان قد دخل حوش الحرية والتغيير المركزي ، والميثاق ولجان المقاومة واخرين ، فأي محاولة ومسعى لتبييت النيات وتسويدها تجاه عقلنة الحلول وموضوعيتها تحت مخططات انت حل وتحرى الحلول كما يحلو لك ، ونحن بالمرصاد سادة التعقيد وقتل الامل وإشاعة روح اليأس والقنوط والاحباط (علي وعلى اعدائى )، فحتى الذين يحاججون هذا كوز وهذا متكوزن وهذا قحت وذاك متقحطن هذه للاسف مصطلحات سياسية مستلفة من بيئة صراعات أركان النقاش بالجامعات ونشطاء السياسة( وبرلومها ) فلا ينبغي اقحامها في البيئة السياسية الوطنية الاستراتيجية الناضجة فالكوز على سبيل التذكير هو مصطلح بكل اسف قد صمم خصيصا في ظل اجواء التغيير لاثارة الكراهية والعنف والنعرات السياسية الايدلوجية البغيضة مثله مثل مصطلحات اثارة العنصرية وخطاب الكراهية في البيئة الاجتماعية ، فالكوز في ثقافة الثورة واخلاقياتها حرية سلام وعدال امامه اربع فرص عادلة بعدل الثورة فلماذا يمنع مع سبق الاصرار والترصد والتصيد فرص الكوز في ظل عدالة التغيير والثورة ثلاث ومثلها للقحاطي الذي يعيش ذات الظروف اليوم مع اختلاف التجارب الفرصة الاولى ١– الكوز في النهاية مواطن سوداني من حقه السياسي والدستوري المشاركة في ادارة وبناء وطنه فالانتماء الحزبي حق من حقوق المواطنة لايجوز مصادرته وان التنابذ بالالقاب السياسية ينبغي ان يمنع بالقانون لاثارته للكراهية السياسية ٢– الذي له مخالفة مكانها منصة العدالة وليس منصات المحاكمات السياسية والاعلامية والتشهير والاغتيالات السياسية والمعنوية الممنهجة وان فعل هو من قبل جهلا او عمدا بحق الاخرين ، فالعدالة بمفهومها الاخلاقي لاتتعامل بردود الأفعال او بذات طريقة وأسلوب الفاعل او البادئ حتى ، ٣– فرصة التوبة والاستتابة ومراجعة النفس فتجربة الكوز هذه قد سبقتها تجارب لاتقل مرارة ومحاولات للعزل السياسي الممنهج والتشهير والمحاكمات السياسية والاعلامية والاغتيالات المعنوية ، مثل تجربة الجبهة الموالية للاستعمار والاخرى المعادية له في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، ثم تجربة الطائفية والرجعية مقابل الكفر والالحاد والمطرودين من رحمة الله ثم تجربة النظام البائد والمباد في العام ١٩٦٤ عقب نجاح الانتفاضة الشعبية ٢١ اكتوبر من نفس العام ضد حكومة الفريق ابراهيم عبود ، ثم تجربة الشيوعيين وعزلهم سياسيا والتشهير بهم لاقسي واقصي درجة بعد فشل انقلاب ثورة ١٩ يوليو ١٩٧١ بقيادة الرائد هاشم العطا واخرين ، ثم تجربة سدنة النظام البائد والمباد كما يقولون عقب سقوط نظام الرئيس جعفر نميري في ٦ابريل رجب من العام ١٩٨٥ عبر انتفاضة شعبية عارمة ، ولعلم الشباب والاجيال الجديدة فان العمود الفقري لنظام مايو والبائد والمباد كما يحلوا للمعارضين في ذلك الزمان هم نفس القوي السياسية التي تتصدر المشهد وتتحدث باسمه والثورة اليوم ، ولكن حسب الرواية الشعبية الطريفة ( البعاتي القرين ) اذا حل بمكان ما ولم يكن بذلك المكان من لايعرف حقيقة موته ودفنه وانتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن فأنه لا يتردد من ان يقدم نفسه مرشحا للشياخة والعمودية وارقي المواقع في المنطقة ، ولكن برأي الرواية الطرفة ما ان ظهر من دفنه اوشارك في مراسم دفنه فأنه على استعداد تام بترك الموقف والموقع على الفور والمغادرة الى وجه اخري وفي سياق الطرفة تشير الحكمة الى ان الذي بيته من قزاز فلا ينبغي له تجديع منازل الاخرين بالحجارة … والشاهد هنا وعبر تجارب قوانا السياسية وأنظمة الحكم المتعاقبة الكل بيوته مخلخلة ومن قزاز فلاداعي ( للتجدع السياسي ) والجديع بحجارة من سجين وحجارة مطر المنزرين …. ولسع الكلام راقد ومرقد بسفروك دار مساليت كان صاب سلاح وكان جلا عود وراح ..

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى