أعمدة

(أمل أبوالقاسم تكتب في (بينما يمضي الوقت) ..(بيع جامعة الخرطوم)

بالأمس طالعت خبرا رائجا في الوسائط اومواقع التواصل الاجتماعي عن مطالبة ملياردير سوداني لأراضي بجامعة الخرطوم تتمثل في مجمع الوسط و ( كليتي الطب والصيدلة) والمطالبة باخلائهما لأن الأراضي تتبع له وقد تملكها إبان نظام الإنقاذ
للحق فقد ذهلت من الخبر المنون بصورة لجامعة الخرطوم في الفيس، وتساءلت قبل أن اشرع في البحث عن تفاصيله كوني لم اطلع عليه مسبقا وقد ظننته حديث نشر. ولغرابته راودتني عدة تساؤلات. ترى من هذا الذي يدعي مثل هذا الإدعاء؟ وان كان صحيحا فاي هراء هذا وكيف لصرح تعليمي حكومي عالمي يباع ويشترى فيه بهكذا وضاعة؟ وكيف لحكومة رشيدة أن تولغ في هذا الأمر المشين والمشوه لصورة الجامعات الحكومية المرموقة في السودان ؟ فالخير ليس بالعادي وله تداعيات خطيرة في عدد من الأوجه.
شرعت من فوري في البحث عن شرعية الخبر وما إن كان قد نشر فعليا في أي من وسائل الإعلام، فسلكت السبل المعهودة مستعينة بمحرك البحث ( قوقل) فظهر فعليا في واحدة من الصحف وقبيل شروعي في نسخه ونشره عبر الموقع انتبهت لتاريخه الذي يرجع لاغسطس من العام ٢٠٢١م فتراجعت واحترت في إعادة نشره وتداوله بهذه الصورة المكثفة بعد عام كامل من نشره، والطبيعي أن الإعادة والنشر في هذا الوقت تنطوي على خبث وان ثمة مرامي خلفه.
ولتقريب الصورة اختزل بعضا من الخبر وبحسب جزئية منه نصها: ( قال فضل أنه اشترى كل هذه الأراضي بما عليها من مباني ومنقولات من الحكومة السابقة ووالي الخرطوم عبد الرحمن محمد الخضر) وفي جزئية ثانية : (وقد أفاد مسؤولون في جامعة الخرطوم أن خزينة الجامعة لم تنل جنيها واحدا من الأموال التي دفعها فضل وانما توزعت كلها بين جيوب نافذين في الحكومة السابقة) ..انتهى.
إعادة النشر والتداول ممن وجد ضالته في ثنايا الخبر الذي انتشر كما الهشيم من قلوب ذوي الغرض والمرض دفعت جامعة الخرطوم المتضرر الأول لإصدار تصريحات صحفية توضح فيها ما التبس أو ما أشيع من صنع الخيال فنفى مدير إدارة الأصول والممتلكات بجامعة الخرطوم ما راج عن مطالبة رجل الأعمال فضل محمد خير باسترداد أصول من أراضي الجامعة، موضحا أنها مسجلة تسجيل نهائي ولديها شهادات بحث.
فيما دون المستشار أحمد موسى إنابة عن رجل الأعمال فضل بلاغ جنائي أمام نيابة المعلوماتية، لافتا إلى أن نشر معلومات كاذبة عن أكبر وأعرق مؤسسة تعليمية تمس الأمن القومى وتستهدف سمعتها داخليا و خارجيا ونسف استقرارها، فضلا عن الإضرار بمركزها الأكاديمي وتصنيفها العالمي.
وصدقا فإن هذه الشائعة السخيفة تفعل كل هذه الافاعيل وتزيد، والذين يتداولونها لشىء في نفس بن يعقوب تجاه شخص واحد إنما يضرون بها وبلا وزارع وطني وأخلاقي أمن السودان القومي وضربه في أعرق مؤسساته وصروحه العالمية.
كذلك فإن تضليل الرأي العام بمعلومات مغلوطة وللرجل قضايا تنظر في سوح المحاكم تضر كثيرا في سيرها وهذا ما لا تتهاون فيه الأجهزة العدلية. وكان يمكن أن يكون لنافخى كير مثل هذه الأخبار أن يتحروا فيها الدقة لكن من الواضح أنهم يتحرونها بهذه الصورة، وما آفة الأخبار الا رواتها، كان لهم أن يتخيلوا فقط حال قطاع عريض من الأسر السودانية وأبناؤهم بالجامعة وكيفية وقع الخبر عليهم، لكن الهدف أعمى البصيرة.
أكثر ما يؤلم هو الافرازات الصدئة التي أنتجتها هذه الفترة التي يعمد فيها المتخاصمين او حتى غيرهم في تصفية الحسابات أو محاولة إشانة السمعة والإضرار أو النيل باستخدام وسائل قذرة لا يراعون فيها ضميرهم، ولا تداعيات ما تتفوه به السنتهم المسمومة كما قلوبهم. لله درك يا بلد طيب.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى