أعمدة

أمل أبو القاسم تكتب في (بينما يمضي الوقت) .. ما لم تجرفه معاول الهدم

طالت المجتمعات بصورة عامة ومجتمع السودان بصورة خاصة تغييرات كثيرة أثرت ليس على البني التحتية والجغرافية بل على تركيبة المجتمع بصورة سريعة ولافتة مثيرة للقلق والهلع، لكن وبحمد الله ظلت الكثير من قيمه راسخة سيما الإنسانية وكأنها فضيلة غريزية لم تفلح معاول التحضر والمدنية، وتقاطعات السياسة من زحزحة أركانها أو تصدعها وتفتيتها.

يتجلى هذا الأمر في عدد من المواقف التي يناصر فيها إنسان السودان بني جلدته، ولعل ما أقدم عليه الكثيرين ممن لا يمتلكون سوى الكلمة الطيبة والدعاء بظهر الغيب فضلا عن ما توفر لهم من معينات، والذين ينعمون بالمال الوفير ممن رزقهم الوهاب به، لعل ما اقدموا عليه بدعم اهلهم المتأثرين بالسيول والفيضانات في عدد من الولايات يقف شاهدا على أخلاق وقيم أهل السودان محل إحتفاء العالم أجمع.

وكنا قد ناشدنا أهل الخير ورجال الأعمال جميعا للمساهمة في إعانة المتضررين كجهد شعبي الى جانب الرسمي لمجابهة الأمر فالتحدي أكبر من إمكانيات الدولة ولابد من تضافر الجهود، لكن وبحسب ما تابعنا فرجال السودان لا يحتاجون الى كثير نداء فهم عند الموعد في أي حدث سيما التي تخدم اهل البلاد في اي من الملمات.

وهذا ما حدث عندما استنفر رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش رجال المال والأعمال (اتحاد أصحاب العمل) وغيرهم لمواجهة هذا الإبتلاء الرباني فلم يخذلوه أو يخذلوا الوطن، فهذه لعمري الوطنية الحقة وهم يجسدون أدب الإنتماء للأرض والنيل، وفي أيام معدودات لبوا النداء وتنزل وعدهم واقعا بتدشين خمس قوافل مكتنزة لعدد من الولايات مدعومة بمبالغ مالية الى جانب العينية الوفيرة.

قدموا هذا برضا تام وسريرة نضرة بيد ان أفضل ما جادت بهم تصريحاتهم ان هذه هي الدفعة الأولى من الدعم الذي سيمتد الى ما بعد إنجلاء الأزمة الحالية ما أثلج الصدور وأشاع الطمأنينة في نفوس الجميع ممن يتابعون بقلق.

حقا فإن التداعيات ستكون سيئة ومسالة الإعمار لن تكون هينة في ظل تعقيدات وظروف اقتصادية وسياسية استثنائية تمر بها البلاد، لذا فإن اطلاق هكذا تبشير قد يزيح الهم المثقل الذي يجثم على صدور أهلنا في بقاع السودان ممن يعيشون تحت سقف الماء.

شهامة السودانين وتدافعهم على نصرة أهلهم تقاطرت من كل حدب وصوب فتبارت عدد من الشركات والمؤسسات ، فضلا عن بقية الأجهزة الأمنية حهاز المخابرات، الشرطة، قوات الدعم السريع، الى جانب إلجيش حادي الركب. ولا ننسى أصدقاء السودان وجيرانه ممن ظلوا يمدون يدهم بيضاء ويقفون الى جانب شعبه في كل الملمات والمحن، وكذا أولادنا من الشباب الواعد الذي يتلفح ببردة الوطنية الحقة بعيدا من السياسة وكيدها.

نسأل الله تعالى ان يجلى هذه الكربة وكل الكرب وينعم إنسان السودان بالأمن والاستقرار، والتحية لكل ابنائه البررة القابضين على جمر الهم الوطني، ويبذلون الغالي والنفيس فدى لأهلهم ، وتحية إجلال الرجال الأعمال الخيرين الذين ظلوا يغدقون مما حباهم الله، ويتقدموا الصفوف ملبين للنداء اينما كان وحل.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى