تقارير

تعدد المبادرات وسوق التبضع ..هل يقود إلى حلول لازمة السودان؟

ازدحمت الساحة السياسية بعديد من المبادرات المحلية والإقليمية والدولية وجميعها لم تصل إلى توافق او اتفاق حول إنهاء أزمة الراهن السياسي في البلاد.
وعلى الرغم من الزخم الذي احدثته هذه المبادرات والضجيج حولها الا أن ثمة أسئلة مازالت تفتقد إلى إجابات وهي هل هذه المبادرات للتبضع السياسي؟ ام سوق للمزايدات؟
ولماذا كل جهة تدفع بمبادرة تحمل رؤاها وأفكارها، وكل حزب بما لديهم فرحون، وأين المشتركات الوطنية
بل وأين الوطن نفسه؟
وهل يعني كثرة المبادرات تشتيت فكرة الإجماع والتوافق الوطني والانضمام إلى نادي تفكيك السودان، خاصة وان كل صاحب مبادرة يرفض المبادرة الاخرى.
ووصف بروفيسور صلاح محمد إبراهيم الخبير الإعلامي والاكاديمي، مايجري على الساحة من كثرة المبادرات على الساحة السياسية السودانية، بأوكازيون المبادرات السودانية العبثية الذي يجري الان بمسميات مختلفة، ومن كل الوان الطيف السياسي وغير السياسي والنشطاء ومتطوعون كثر يقدمون مقترحات، وكلها في نهاية المطاف مضيعة للوقت وعدم إحساس بالمسؤولية الوطنية تجاه هذا الشعب الذي يدعي كل طرف انه يمثله.
وأكد الخبير انه لا احد من هؤلاء يمثل الشعب ، فادعاء التمثيل دون تفويض ما هو إلا تزييف وتلفيق للتسويق السياسي في وسائل الإعلام .
وأوضح أن تشخيص الأزمة الحالية مع كثرة المبادرات يتطلب قبل طرح كل طرف لمبادرته أن تقف هذه الأطراف لمعرفة طبيعة التمثيل وعلاقة هذه القوى الفاعلة على الأرض بجمهورها ومن يمثلون ، وهل يعكس التمثيل والمبادرات المطروحة في حقيقتها لا تمثل توجهاً قومياً جامعاً ، ومعظمها وجوهرها تمثيل لأقاليم شكلاً وموضوعاً
وقال نحن الان نعيش عصر المكونات الإقليمية المطلبية، والحركات الجهوية المسلحة والانقسامات الحزبية الكثيرة، مبيناً أن كل هذه المبادرات هي مجرد أهدار للزمن ، ولن تصل إلى نقطة، ولا يمكن أن تصل إلى توافق أو مخرج يعني حكومة انتقالية يمكن أن تقود البلاد إلى انتخابات او إصلاحات تتطلبها فترة الانتقال، فقد عجز النشطاء والفاعلين على مدى أكثر من ثلاثة سنوات عن حل مشكلة الفترة الانتقالية بسبب بحثهم المستمر عن التشبث بالسلطة، أو البراعة في التشاكس بدلاً من الاستعداد للانتخابات
وبحسب مراقبين، فإن اغلب من يقفون وراء المبادرات يعملون كحواضن على تشكيل المستقبل السياسي على أهدافهم ورؤيتهم.
وبالمقابل عند النظر الى توحيد المبادرات الذي ولربما يتم عن طريق وضع جميع نقاط الخلاف واخذ نقاط الالتقاء المتشابهة في كل المبادرات لتكون هي المبادرة الأساسية لجميع نقاط الخلاف،وعندها سيكون الشعب السوداني هو الذي يقرر وليس القوى السياسية ذات الأجندة المختلفة ربما يكون هذا هو الحل.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى