مقالات

نعمات سفارتنا التي رحلت .. زهير الطيب بانقا

الحنين ابتلاء والفراق ابتلاء والمرض ابتلاء والموت ابتلاء
ونحمدالله علي كل ابتلاء وامتحان فرحيل نعمات حمود ابتلاء لكل من يعرفها ويعرف خصالها وصفاتها السمحة
شهامتها وكرمها وتواصلها بساطتها وعمقها واحترامها للاخر وعكسها لثقافتنا السودانية وتمسكها بالعادات والتقاليد السودانية
نعمات امراة تمتلك كل مقومات النجاح والقبول تدخلك بلا استئذان وتتحكر وان جاز لي ان أعدل في أبيات سهل بن هارون
حرة اذا جئتها يوما لتسالها
أعطتك ما ملكت كفاها واعتذرت
تخفي صنائعها والله يظهرها
ان الجميل اذا اخفيته ظهرا
فكم كانت جميلة هذه النعمات عرفتها منذ عقد من الزمان وكل مرة التقيها فيها اجدها اكثر حيويه وبشاشة تحب الناس وبحبوها بصدق عاشقة السودان واهله وفي كل إجازة تسبقنا بدعوتها لنا في دارها العامرة بها وبالزملاء والزميلات والاهل الكرام
ترهق نفسها من اجل اكرامنا وادخال البهجة في نفوسنا
مثال للإنسانية وللوفاء والأخلاص وكرمها حاتمي
متعددة المواهب صحفية تنقلت في عدد من الصحف داخل وخارج السودان لها في التيار عامود (مرافي الغربة)وفي المستقلة ( نبض المهجر)
وروائية صدرت لها ( همس النوارس)
ومقدمة برامج تراسل قناة النيل الأزرق
وتعكس الحراك الثقافي والفني الذي تشهده الشارقة وله علاقة بالسودان كانت عبارة عن سفارة سودانية متحركة
تستقبل وتودع وتعرف وتتعرف علي كل سوداني أو سودانية قادمة الي الأمارات وتكرمهم بسخاء وفي صمت
وعندما تلتقيها تشعرك بانك الصديق الوحيد والاقرب لها من شدة اهتمامها وهمتها وفرحها الطفولي لله درك يا نعمات لله درك
كم كان هذا الصباح حزين وكم كان تلقي خبر رحيلك موجع ومربك ومشتت لتركيزنا وكم تمنينا ان نقرأ أو نستقبل مهاتفة تنفي هذا الخبر وتقول ( نعمات علي قيد الحياة ) وانتي فعلا بيننا بخصالك وبمواقفك وبحبك لهذا الوطن هاتفني العم سيدهارون ولم يقل إلا كلمة واحدة (الدوااااام لله) وراح لينا الكلام وغلبنا وكذلك تواصل معي الاخ السفير معاوية التوم وكم كانت لنا لقاءات جمعتنا بنعمات ومن معها واليوم نبكيها بدل الدموع دم
خبرك يانعوم لما الفيافي سواد
وفقدك يانعوم ترك الوراك رماد
نعناعة القلوب الحية ست مشهاد
هملتي المنصات الكل علاهو حداك
لله ما اعطي والله ما أخذ ولا نقول إلا ما يرضي الله
ان نعمات حمود كانت تتمني ان تجاور الروائيين الكبار بما تنتج من إبداع بالله عليكم حياة نعمات نفسها بسماحتها وصبرها وبصمتها ألم تكن مجموعة روايات عايشناها وعرفناها عن قرب.

إنضم الى مجموعتنا على الواتس آب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى